كتبت دموع الأسمر في “الديار”:
يشهد الشمال هذه الايام حركة لافتة لسفراء الدول الاجنبية الفاعلة وتنظم لها جولات تبدأ في طرابلس بلقاءات مع السياسيين ورجال اعمال وتشمل مناطق شمالية خاصة عكار، والمنطقة الحدودية.
والبعض من هؤلاء السفراء يعقدون لقاءات مع نواب طرابلسيين وشماليين في بيروت تجنبا للاحراج بعقد لقاءات في المدينة.
وحسب مصدر مطلع ان هذه اللقاءات التي يجريها السفراء في معظمها تدور حول لائحة اسئلة عن الاوضاع الامنية والسياسية في طرابلس والشمال. ولعل بعض السفراء الاجانب كالسفير الاميركي والفرنسي والبريطاني يركزون على الجانب الامني في الشمال وعن مدى انتشار الحالة الاصولية المتطرفة في المنطقة الحدودية وفي طرابلس، حتى ان بعض السفراء يحاول رسم خارطة امنية للقوى الاصولية المتشددة ومدى علاقتها بالمنظمات الارهابية على الساحة السورية. ويبدي هؤلاء ارتياحهم لاجراءات الاجهزة الامنية كافة، في ملاحقة العناصر الارهابية التكفيرية، وقد سمعوا من الجميع كلاما واضحا ان الوضع في الشمال وخاصة في طرابلس، اتخذ منحى امنيا سليما منذ تطبيق الخطة الامنية وحين توفر الغطاء السياسي الكامل للجيش اللبناني الذي اطلق يده في ملاحقة الارهاب بالتكافل والتضامن مع بقية الاجهزة الامنية وقد حقق انجازات متقدمة جدا ولا يستهان بها.
ويشير المصدر الى ان هؤلاء السفراء والدبلوماسيين الاجانب يضعون سلم اولويات في حركتهم الديبلوماسية التي تستهدف طرابلس والشمال، ففي البدء الاهتمام بالشأن الامني ويليه الاهتمام بالشأن الاقتصادي، وقدرة طرابلس والشمال على استيعاب حركة اقتصادية تنطلق من المنطقة الاقتصادية في مرفأ طرابلس والتي تنتظر منذ اكثر من سنة اطلاق اعمالها.
والعين الغربية لا تزال على مطار القليعات ليكون مطارا تجاريا يستوعب الحركة الاقتصادية المنتظرة عند اطلاق صفارة العمل نحو اعادة سوريا، على ان تكون طرابلس والشمال منصتان لهذه الحركة التي يتوقع ان تنطلق من مرفأ طرابلس ومن مطار القليعات.
ويرى المصدر ان الديبلوماسيين الاجانب الذين يتحركون باتجاه طرابلس والشمال يمارسون حركتهم الديبلوماسية بمضمون امني بامتياز، حتى ان بعض المصادر تعرب عن شكوكها بأن تقارير مخابراتية غربية تنجز بعد كل لقاء، لتكوين افكار مبنية على معلومات ميدانية بحجة التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي.
ويسجل احد المصادر ملاحظات بشأن هذه الزيارات منها:
اولا، انها تجري في ظل فراغ رئاسي.
ثانيا، ان هذه الحركة الدبلوماسية تجري في غياب التنسيق مع الدبلوماسية اللبنانية مما يشكل مخالفة صريحة لصلاحيات اي سفير.
ثالثا، ان حركة السفراء بحد ذاتها تعتبر انتهاكاً لمفهوم السيادة والاستقلال لانها تدخل في اطار التدخل الاجنبي في الشؤون اللبنانية الداخلية من دون حسيب او رقيب.
رابعا، ان بعض السفراء تمكنوا من نسج علاقات مباشرة مع فاعليات شمالية لبنانية ومع مواطنين دون الرجوع الى الادارة اللبنانية الرسمية.
والسؤال المطروح من يسأل هؤلاء السفراء عن ما يقومون به ولماذا الصمت الرسمي حيال هذه الحركة الديبلوماسية التي تستهدف الشمال اللبناني من طرابلس الى الحدود الشمالية؟ بل لماذا هذا الصمت حيال زيارات مخيمات النازحين السوريين؟ اسئلة برسم المراجع العليا.