Site icon IMLebanon

هل تنجح موسكو حيث فشل الآخرون؟

baabda-palace

 

 

 

 

ذكرت صحيفة “المستقبل” أنه من المقرر أن تنشط الديبلوماسية الروسية في مختلف الاتجاهات، لا سيما في اتجاه إيران، سعياً الى إحداث اختراق في ملف الرئاسة اللبنانية، حيث أن في الجزء الخارجي في هذا الملف ما يضغط في اتجاه التعطيل.

وتفيد مصادر ديبلوماسية قريبة من موسكو، بأن الروس يتجاوبون مع طلب المساعدة في تذليل العقبات من أمام إجراء الانتخابات الرئاسية، وانهم وافقوا على القيام بدور كبير في استعمال نفوذهم مع إيران تحديداً لتسهيل التوصل الى إنجاز هذا الاستحقاق، في إطار الدور المتزايد لروسيا في سوريا والمنطقة.

وأضافت الصحيفة: “إن الروس يؤكدون دعمهم للبنان وأمنه واستقراره واستعدادهم للمساهمة في الاتصالات مع كل الأطراف لحضّهم على تسهيل انتخاب رئيس. لكنهم رغم ذلك، لم يلتزموا بشيء محدد، سوى السعي، والسبب يعود الى أن ضغوطهم على إيران تبقى محدودة، لأن أجندتها في المنطقة وسوريا أيضاً، تختلف عن الأجندة الروسية. وبالتالي، ان هناك أهدافاً لإيران قد تتعارض مع المصالح الروسية والأهداف، حتى في سوريا، ولبنان والشرق الأوسط.

العلاقات الروسية الإيرانية جيدة، إنما إمكان الضغط الروسي على طهران محدود. الروس، وفقاً للمصادر، يدركون تماماً أن إيران تعرقل انتخاب رئيس في لبنان، وانها تقوم بذلك حفاظاً على مصالحها، من خلال ربطها الملف الرئاسي اللبناني، بالوضع في كل من سوريا واليمن.

والروس لا يتفقون مع إيران على هذا الأداء، وهم سيتحركون في اتجاهها سعياً للحلحلة، كما أن الروس سيتحركون في اتجاه أطراف أخرى معنية بالملف اللبناني سواء اقليمياً أو دولياً، للمساهمة في حل هذه الأزمة. والروس قدروا الخطوات المتقدمة التي قام بها الرئيس الحريري سعياً الى وجود رئيس، على الرغم من الصعوبات الداخلية التي واجهها، إن داخل فريق 14 آذار، أو من جانب 8 آذار حيث لم يتم التجاوب معه في هذه المبادرة ولم تتم ملاقاته بإيجابية.

وتشير المصادر الى أنه من الصعب حصول حلحلة في لبنان على المدى القريب وإن كان الأمر غير مستحيل. والروس سيحركون الموضوع مرة أخرى، لكن ليس هناك من تفاؤل. إحداث اختراق قد يكون أسهل عندما يتم وضع الحل في سوريا على السكة. طبعاً أي اختراق في لبنان لاحقاً بناء على تحرك روسي، سيكون بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وسيكون أسهل أيضاً عندما ينطلق الحل في اليمن ما يعطي مناخاً من التهدئة في المنطقة.

وتؤكد المصادر، انه عندما يتم وضع تسويات في ملعبي سوريا واليمن، ليس أمام إيران إلا الموافقة في الملف اللبناني، ولن يكون أمامها حل آخر، غير تسهيل انتخاب الرئيس. فروسيا تريد رئيساً مسيحياً منتخباً في أقرب وقت ممكن. أما إيران فتسعى باستمرار الى إدخال هذا الملف في لعبة المساومات.