يعود لبنان ليُدرج اسمه ضمن اللوائح التي تضع تكلفة خدمات النطاق العريض على الهواتف النقالة والمدفوعة لاحقاً، إذ حلّ في المرتبة الـ61 الأدنى بين 164 دولة، والثامنة الأدنى بين الدول العربية، خصوصاً أنَّها تشكّل 1.34% تقريباً من الدخل القومي للفرد.
في حين لم تفلح البلاد في تقديم خدمات تناسب جيوب كلّ المواطنين على السواء، تبقى قطر صاحبة أرخص الخدمات في هذا المجال بين الدول العربية. وقد بيّن الإتحاد الدولي للإتصالات أنَّ هذه التكلفة بلغت 11 دولاراً شهرياً في لبنان، أو ما يعادل 1,34% من الدخل القومي للفرد في العام 2014، علماً أنَّها أقل من المعدل العالمي البالغ 6,5% من الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد، ومعدّل الدول ذات الدخل المتوسط إلى المرتفع البالغ 2,2% من الدخل القومي الإجمالي، والمعدل العربي البالغ 4,1% من الدخل القومي الإجمالي.
وتُعتبر مقارنات الأسعار في مجال الإنترنت والنطاق العريض غير كافية، وفق الخبير الدولي في الإقتصاد غسان حاصباني الذي يقول لـ”النهار” إنَّ هذه الأسعار غالباً ما ترتبط بالسرعة الفعلية (وليس المعلنة) للإنترنت، إضافة إلى شروط الخدمة مثل الرزمة المشمولة في السعر لكمية البيانات التي يمكن نقلها ضمن التكلفة الشهرية للإنترنت”. أضاف: “وفي حال الإنترنت المتنقل، يجب أن تؤخذ في الاعتبار قدرة المستهلك على نقل ما تبقى من الرزمة إلى الشهر التالي إذا لم يتم استخدامها”. وبحسب هذا التقرير الذي ورد في النشرة الأسبوعية لمجموعة بنك “بيبلوس”، فإنَّ هذه التكلفة جاءت أقل من المعدل العالمي البالغ 6,7% من الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد، ومعدل الدول ذات الدخل المتوسط إلى المرتفع البالغ 2,2% من الدخل القومي الإجمالي والمعدل العربي البالغ 4,7% من الدخل القومي الإجمالي.
وقد استحوذت تكلفة خدمات النطاق العريض المتنقل على أجهزة الكومبيوتر والمدفوعة مسبقاً بسعة 1GB على 2,54% من الدخل القومي للفرد، أو 20,9 دولاراً شهرياً، وهي التكلفة الـ72 الأدنى عالمياً، والـ 18 الأدنى بين الدول ذات الدخل المتوسط إلى المرتفع والـ11 الأدنى في المنطقة. وجاءت أقل من المعدل العالمي البالغ 11,4% من الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد، ومعدل الدول ذات الدخل المتوسط إلى المرتفع البالغ 4,2% من الدخل القومي الإجمالي والمعدل العربي البالغ 5% من الدخل القومي الإجمالي.
وهنا، يلفت الإتحاد إلى أنَّ النمسا تقدم خدمات النطاق العريض المتنقل على أجهزة الكومبيوتر والمدفوعة مسبقًا الأقل غلاءً في العالم إذ بلغت تكلفتها نسبة 0,16%، في حين تقدّم قطر الخدمات الأقل غلاءً في المنطقة العربية إذ بلغت تكلفتها 0,38% من الدخل القومي للفرد.
وتجهد وزارة الإتصالات، وفق حاصباني، إلى تحسين أداء القطاع، معتبراً في الوقت عينه أنَّ ذلك قد لا يكون “كافياً خصوصاً أنَّه يتطلب استمرارية واستثمارات كبيرة ومناقشة حقيقية، وهذه شروط لا تتحقق من دون تطبيق قانون تنظيم قطاع الاتصالات ٤٣١ الذي أقر في العام ٢٠٠٢ وتفعيل دور الهيئة الناظمة التي تمنع الاحتكارات والتلاعب في السوق، إضافة إلى الإفادة الاقتصادية من رؤوس الأموال الخاصة”.
في المقابل، استحوذت تكلفة خدمات النطاق العريض الثابت في لبنان على 2,13% من الدخل القومي للفرد، أو 17,51 دولاراً، وهي النسبة الـ70 الأدنى عالمياً، والـ15 الأدنى بين الدول ذات الدخل المتوسط إلى المرتفع، والتاسعة الأدنى بين الدول العربية. وجاءت أدنى من المعدل العالمي البالغ 47,4% من الدخل القومي للفرد، ومن معدل الدخل المتوسط إلى المرتفع البالغ 5,5% من الدخل القومي للفرد، ومعدل الدول العربية البالغ 5,6% من الدخل القومي للفرد. وفي المقارنة، كانت تكلفة خدمات النطاق العريض الثابت في الكويت الأقل غلاءً في العالم إذ بلغت تكلفتها نسبة 0,29% من الدخل القومي للفرد.
