أوضح الوزير أشرف ريفي أن لا إنتخابات رئاسية قبل ستة أشهر ريثما تنجلي التطورات وتتبلور الأوضاع الإقليمية، لافتا الى ان الرئاسة لن تكون لرئيس تكتل “التغيير والاصلاح” ميشال عون ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
ريفي، وفي حديث الى صحيفة “الشرق” القطرية، أكد أنه حريص على إستقلاليته عن “تيار المستقبل” في النقاط الخلافية.
وشدد ريفي على أن بيان القمة الإسلامية تجاه إيران و”حزب الله” أتى” معبِّراً عن طموحات الشعوب الاسلامية لوضع حدٍّ لغطرسة ايران سواء مباشرة أو عبر أدواتها، لافتا الى أن “حزب الله” ” ارتكب خطأ استراتيجيا بتدخله في سوريا وسيدفع ثمنا باهظاً “.
ورداً على سؤال بشأن الأزمة التي تعصف بعلاقة لبنان مع دول الخليج، أكد ريفي أن “لبنان يرتبط بعلاقات أخوية متينة ومتجذرة مع كافة الدول الخليجية، ولعل ما جرى يعود إلى أن المشروع الإيراني تمادى بكل أسف بتجاوزاته وبغطرسته وغطرسة أدواته الممثلة ب”حزب الله” وغيره، مما شكل إساءة واستفزازا استدعى اتخاذ قرار خليجي بإخراج أي شخص لبناني أوغير لبناني يرتبط ب”حزب الله” أو بأحد حلفاء “حزب الله”، لكن القرار لا يمس الوجود اللبناني إنما هو حصري بتلك الفئة المتغطرسة.
ورأى ريفي أن “القرار هو تعبير عن غضب الحليم، ولطالما حذرتُ من ذلك فقد كان الإيراني وأدواته يظن أن سياسة الحكمة والحلم لدى الدول الخليجية بمثابة نقطة ضعف. ولذلك كان لا بد بعد تراكم غطرسة إيران و”حزب الله” ونفاذ الصبر. دول الخليج تحولت إلى دول العزم ومملكة الحزم سواء بالبحرين أو اليمن والمفروض أن يوضع حد للمشروع الفارسي” .
وعن إمكانية وجود خطوات أو مبادرة يجب أن تتخذها الحكومة اللبنانية باتجاه دول الخليج، قال ريفي: “فريقنا السياسي (14 آذار) حريص جدا على أن يُطمئن الخليج أو يلعب دوره لحفظ العلاقات العربية ، بينما الفريق الآخر لا يبالي أبدا .لايمكن أن نأخذ قرارا بالأغلبية. وفي ظل حكومة وضعها خاص جدا وهذا ما دفعني إلى الاستقالة منها كي لا أكون شاهد زور على عجز برعاية شؤون الناس الحياتية مثل موضوع النفايات عجز بإقرار إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي ثم بعد أن وجدت الحكومة عاجزة عن اتخاذ قرار تؤكد فيه لإخواننا العرب أننا معهم. ولا نسمح بأي إساءة للعلاقات العربية وخاصة لدول الخليج”.
وعن محاولات منع انتشار ظاهرة الدويلة، أضاف: “في لبنان نحن نواجه مشروع “حزب الله” باللحم الحي، إننا مؤمنون بربنا، واثقون من أنفسنا وسنواجه السلاح غير الشرعي بإعادة بناء الدولة وإنهاء الدويلة التي نمت وترعرعت على أرضنا في ظل الوجود السوري. ولو لم توجد قبضة حديدية وأمنية سورية ما كنا سمحنا نحن وحلفاؤنا لهذه الدويلة ولكن لم يكن في اليد حيلة يومها”.
واكد ريفي “كلنا يعرف أن إيران وحليفها النظام السوري هما اللذان أطلقا النواة الأولى لهذه التنظيمات الإرهابية ثم خلقتا الجو المُواتي لهذه التنظيمات الإرهابية لتقول للغرب إما أنا أو هذه التنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها وكنا نقول للغرب هذا منطق أي نظام توتاليتاري أو فاشيستي، حيث يقوم بخلق التطرف تلقائيا سواء بقرار منه أو بردة فعل على تجاوزاته وعلى تحكمه بالبشر، لذلك لا يمكن أن تعالج مشكلة التشدد والإرهاب دون معالجة أسبابه والتي هي أنظمة توتاليتارية تحرم المواطن من لعب دوره السياسي وحقه الطبيعي من الثروة الوطنية وحقه الطبيعي من إقامة علاقات تصدر عن قناعة منه.
