Site icon IMLebanon

التبانة والخطة الأمنية: إنجازات دون المستوى!

 

كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:

دخلت التبانة ومحيطها في الأول من نيسان الحالي عامها الثاني على تطبيق الخطة الأمنية التي أقفلت المحاور وأوقفت جولات العنف التي حصدت 185 قتيلاً، وأكثر من ألفيّ جريح وألحقت أضرارا بآلاف الوحدات السكنية والتجارية والأملاك الخاصة.

وعلى الرغم من مرور سنتين على الاستقرار، لم تصل التبانة إلى النذر اليسير من الوعود الحكومية، التي أكدت أن فرض الأمن سيترافق مع خطة إنمائية متكاملة وشاملة، تمسح صورة الحرب عن المنطقة، وتعيد ترميم كل ما تضرر على مدار عشرين جولة، وتنفذ مشاريع إنمائية وإنتاجية تهدف إلى توفير فرص عمل للشباب العاطلين الذين دفعتهم البطالة إلى حمل السلاح.

كل التقارير المتعلقة بمسح صورة الحرب عن التبانة ومحيطها تؤكد أن كل ما تم إنجازه على مدار سنتين من قبل الهيئة العليا للاغاثة، وكل المال المرصود من قبل الحكومة، إضافة إلى بعض المبادرات الخاصة، لا يتعدى ما نسبته 40 في المئة من حجم الأضرار، وهي نسبة لا تتلاءم بتاتا مع حجم الكارثة التي حلت في تلك المنطقة التي تحتاج الى اهتمام منقطع النظير من قبل الدولة والوزارات المعنية، خصوصا في المناطق التي لا تزال تعاني الأمرّين جراء الأضرار اللاحقة بها، والمتداخلة جغرافيا مع جبل محسن ومذهبيا على الصعيد السكاني، وفي مقدمتها بعل الدراويش التي تعتبر من ابرز خطوط التماس السابقة، وقد الحقت بها المواجهات العسكرية دمارا كبيرا واضرارا في الممتلكات الخاصة، خصوصا أن المعارك كانت تدور فيها من منزل الى آخر، في حين يشير الأهالي الى أن بعض الأبنية باتت مهددة بالسقوط.

ويمكن القول إن بعض الشوارع في التبانة شهدت أعمال ترميم خلال الفترة الماضية لاسيما تلك المحيطة بجامع الناصري والتي كانت تعتبر خط تماس مع طلعة العمري في جبل محسن، وكذلك شارع سوريا على صعيد تأهيل واجهاته، إضافة الى أسواق عبد الحميد للخضار، والقمح للألبسة، والقمح للحبوب. لكن الجدير قوله أيضا، أن الحكومة لا تزال بعيدة كل البعد عن الايفاء بالوعود التي أطلقتها، سواء لجهة تأمين المزيد من الاعتمادات المالية للهيئة العليا للاغاثة لتنشيط أعمال الترميم والتأهيل ومسح صورة الحرب، أو سواء على صعيد قيام الوزارات المعنية والسلطة المحلية بواجباتها على كل صعيد تجاه هذه المنطقة المنكوبة.

وكان أمين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد الخير وقائد اللواء 12 في طرابلس العميد الركن سعيد الرز ووفد من قيادة ضباط منطقة الشمال العسكرية، جالوا في شارع “برغشة” في التبانة واطلعوا ميدانيا على أعمال الترميم الجارية واستمعوا الى مطالب وحاجات السكان.

إثر الجولة لفت الخير الانتباه الى أنه تم إنجاز ما يقارب 40% من أعمال التأهيل والترميم، وهو عبارة عن 200 عقار، أي ما يقارب الف منزل، وحوالي 400 محل تجاري، في عشر شوارع، وهذه المنطقة الجميع يعرف كيف كانت قبل عامين، و كيف دخلنا عليها نتيجة المعارك والاشتباكات والاعتداءات التي طالت الجيش.

وأكد الخير أن الهيئة لديها مشاريع عدة، وقد اتفقنا مع الرئيس تمام سلام على أن نتابع العمل حتى ترميم كل الأضرار في باب التبانة وجبل محسن والمنكوبين والقبة، لأن هذه الاحياء في قلب المدينة هي الاكثر تضررا في طرابلس وحتى في لبنان.