بدأت وزراة حماية البيئة الصينية تحقيقات في أنباء أذاعها تليفزيون الصين المركزي بشأن إصابة 500 تلميذ بأحد المدارس في مقاطعة جيانغسو بالسرطان والعديد من الأمراض الأخرى بعد وقت قليل من انتقالهم في شهر تشرين الاول الماضي الى المباني الجديدة الخاصة بالمدرسة التي يقال انها اقيمت على موقع فيه مواد شديدة السموم.
وتقول الأنباء، التي أثارت اهتمام وغضب شديدين من قبل المجتمع الصيني، إن من بين الأمراض التي أصابت التلاميذ، سرطان الدم والالتهابات جلدية والأكزيما والتهاب الشعب الهوائية والاختلال فى الدم.
وقد أكدت الحكومة المحلية أن المباني الجديدة للمدرسة تمت إقامتها على أراضي كانت موقعا سابقا لثلاثة مصانع كيماوية وكان من ضمن ما تنتجه الكاربوفوران والميثوميل وهي مواد سامة تدخل اساسا في صناعة المبيدات الحشرية.
ووفقا لما تم نشره من انباء فإن بعض العاملين السابقين بتلك المصانع اعترفوا انهم قاموا بدفن كيماويات سامة بالقرب من مواقع المصانع لتوفير الاموال والوقت، والمحوا كذلك الى انهم قاموا بالتخلص من النفايات غير المعالجة في مياه الانهار. وقد أظهر تقرير بيئي أولي أن التربة والمياه الجوفية بالمنطقة تحتوي على ملوثات تتضمن الكلوروبنزن ورابع كلوريد الكربون وبعض المعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص والكادميوم.
وأشار كذلك إلى أن تركيزات الكلوروبنزن في المياه الجوفية والتربة تجاوزت المستويات العادية الى حد كبير كما تعدت كمية الكلوروبنزن الموجودة في المياه الجوفية والتربة أضعاف اضعاف النسب العادية.
وقد ذكر استاذ الصحة العامة بجامعة بكين بان شياوشوان في تصريحات للتليفزيون ان اصابة هذا العدد الكبير من التلاميذ بالامراض في هذه المدة القصيرة نسبيا اي منذ انتقالهم للمباني الجديدة في ايلول الماضي يجب ان يتم ربطه بمعدلات التلوث العالية جدا في الموقع.
كما قال بعض الخبراء المتخصصين في شئون البيئة انه من الظاهر مما ورد بالملف الخاص بالدراسات البيئية التي تمت في الموقع قبل انشاء المباني انه لم تجر اي اختبارات بشأن التلوث بالمبيدات. واشاروا الى انه من الواضح كذلك ان المياه الجوفية الشديدة التلوث استخدمت في عملية البناء.