وأضاف “نحن عرب وعلاقتنا مع العرب يجب أن تقوم دائما على علاقات أخوية ومتينة، لايمكن أن نذهب إلى المشروع الفارسي ونتخلى عن العروبة مهما كان الثمن. الملفت بالأمر أن حافظ الأسد مع أن النظام كان توتاليتاريا لكنه لم يخطئ استراتيجيا بالتوجه العربي كان دائما حريصا على العلاقات العربية بينما نرى بشار الأسد يضرب العلاقات العربية ويذهب إلى المحور الإيراني وهذا كان أحد أسباب أن يتفجر وضعه الداخلي.
وعن الحكم الصادر بحق ميشال سماحة، اعتبر ريفي ان الحكم القاضي بسجن سماحة 13 عاما انتصارا نسبيا إنما هذا ليس انتصارا كاملا ولا يعني أننا ركنَّا إلى الهدوء، مضيفا: “أنا توجهت إلى المحكمة الجنائية الدولية ودخلنا إلى اتفاقية روما التي ترعى عمل المحكمة الجنائية الدولية وجدنا ثغرة أن الاتفاقية تستطيع مقاضاة أي شخص يحمل جنسية من إحدى الدول الموقعة على الاتفاقية. دخلنا من هذا الباب لأن المجرم ميشال سماحة يحمل الجنسية الكندية توجهنا من هذا الباب للجنائية الدولية وتوجهنا للقضاء الكندي لأن هذا المواطن الكندي ارتكب جريمة إرهابية صحيح أنها ليست على الأراضي الكندية إنما هو مواطن كندي. نحن نلاحقها وعندما نستسلم لعدم إقامة العدالة نكون نعرض بلدنا لمخاطر عدم الاستقرار العدالة سواء كانت وطنية أو دولية هي التي تقيم الاستقرار والأمن”.
وعن الأصوات التي إرتفعت بشأن مقايضة الإرهاب بالإرهاب، رد ريفي: “الفريق الآخر وقح فهو يهددك بأمنك ويطلب أن تتخلى عن العدالة وإلا قتلك. سوف نظل نطالب بالعدالة ونعرف أنه كان اغتال عددا منا ولكن لا يمكنه تصفيتنا جميعا. وإذا استسلمنا نعيش بدون كرامة وبدون عزة لذلك نحن صامدون ومثابرون ومصرون على أن نحيا بهويتنا اللبنانية والعربية وأن نواجه مشروع الدويلة لنقيم الدولة”.
وأضاف: “لدي الجرأة أن أعبر عن قناعاتي الداخلية أمام كل الناس وأنا متصالح مع نفسي ومع هويتي اللبنانية والعربية ولدي القناعة بمواجهة مشروع الدويلة وترجمة ذلك بحالة سياسية بصوت صارخٍ وأحمل قضية مبنية على مصالحة مع الذات. رؤيتي تتلخص في أن نبسط مشروع الدولة لكي نعيش عيشا مشتركا مسلمين ومسيحيين بجميع مذاهبنا الاسلامية السني والشيعي والدرزي والعلوي وأن نستوعب الآخر وان نخلق تفاعلا إسلاميا مسيحيا حضاريا لنجعل من هذا الوطن حكما رسالة وليس مساحة جغرافية”
وشدد ريفي على أن “المشروع الإيراني لا يمكن ان ينتصر إلا بحالة انهيار في فريقنا السياسي. بالمقابل كنت اساهم بحالة استنهاض دائما لفريقنا كي لا ينتصر هذا المشروع. وعندما كنت في موقع أو مركز امني مع الشهيد وسام الحسن كنا دائما نواجه امنيا المشروع الإيراني، اليوم انا خرجت من الامن أصبحت في السياسة أحاول استنهاض الحالة لمواجهة المشروع الإيراني وسوف نستمر. أنا أعلم ان الوقت ليس لصالح المشروع الإيراني لأن لا الجغرافيا ولا الديمغرافيا لصالحهم وانصحهم بقراءة التاريخ جيدا”.
