كتب أسامة القادري في صحيفة “الأخبار”:
شكلت زيارة الرئيس الفرنسي للبقاع وجولته في مخيم الدلهمية في البقاع الأوسط حالة منع تجول للنازحين في المخيمات المحيطة بالمخيم الذي زاره الأحد 17 نيسان عند الساعة الثانية عشرة، حيث مُنع اللاجئون من الدخول والخروج منذ ساعات الصباح الأولى حتى الثانية بعد الظهر، وقد رافقت الزيارة إجراءات أمنية مكثفة ومشددة، اتخذت في جميع المفارق والطرقات المؤدية الى القاعدة الجوية في رياق وإلى مداخل المخيمات المحيطة، التي وصل إليها على متن مروحية رئاسية تواكبها أربع مروحيات.
وحسب مصادر أمنية، أنه قبل هبوط طائرته في قاعدة رياق الجوية، جال جواً فوق مناطق البقاع الشمالي. هذه الإجراءات المشددة، التي حجزت حرية المئات من النازحين داخل المخيم طاولت أيضاً مراسلي الوسائل الإعلامية في البقاع الذين منعوا من دخول المخيم إلا للذين استحصلوا على بطاقات من السفارة الفرنسية مباشرة. وتزامن وصول هولاند الى مخيم الدلهمية مع تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية.
ولدى وصول الرئيس الفرنسي الى المخيم، يرافقه وزير الدفاع سمير مقبل، كان في استقباله أطفال المخيم الذين لُقّنوا رسم لوحة من البازل على الأرض كُتبت عليها عبارة “لا للعنف” باللغتين العربية والفرنسية. ومن ثم استمع إلى الواقع المعيشي من نازحين جلس وإياهم داخل إحدى خيم الأمم المتحدة. كما أصر الرئيس الفرنسي على الاطلاع على لوائح الأمم المتحدة التي تحصي أعداد اللاجئين في لبنان. بعدها، صرح هولاند عن “مساعدة فرنسية إضافية مخصصة للاجئين للمساهمة في تخفيف العبء عن لبنان”. وقال: “من واجبنا ضمان الأمن للبنانيين، ولذلك أعلنت أمس عن مساعدة فرنسية للجيش، تعلمون أنه كان هناك اتفاق بين المملكة العربية السعودية وفرنسا من أجل مساعدة الجيش وقد تم إيقافه، لكن فرنسا ستستمر في المطالبة بأن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ، وإلى حين التنفيذ ستساهم فرنسا في مساعدات عسكرية”. وأمل هولاند أن يجد اللبنانيون حلاً ليتمكنوا من انتخاب رئيس في أسرع وقت، ووضع قانون انتخابي يمكنهم من الانتخاب. قال: “هذا ما قلته لممثلي الأحزاب خلال اللقاء الاستثنائي بهم، وعبرت لهم عن أملي وقلت لهم إن لفرنسا مرشحاً واحداً هو لبنان الذي يجب أن يكون المستفيد الوحيد من الحل اللبناني، ويجب تلافي التدخلات الخارجية. ومن المهم للبنان والمنطقة أن ينتخب رئيس جمهورية، والميثاق الوطني يقضي بأن يكون الرئيس مسيحياً، ما هو مهم للشرق الأوسط”.
وختم مثنياً على دور اللبنانيين باستضافة النازحين الذين “توافدوا بكثرة الى لبنان”، معلناً أن فرنسا ستقدم “50 مليون يورو للاجئين هذه السنة”. وأشار إلى أن “العائلات السورية لا يهمها إلا الرجوع الى بلدها في أسرع وقت، واللبنانيون لا يريدون توطينهم”. وشدد على أن “مسؤولية فرنسا العمل لإيجاد حل للأزمة في سوريا خلال فترة انتقالية سياسية، وهذا ما أقوم به منذ أربع سنوات”.