Site icon IMLebanon

“البلديات” بين التحضيرات والارجاء!

رأت “الوكالة المركزية” ان استعدادات وزارة الداخلية والبلديات معطوفة على الاجتماعات الأهلية، السياسية المكوكية لترتيب التحالفات وتنسيق الموقف في المدن والقرى التي بدأت تغزوها صور المرشحين ولافتات التأييد و”التبجيل”، توحي بأن الانتخابات البلدية حاصلة حتما، الا ان ثمة من لا يزال حتى اللحظة غير مقتنع بأن الاستحقاق سيتمّ، ويقول هؤلاء في مجالسهم الخاصة ان الانتخابات لن تحصل لكن الاطراف السياسية، غير الراغبة في معظمها بخوض المعركة، تنتظر من سيكون الاكثر شجاعة فيها، فيأخذ على عاتقه اعلان تأجيل الاستحقاق.

أما التشكيك في حصول الانتخابات فله أكثر من مبرر، حيث تسأل أوساط نيابية مسيحية عبر “المركزية”، ما الذي تبدّل منذ التمديد الاخير لمجلس النواب حتى اليوم؟ علما ان عدم اجراء الانتخابات النيابية في موعدها منذ سنتين قيل انه لدواع أمنية. فهل الوضع الامني اليوم في البلاد أفضل بكثير؟ لكن المصادر تلفت الى عامل بارز آخر لا يشجع على اجراء الاستحقاق البلدي، ويتمثل في استحالة تأمين توافق في مدن وازنة وحساسة في آن وأهمّها بيروت وطرابلس وصيدا وزحلة. ففي العاصمة، يفترض ان توزع مقاعد البلدية الـ24 مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وفق العرف الذي ارساه الرئيس الراحل رفيق الحريري، وقد أكد الرئيس سعد الحريري تمسّكه به، كما ان الانتخابات فيها كانت تحصل بالتوافق ويتم إبعاد البلدية عن المعارك نظرا الى رمزيتها كعاصمة للعيش المشترك وتلاقي الحضارات. الا ان الحال مغاير هذه المرة، حيث تكشف مصادر سياسية عبر “المركزية” أن عددا من الفاعليات والعائلات البيروتية السنية يعتزم خوض الانتخابات بلائحة غير مكتملة تضمّ 14 عضوا سنيا، ذلك ان السنة في رأيهم باتوا يشكلون أكثر من 60% من سكان العاصمة. وتوزع المقاعد العشرة على سائر الطوائف.

أما في طرابلس فالوضع غير مطمئن أيضا حيث ان اي توافق سني لم يؤمن بعد ما ينبئ بمعركة لا يحبذها أكثر من طرف. بدورها تسير زحلة نحو معركة حيث اعلنت الكتلة الشعبية انها ستواجه منفردة حلف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. ودائما في اطار تأجيل الاستحقاق، تقول الاوساط ان المخرج لعقدة مخاتير جبل لبنان الذين ستصبح تواقيعهم باطلة بين 2 و15 أيار، والذي قد يتمثل باصدار قانون من مجلس النواب يمدد ولاياتهم ويسمح لهم بالاستمرار في مهامهم الى حين اجراء الانتخابات منعا لتعطيل المرفق العام، قد يفتح الباب أيضا امام تمديد أوسع يطال الانتخابات البلدية ككل.

والى حين الحسم في مصير الاستحقاق، تنشط الحركة في المناطق تحضيرا للمعركة. وتشير الاوساط في السياق، الى ان اجتماعات التيار “الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” أفضت الى تأكيد على خوض المواجهة جنبا الى جنب، ما يعني ان الاستحقاق سيعزز تحالفهما ولن يصدعه، كما ان اتفاقهما ينص على التنسيق مع العائلات لا على خوض معركة ضدها. أما ما يسرب عن ان الحلف الثنائي سيقف في وجه الجميع ويتخطى الاعتبارات والخصوصيات الداخلية للمناطق، فغير صحيح وتعتبره مصادر الحزبين ورقة ضغط يستخدمها المتضررون لاضعاف موقعهما.