Site icon IMLebanon

الأمير تميم لسلام: نتفهم أوضاعكم الداخلية

كتب وليد شقير في صحيفة “الحياة”:

دانت منظمة التعاون الإسلامي في البيان الختامي الصادر عن مؤتمر قمتها الـ13 الذي اختتم في إسطنبول أمس، “حزب الله لقيامه بأعمال إرهابية في سورية والبحرين والكويت واليمن، ولدعمه حركات وجماعات إرهابية تزعزع أمن دول أعضاء في المنظمة واستقرارها”.

وجدد المؤتمرون في المقررات الصادرة عنهم دعمهم لبنان “في استكمال تحرير كامل أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المشروعة، وشددوا على ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر، ودعوا إلى تطبيق كامل القرار 1701”، مستنكرين “بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان براً وبحراً وجواً بما في ذلك شبكات التجسس المزروعة في لبنان”.

وأعرب المؤتمر عن وقوفه إلى جانب لبنان “في حقه في الاستفادة من موارده النفطية والغازية في منطقته الاقتصادية الخالصة”، وشدد على “حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، ورفض أي شكل من أشكال التوطين”.

ورحب المؤتمر بـ “الحوار القائم بين الأطراف السياسيين اللبنانيين لتجاوز الخلافات وتخفيف حدة الاحتقان السياسي والدفع بالوفاق الوطني وصيغة العيش المشترك، وذلك احتراماً ومتابعة وتنفيذاً لمقررات الحوار الوطني الصادرة عن طاولة الحوار في البرلمان وعن هيئة الحوار الوطني في بعبدا”.

وثمن “التضحيات التي يقدمها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية”، وحض “الدول الأعضاء على تقديم كل الدعم لتعزيز قدراتها وتمكينها من القيام بالمهمات الملقاة على عاتقها كونها ركيزة لضمان الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في لبنان”، مشيداً بـ “الدعم المتواصل الذي تقدمه الدول العربية والإسلامية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية”.

وعبّر المؤتمرون عن تقديرهم “الجهود التي يبذلها لبنان حيال موضوع النازحين السوريين لجهة استضافتهم على رغم ضآلة الإمكانات”، مؤكدين “ضرورة مؤازرة لبنان ودعمه في هذا المجال وتقاسم الأعباء والأعداد معه، ووقف تزايد تلك الأعباء والأعداد من النازحين”.

وشدد المؤتمر على “أن هذا الوجود لا يمكن أن يكون إلا موقتاً، لما في الأمر من تهديد كياني ووجودي للبنان، والسعي بكل ما أمكن لتأمين عودتهم إلى بلادهم في أقرب وقت”، مؤكداً “ضرورة الحفاظ على الصيغة اللبنانية والتعددية الفريدة القائمة على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين والعيش المشترك والحوار بين الأديان والتسامح وقبول الآخر، وإجراء الانتخابات الرئاسية احتراماً للدستور وتطبيقاً لمبدأ تداول السلطة الذي تقتضيه طبيعة نظامه الديموقراطي”.

ورحب المؤتمر بترشيح لبنان فيرا خوري لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة (أونيسكو).

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني اكد خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام “تفهم بلاده للوضع اللبناني ومكوناته”، معتبراً “ان المهم تأكيد الوحدة وانتخاب رئيس للجمهورية والكل سواسية”. وجرى اللقاء في اليوم الثاني والأخير لمشاركة سلام في أعمال مؤتمر قمة التعاون الاسلامي في إسطنبول، وفي حضور الوفد الوزاري اللبناني المرافق.

والتقى سلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أمل بـ “أن يتجاوز لبنان مشكلة عدم انتخاب رئيس للجمهورية”، مشدداً على “ان تركيا ولبنان يتشاركان في تحمل وطأة النازحين السوريين”.

وقال مصدر حكومي لبناني إن اللقاء مع أمير قطر كان إيجابياً جداً لأنه أبلغ سلام تفهم الدوحة لوضع لبنان الداخلي في ما يخص الأزمة مع دول الخليج حول تدخلات “حزب الله” في شؤونها الداخلية.

وأوضح المصدر أن سلام بادر بشكر أمير قطر على الدور الذي لعبته دولته في الإفراج عن العسكريين الذين كانوا مخطوفين لدى “جبهة النصرة” في جرود عرسال.

وأبلغ المصدر “الحياة” أن الأمير تميم قال لسلام: “نتفهم أوضاعكم الداخلية الدقيقة والتوازنات المبنية على خصوصية التعددية اللبنانية، لكن هناك أموراً تتعلق بالأمن القومي لدولنا لا يمكن أن نتساهل فيها أو أن نتغاضى عنها على رغم إدراكنا الضغوط التي تتعرضون لها في شأن السياسة الخارجية”. وتمنى الأمير تميم “الحفاظ على الاستقرار اللبناني وصموده”.

وعن اللقاء مع أردوغان، قال المصدر أن الرئيس التركي تمنى أن ينتخب اللبنانيون قريباً رئيساً للجمهورية والانتهاء من أزمة الشغور بعدما تناول أزمة النازحين السوريين الضاغطة على تركيا ولبنان، متوقعاً أن يعود هؤلاء إلى سورية فور نجاح الحل السياسي الذي يجري العمل عليه من قبل المجتمع الدولي.

وأمل أردوغان بأن تثمر الجهود الدولية قريباً، عارضاً ما تعانيه بلاده من العمليات الإرهابية، فيما تحدث سلام عن الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب.

وقال أردوغان أنه يتابع الجهود التي تبذلها الحكومة لحفظ الاستقرار وأن أنقرة مستعدة لتقديم المساعدة التي يحتاجها لبنان اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً لتقوية الدولة اللبنانية ومن أجل ضمن صمودها في وجه أوضاع المنطقة.