لم تتلقف الأسواق المالية والإقتصادية زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى بيروت، بأي تغيير مأمول لخرق الجمود المخيّم عليها منذ فترة طويلة، بل حافظت على استقرارها “الضعيف” ولا سيما بورصة بيروت.
الخبير المالي الدكتور غازي وزني عزا هذه الصورة، إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي “اقتصرت على ملف النزوح السوري فقط، وإيصال رسالة من المجتمع الدولي تقضي بأن اللاجئين السوريين باقون في لبنان بإقامة متوسطة وطويلة الأمد، إلى جانب اطلاعه على أعباء النازحين السوريين الإقتصادية والمالية والإجتماعية، ما يحتّم على فرنسا أن تلعب دوراً مع المجتمع الدولي لدعم لبنان في تحمّل أعباء النزوح”.
ولفت إلى أن “إفادة لبنان من زيارة هولاند الأخيرة، تقتصر فقط على إعلانه عقد مؤتمر في باريس خاص بالنزوح السوري وكيفية دعم لبنان مالياً في شأنه”، وقال: في نهاية المطاف، لمس الرئيس الفرنسي مدى كلفة عبء هذا النزوح في لبنان، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، واستعداده للقيام بخطوات في اتجاه المجتمع الدولي، لمساعدة لبنان في هذا المجال.
أما “المساعدة المالية التي قدّمها بقيمة 100 مليون دولار لمدة ست سنوات، فهي ضئيلة مقارنة بحجم الأكلاف التي يتكبّدها لبنان” بحسب وزني.
وتابع: تعتبر الدول الأوروبية اليوم، أن بقاء النازحين السوريين في أماكن تواجدهم حالياً، هو الحل الأنسب لهذه القضية، وبالتالي إنها مستعدة لرفدهم بالدعم المالي شرط بقائهم حيث هم، وعدم ترحيلهم إلى دول الإتحاد الأوروبي. لكن اطلاع الرئيس الفرنسي عن كثب على أكلاف عبء النزوح على لبنان مالياً واقتصادياً واجتماعياً، دفعته إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي في باريس خلال حزيران المقبل، مخصّص لدعم البلدان المستضيفة للنازحين السوريين، ومن بينها لبنان.
ورأى رداً على سؤال، أن “استحقاق الإنتخابات الرئاسية يتخطى قدرات فرنسا وأوروبا، ويرتبط مباشرة بخطّي أميركا وروسيا، وفي المنطقة بإيران والسعودية”.