IMLebanon

طرابلس: “شياطين” التفاصيل تفرمل التوافق البلدي

trpoli-municipality

 

 

أكدت مصادر مقربة من الرئيس نجيب ميقاتي لـ”الأخبار” أن “اللقاء التشاوري بشأن الانتخابات البلدية جعل حظوظ التوافق تتقدم”، فإنها أبقت الباب مفتوحاً أمام سقوطه، معلنة أن لديها خياراً آخر، بقولها إنه “إذا لم يحصل التوافق فإننا بكل تأكيد ذاهبون إلى معركة”.

وكشفت المصادر أن “هناك تفاهماً مع الوزير فيصل كرامي على خيارَي التوافق والمعركة، وأن الجماعة الإسلامية ليست بعيدة عن هذه الأجواء. أما النائب أحمد الصفدي فإنه لا يزال يتريث حتى الآن في إعلان موقفه”.

وأوضحت مصادر ميقاتي أن “الفكرة الرئيسية للتوافق لا تزال محور الإجتماعات، وهي اختيار رئيس توافقي، وعدم الدخول في الحصص، وأن تترك للرئيس المقبل حرية اختيار فريق العمل الذي يلائمه من أجل إنجاح العمل البلدي”.

وعما إذا كانت العقدة الرئيسية التي تجعل التوافق متعذراً تتمثل في عدم حصول لقاء بين الرئيسين سعد الحريري وميقاتي، أجابت مصادر الأخير أن “اللقاء إذا حصل فلن يكون هو الحدث، ولن تكون الإنتخابات البلدية هي محوره الرئيسي، إنما الأمر يتجاوز ذلك، فنحن نطمح أن يكون اللقاء مقدمة لنبنى عليها مقومات تنظم العلاقة بين الطرفين، فضلا عن الإعتراف بالتعدّدية السّياسية داخل الطائفة السّنية”. وكشفت أن “رسائل غير مباشرة يجري تناقلها بين الرجلين، وأن هناك مساعي وطروحات لأن يعقد اللقاء عند طرف ثالث إذا رفض أحدهما زيارة الآخر في منزله”.

غير أن قراءة مصادر ميقاتي للقاء الخميس 14 نيسان، تقابلها قراءة مختلفة، إذ أكدت مصادر المجتمعين أن “التوافق لم ينجز بعد، وأنه لا يزال مبكراً الحديث عن أسماء لا نزال نغربلها حتى الساعة”.

وأوضحت المصادر أن “الكل يتحدث عن التوافق الذي هو من مصلحة المدينة في هذه المرحلة، وهو يخدمها الآن أكثر من أي وقت مضى، وليس ذلك إلغاء للديمقراطية إنما عبر التوافق نحافظ على التمثيل الطائفي، ونمنع حصول صدام”، لكنها أشارت إلى أن “الشياطين تكمن في التفاصيل، إذ تظهر عندها أفكار وأجندات مختلفة غير التي كانت تقال في العلن”.

وإذ أكدت المصادر أن “أسماء المرشحين لرئاسة البلدية ليست محصورة بالإسماء الثلاثة التي طرحها ميقاتي، لأن في طرابلس كفاءات وأصحاب خبرة لا يجوز حصرهم في ثلاثة أسماء فقط”، فإنها سألت: “من يختار إسم رئيس البلدية المقبل من بين الأسماء الثلاثة المعروضة؟ ووفق أي آلية؟ ولماذا يريد البعض إغلاق الباب أمام مرشحين آخرين لرئاسة البلدية؟ وهل رمى ميقاتي الأسماء الثلاثة في وجه نواب المدينة وقواها السياسية ليختاروا واحداً منها، أم في وجه من رماها، ولأي أهداف وغايات؟”.

يُذكر أن لقاء أمس هو الثاني الذي يعقد بين نواب طرابلس لهذه الغاية، بعد لقاء أول عقد منذ أسبوعين في المكان ذاته. واللقاء المقبل سيعقد بعد عودة النائب الصفدي من السفر.