Site icon IMLebanon

السيطرة على إنفلونزا الطيور H5 الخطير في محيط النبي شيت

Chicken
وسام اسماعيل

فاجأت الحركة الأمنية الكثيفة للجيش وقوى الأمن أمس اهالي النبي شيت البقاعية ضمن خراج البلدة الذي يضمّ عدداً من مزارع الدجاج البيّاض التي أعلم اصحابها وزارة الزراعة والصحة عن نفوق عشرات الآلاف من الطيور خلال أقل من 24 ساعة بشكل غير طبيعي ومفاجئ.

استدعى هذا التطور تدخل وزارتي الزراعة والصحة وتمّ الكشف الصحي على الطيور النافقة والمزارع المجاورة ليتبيّن أن أسباب نفوقها مرض انفلونزا الطيور الشديد الخطورة والمعروف بفيروس H5، لتعلن بلدة النبي شيت منطقة موبوءة. وقد رفعت القوى الامنية من جهوزيتها وعملها باشراف وزارتي الزراعة والصحة، وتم رصد المرض داخل 7 مزارع مما استدعى إعلان المنطقة موبوءة وجرى مسح ميداني على جميع الطيور فيها. وتطلبت السيطرة على المرض انشاء حفرة عميقة اعدم فيها عدد كبير من الدجاج البلدي والصيصان المختلطة بالقطعان المصابة‏ ضمن المزارع السبع التي اكتشف فيها المرض، وتمّ واعدام طيور في مزارع أخرى في البلدة وحتى تلك التي في المنازل، في خطوة استباقية منعاً لانتشار المرض. الاجراءات الاستباقية شملت مساحة 3 كلم مربعة من مكان اكتشاف الطيور النافقة وفرضت حظراً على خروج الدجاج البلدي من البلدة سيستمر لمدة غير محددة كإجراء احترازي لاحتواء أي انتشار محتمل للفيروس، كذلك سيشمل الكشف الميداني القرى المجاورة للنبي شيت كسرعين وحورتعلا وغيرهما.
وفي جولة لـ”النهار” على المزرعة، وجدنا هنغارين غير مؤهلين يبعد الواحد عن الآخر 10 امتار تتوسطهما غرفة للعاملين في المزرعة وكل هنغار يضم 5 الآف طير تستخدم لانتاج البيض الذي يباع ضمن الأسواق المحلية نفق منها 5 آلاف في احد الهنغارات فيما لم يشهد الاخر أي حالة نفوق، ولكن الوزارة تصر على اعدامها منعاً لانتشار المرض وبسبب وجود المزرعة بين المنازل.
وقال صاحب المزرعة حسن محمد الموسوي لـ”النهار” إنه حين تمت ملاحظة المرض على الطيور جرى اعلام وزارة الزراعة بالأمر. وعبّر عن تخوفه من انتقال المرض الى الاهالي وطيور المزارع الاخرى في البلدة لما يشكله هذا المرض من خطر داهم على قطاع الدواجن عموماً. واكد التزام المعايير المطلوبة للاهتمام بالطيور والتلقيحات المطلوبة للدجاج، لافتاً الى أنه خسر على مدى اليومين الماضيين نحو 5 آلاف دجاجة عدا عن البيض.