ورداً على سؤال عن كونه يشكل حالة مستقلة عن الحريري أوضح ريفي “أنا جزء من مدرسة رفيق الحريري إذن انا جزء من مشروع الحريري، ولكن انا جزء مستقل التقي بكثير من الأمور والنقاط مع تيار المستقبل وبعض من النقاط لا نلتقي عليها تاركا لنفسي هامش الاستقلالية تماما، مثلا عندما اجد ان مرشح سعد الحريري لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، انا لا أوافق أبدا وارفض هذا الترشيح.. انا اجسد استقلاليتي في الأمور التي لا نتفق عليها. واعرف جيدا اننا أبناء بيئة واحدة وتوجد قواسم مشتركة كثيرة. لكن انا عندي استقلاليتي، انا غير مرتبط حزبيا وتنظيميا. يفترض ان نكون اقرب إلى بعض ونقاط الخلاف محدودة ونقاط الالتقاء عديدة.
وبشأن وجود أي أمل لاستحقاق الرئاسة أجاب ريفي ” آمل وجود بارقة نور لكن بالقراءة الواقعية أرى أن الأمور تتجه للانتظار لبضعة اشهر إلى ان يسمح الوضع الإقليمي، لا أرى إمكانية حصول انتخابات رئاسة الجمهورية قبل ستة اشهر وإن كنت اتمنى ان تحصل اليوم قبل الغد”.
وعن نظرته لترشيح عون وفرنجية وهما من فريق 8 آذار قال ريفي ” أرى انه من غير الطبيعي ان يرشح اثنان من فريق 8 اذار من قبل 14 اذار هما سليمان فرنجية وميشال عون. افهم وجود مرشح من قِبل فريقنا السياسي ومرشح من الفريق الآخر ويحصل تسوية لأن الأمور تحصل بطريقة لا غالب ولا مغلوب، ولم اقتنع بترشيح فريق 14 اذار لمرشحين من 8 اذار، وهذا خلق حالة غضب في الشارع. وسبق ونبهت انه سيكون لها ردات فعل خطيرة على تيار المستقبل.
وعن المرشح الأوفر حظا رأى ريفي أن “مرشحنا الأساسي لرئاسة الجمهورية يجب أن يبقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. ولكن الرئاسة ستذهب إلى مرشح تسوية ولن يكون عون أو فرنجية خصوصا وان “حزب الله” لا يريد عون رئيسا للجمهورية. الرئاسة يمكن أن تكون ستكون بين واحد من ثلاثة قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزير السابق جان عبيد . والاختيار سيخضع لطبيعة “البروفايل” المطلوب اذا كان المطلوب ان يكون الرئيس امنيا فقائد الجيش جان قهوجي، واذا كان اقتصاديا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، واذا كان سياسيا جان عبيد. انا أرى الأمور ذاهبة نحو “البروفايل” العسكري من خلال الوضع الذي نعيشه كأولوية أمنية عن الاقتصاد والسياسة لكن كله في أوانه.
وعن رؤيته لخلاص لبنان أكد ريفي أنه “لايمكن الخلاص من مشروع الدويلة دون ضغط ودون حراك سياسي وشعبي. ومن البديهي ان فريقا يهيمن على السلطة لا يمكن ان يسلم السلطة دون ضغط. . لا أقول بإنشاء ميليشيا إنما بتقوية أجهزة الدولة ومؤسساتها العسكرية وتقوية الحراك الشعبي المطالب بالدولة، بحيث تتواكب تقوية أجهزة الدولة مع الحراك الشعبي لنحشر حزب الله وندفعه للتخلي عن سلاحه غير الشرعي ويعود إلى كنف الدولة ونجلس نحن وإياه على نفس الطاولة من مواطن لمواطن وليس كمشروع إيراني. المطلوب حراك على الأرض والأمور لا تتم بالدعوات. بل بتقوية الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية وتقوية وتفعيل الحراك الشعبي على ان تعود الأمور إلى طبيعتها. الرهان يبقى على المؤسسة العسكرية والشرعية.
