Site icon IMLebanon

“الأنانية” السعودية و”التعنّت” الإيراني أجهضا اتفاق “النفط”

dohameeting-s
عزة الحاج حسن

6 ساعات من النقاشات ولم يتمكن منتجو النفط من داخل أوبك وخارجها من التوصّل الى اتفاق لتثبيت الإنتاج عند مستويات شهر كانون الثاني الماضي بهدف دعم الأسعار ووقف انحدارها، ولم تكتف الدول الـ18 التي شاركت في اجتماع الدوحة أمس الأحد بحجب الدخان الأبيض من التصاعد لا بل وضعت سعر برميل النفط في مواجهة مفتوحة مع الأسواق، بإعلانها “فشل” الإجتماع وعدم تحديد موعد لاحق لاستكمال المفاوضات.
حركة أسواق النفط قبل اجتماع الدوحة لن تكون كما بعده، فالآمال التي كانت معقودة منذ أشهر على إتفاق الدول المنتجة للنفط لامتصاص بعض من الفائض في السوق والذي يقارب مليوني برميل يومياً “سقطت” وعزّزت المخاوف من “سقوط” الأسعار بشكل دراماتيكي.
في قراءة أولية لفشل الإتفاق على تثبيت إنتاج النفط، يبدو جلياً أن الإجتماع الذي دام 6 ساعات لم يكن ليرى النجاح، فقد “دقت” إيران والسعودية مسمارين في نعشه خلال الأيام الأخيرة أي قبل انعقاده، عبر تصريحات الطرفين المتناقضة وغير المتلاقية في أي من الحلول.
فالسعودية أكدت في أكثر من مناسبة إصرارها على ضرورة مشاركة جميع أعضاء أوبك بمن فيهم إيران في اتفاق تثبيت الإنتاج، في مقابل عزم ايران مواصلة رفع انتاجها من النفط ليصل الى المستويات التي كانت عليها قبل فرض العقوبات، وبالتالي اعتبار نفسها غير معنية باتفاق تثبيت الإنتاج.
إن رفض إيران المسبق لاقتراح تثبيت الإنتاج وإصرار السعودية على شملها بأي اتفاق، خفّضا من أسهم النجاح لاجتماع الدوحة وكتبا له الفشل، وفتحا الباب على حرب أسعار جديدة، فـ”أنانية” السعودية في الإستئثار بالسوق الأكبر للنفط وعدم نيتها خفض إنتاجها عن 10.5 مليون برميل في اليوم وتلويحها رفع إنتاجها الى 11.5 مليون برميل وربما 12.5 مليون برميل يومياً، في مقابل “تعنّت” ايران وتمسّكها باسترداد حصّتها السوقية التي سبقت سنوات العقوبات الأميركية، لن تطيح باتفاقات لاحقة لضبط سوق النفط فحسب بل ربما تفتح حرب إنتاج تفوق بخطورتها حرب الأسعار.
ولم تكن عقبة “الأنانية” السعودية و”التعنّت” الإيراني هي الوحيدة التي شابت اجتماع الدوحة بل برز في اجتماع الدول المنتجة للنفط تباين في وجهات النظر بين الرياض وموسكو حول آلية وبرنامج تنفيذ إقتراح تثبيت الانتاج لجهة آلية المراقبة، وكيفية ضمان التزام جميع الدول الأعضاء بالاتفاق.
بعد إجهاض اتفاق الدوحة وزوال الأمل بانتعاش أسواق النفط، يخشى المراقبون أنه في حالة عدم التوصل الى توافق في وقت لاحق، ان تعود اسعار النفط التي اتجهت نحو الهبوط منذ ما قبل انعقاد الاجتماع، الى مسارها الإنحداري وتجاوزها سقف الـ27 دولاراً للبرميل نزولاً.
في ظل عدم التوصل إلى اتفاق في الدوحة بات من المرجح، بحسب محلبين دوليين، أن تتضاءل ثقة السوق في قدرة أوبك على أخذ إجراء معقول لضبط المعروض وهو ما سيدفع أسواق النفط للتراجع حيث كانت توقعات التوصل إلى اتفاق من بين أسباب موجة صعود الأسعار، وبات شبه مؤكد غياب أي احتمال لتحقيق توازن في أسواق النفط قبل منتصف العام 2017.