غادر وفد من جمعية المصارف برئاسة رئيس مجلس الإدارة الدكتور جوزف طربيه إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في المنتدى المصرفي العربي – الأميركي الذي يستضيفه البنك المركزي الفيديرالي الأميركي في نيويورك اليوم وينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع البنك الاحتياطي الفيديرالي. ووفق جدول الأعمال، من المقرر أن يفتتح طربيه المؤتمر ويلقي القنصل العام ونائب الرئيس التنفيذي لبنك الإحتياطي الفيديرالي في نيويورك توماس باكستير كلمة بالمناسبة، بمشاركة المصارف المركزية العربية والمشرّعين الأميركيين في وزارة الخزانة والبنك الفيديرالي وصندوق النقد الدولي ومنظمة العمل المعنية بمكافحة تبييض الأموال، إضافة إلى ممثلين عن الكونغرس الأميركي ووحدة المخابرات المالية. ويستغل الوفد اللبناني هذه الزيارة لإجراء لقاءات مع عدد من المسؤولين والمشرّعين الاميركيين كان يجب أن يقوم بها خلال زيارته مطلع السنة الجارية لكنها الغيت بسبب الظروف المناخية والعاصفة الثلجية التي ضربت أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة وأجبرت حينها الوفد المصرفي اللبناني للعودة الى لبنان وعدم إستكمال زيارته. وبحسب المعلومات، من المتوقع ان يبحث الوفد مع المسؤولين الاميركيين في العلاقات المصرفية الاميركية – اللبنانية مع تأكيده التزام لبنان ومصارفه خصوصاً جميع القوانين والتشريعات الأميركية، وتحديداً المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب، اذ يحمل الوفد اللبناني في جعبته كل التشريعات التي أقرها لبنان في نهاية العام الماضي والتي تصبّ في هذه الخانة، بالاضافة الى التعاميم التي أصدرها مصرف لبنان والاجراءات التي إتخذتها جمعية المصارف لمواكبة التشريعات الأميركية. هذه المناقشات هي لتأكيد ضمان شفافية إتمام العمليات المصرفية بين المصارف اللبنانية والمصارف المراسلة في الولايات المتحدة، خصوصاً أنه في مطلع أيار المقبل يدخل القانون الاميركي الذي يفرض عقوبات على المصارف والمؤسسات المالية التي تتعامل مع “حزب الله” حيّز التنفيذ. وفي هذا السياق، تشير مصادر مواكبة لزيارة الوفد اللبناني، الى أن الوفد سيجتمع بعدد من المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية وأعضاء في الكونغرس الأميركي وتحديداً في اللجان التي تتعامل مع الشوؤن المصرفية والمالية الاميركية وإقرار التشريعات التي تكافح تمويل الارهاب وتبييض الاموال، اضافة الى أنه سيعقد عدداً من الاجتماعات مع ممثلي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتنسيق المرحلة المقبلة.
وفي سياق آخر، شارك الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح في جلسة عقدت في مجلس الأمن وبحثت في قراري مجلس الأمن اللذين يحملان الرقمين 1267 و 2253 المتعلقين بمحاربة “داعش” و”طالبان” و”القاعدة”، في حضور رئيس لجنة متابعة القرار وأكثر من 200 شخصية ومسؤول من 35 دولة، إضافة إلى الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن ومندوبين من 10 دول أخرى. وألقى فتوح كلمة عن دور اتحاد المصارف العربية في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن نشر الثقافة المالية يحارب فكر الإرهاب، متطرقاً إلى المؤتمرات وندوات التوعية وبناء القدرات التي عقدها الاتحاد عن مكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال، ومشيراً الى أن الاتحاد نظم خلال الاعوام الأربعة الماضية أكثر من 70 مؤتمراً وندوة عن تجفيف منابع الإرهاب وتدريب المؤسسات المصرفية العربية على أحدث المستجدات والقرارات الدولية في هذا الشأن. كذلك تطرق إلى التعاون والشراكة بين القطاع المصرفي والأجهزة الأمنية والقضائية، لافتاً إلى أن اتحاد المصارف العربية وقع الإتفاق الأول في هذا الشأن مع مجلس وزراء الداخلية العرب في بيروت في 14 أيار 2015، عن مكافحة تمويل الإرهاب.