وعن معلومات حول إحتمال إقدام المحكمة الدولية على اتهام نصرالله بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أجاب ريفي “لم أتلقَ معلومات حول اتهام المحكمة الدولية لنصرالله بقضية اغتيال الحريري ومن الطبيعي ان أي محكمة تبدأ بأدوات التنفيذ ثم تبحث عن الجهة التي اعطت الأمر، وعن الجهة التي نفذت، وحسب قراءتي الأمنية ومن خلال الملفات التي اشتغلتها نعم القرارات لاغتيال شهداء 14 اذار وخاصة للشهيد رفيق الحريري هو قرار إيراني سوري نفذه “حزب الله”.
وبشأن موضوع النازحين السوريين لفت ريفي أن “النازحين السوريين اخوة لنا ونحن ملزمون بحكم الجيرة باستضافتهم. لكن نتمنى ان لاتطول اقامتهم كي لاتتحول إلى مأساة وعبء امني واقتصادي وسياسي واجتماعي في لبنان. لقد أخطأ “حزب الله” في تدخله في سوريا والأخطر من ذلك انه تسبب في تغيير المعادلة الديموغرافية، حيث اصبح عندنا مليون ونصف نازح سوري غالبيتهم من لونٍ طائفي معين من غير طائفة “حزب الله” . “حزب الله” أصبح برأي السوريين المسؤول عن تهجيرهم من أراضيهم وارتكب مجازر بحقهم”.
وعن نظرته للتطورات الإقليمية المتسارعة رأى ريفي أن “البعض يقول إن اتفاق سايكس بيكو انتهى مفعوله وقادمون على اتفاق جديد إقامة دويلات مذهبية وهذه خطة إسرائيل هي المستفيدة منها كي تبرر كيانها الديني لإسرائيل. هناك احاديث عن فدراليات وغيرها. نحن في لبنان 18 طائفة ونفاخر بعيشنا المشترك مع بعضنا البعض
واعرف ان السوريين يشبهوننا وغير مذهبيين ويقبلون بالعيش المشترك”
وعن تخوِّفه من انفجار أمني كبير شدد ريفي ” ليس لدي على الوضع الأمني في لبنان، لا يمكن ان نشهد انفجارا امنيا شاملا، لدينا بركان على الحدود يقذف حممه ولا بد ان تصيبنا بعضاً منه ، لكنني أؤكد على قدرة الجيش اللبناني بالسيطرة على الأوضاع. لقد تم ابلاغنا بقرار دولي بعدم تفجير الوضع الأمني اللبناني وبالحفاظ على النقد اللبناني مما يعني الحفاظ على لبنان وإبعاد نقاط الخطر عنه.
وعن دور قطر الداعم للبنان أشار ريفي إلى أن “لبنان يحفظ قدرا عاليا من الود والإحترام الكبير لقطر والعلاقات اللبنانية القطرية كانت وستبقى علاقة اخوة متينة وعميقة .
وبشأن بيان القمة الإسلامية تجاه إيران و”حزب الله” ختم ريفي “أتى معبِّراً عن طموحات الشعوب الاسلامية. واوجه تحية شكر وتقدير لقادة المؤتمر على القرارات التي اتخذت لوضع حد لغطرسة ايران سواء مباشرة او عبر ادواتها. وعلى “حزب الله” ان يدرك انه ارتكب اخطاء استراتيجية وتاريخية. وقد سبق ونبهته يوم كنت في موقع المسؤولية الامنية ان تدخله في سوريا سينقلب عليه. وهاهو الطوق الاسلامي يشتد على ايران وادواتها في كافة انحاء المنطقة. والمشروع الايراني لايمكن ان ينتصر. وهنا نذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الحراك الفارسي في ايامه فأجاب: “جولة أو جولتان فلا كسرى ولا فارس”. وها هي البوادر فنحن في نهاية الجولة. وعلى ايران ان تدرك ان الحليم العربي قد ثار غضبه وعليها ان تستدرك الامر اكراما للوحدة الاسلامية ولحسن الجوار. وها هو “حزب الله” يحصد اصراره على اغضاب الحليم، الإدانات تتدرج وتحاصره من قرارات مجلس التعاون إلى وزراء الداخلية العرب إلى مؤتمر القمة الاسلامي وقريبا في قمة الدول العربية.