تحرك الوزارات والأجهزة
عقد وزير الزراعة أكرم شهيب مؤتمراً صحافياً في وزارة الزراعة حضره المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار، مدير الثروة الحيوانية في المديرية العامة للزراعة الدكتور الياس ابرهيم ومسؤولون في مديرية الثروة الحيوانية والحجر الصحي البيطري في وزارة الزراعة.
وقال شهيب: “في إطار التعاون بين وزارة الزراعة ومربّي الدواجن، وبناء على المسح الدوري والطارئ الذي تقوم به فرق الوزارة، تمّ رصد فيروس انفلونزا الطيور H5 في مزارع النبي شيت”. وأشار الى سلسلة إجراءات إتخذت مع الوزارات المعنية منها فرض طوق أمني بقيادة الجيش حول البؤرة للسيطرة على الوضع، بينما تقوم فرق الوزارة بالتعاون مع الجهات المختصة بتنفيذ خطة السيطرة على المزارع المصابة للحؤول دون انتقال المرض الى المزارع المجاورة. وأعلن أن وزارة الصحة تتولّى متابعة حالات العاملين في المزرعة للتأكد من سلامتهم الصحية. كذلك تشرف وزارة البيئة على الطمر الصحي للطيور بعد انشاء خلية خاصة معزولة بغلاف خاص مع اضافة كميات من الكلس والتراب. وتواكب الهيئة العليا للاغاثة كل اجراءات المتابعة واعداد تقارير واجراء المقتضى لتأمين التعويض العادل للمتضررين. وبحسب شهيب لا تزال الاصابات محصورة ببلدة النبي شيت ولا داعي للقلق، فيما سيطاول الكشف محيط البلدة وكل لبنان. وأعلن أنه تمّ التخلص من كل الدجاج والفراريج والصيصان والبيض وجميع أنواع الطيور المصابة في المنطقة لضمان السيطرة على الفيروس والقضاء عليه. وطبقاً للاجراءات المتبعة وفق Code المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE) وبحسب خطة الطوارئ في الوزارة للقضاء على مرض الانفلونزا، تمّ توسيع رقعة المسح الوبائي من 3 كلم الى 10 كلم مربعة كمرحلة اولى، ثم أخذت عيّنات من كل المزارع في لبنان للتأكد من عدم انتشار المرض، وارسلت عيّنة الى مختبر خارج لبنان معتمد عالمياً كاجراء روتيني للتوسّع في التحقيقات ومعرفة مصدر الفيروس.

المرض خطير جداً

بدورها، أصدرت وزارة الصحة بياناً لفتت فيه الى أن مرض انفلونزا الطيور من نوع H5 هو مرض خطر جداً ينتقل من الطيور المصابة الحيّة أو النافقة الى الانسان الذي يكون على تماس مباشر معها عبر افرازاتها بما فيها الريش، وقد يؤدي إلى الوفاة بنسبة تتجاوز الـ 50%. وتتلّخص أعراض المرض لدى الانسان بحرارة مرتفعة أكثر من 38 درجة، سعال، ألم في الحنجرة، ضيق في التنفس، اوجاع في العضلات قد يصاحبها ألم في البطن وإسهال. ومن الممكن أن يتطوّر المرض الى قصور تنفسي حاد ثم الى الوفاة. أما فترة حضانة المرض بحسب الوزارة فتراوح بين يوم الى اسبوع لدى الانسان ولم يثبت حتى الآن انتقال المرض من انسان الى آخر. وأكدت الوزارة أن المرض لا ينتقل عبر استهلاك لحوم الطيور والدواجن المطهوة جيداً، إلاّ أن ذبح الطيور المصابة وتحضيرها للاستهلاك البشري يعرّض العامل الذي أنجز العمل لخطر جدي على صحته، وينبغي على أي مواطن ظهرت عليه اعراض المرض (حمّى، أعراض تنفسيّة مثل السعال أو ضيق التنفس…) مراجعة طبيبه وإبلاغ وزارة الصحة.

النقابة تطمئن
أكدت النقابة اللبنانية للدواجن أنّ منطقة النبي شيت منطقة حدودية متداخلة مع الحدود السورية وتقوم الوزارات المعنيّة بالاجراءات الوقائية المعتمدة من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وقد تمّ عزل المنطقة المصابة واعدام الطيور المصابة وتلك الموجودة على شعاع 3 كلم وعزل المزارع المجاورة. الفيروس موجود منذ عام 2003 في آسيا وفي معظم دول العالم وفي دول الجوار.
وبحسب النقابة، تمّ عزل الفيروس من مزرعة بيض وليس من مزرعة فروج لاحم ولم يتمّ تسويق الانتاج بعد. وبالنسبة الى المزارع المحيطة، فقد وضعت تحت المراقبة واخضعت للفحوص ولم يتأكد بعد وجود أي اصابة فيها.
وفي نتيجة نهائية لعدد الدواجن التي اعدمت، علمت “النهار” من مصادر متابعة أنه تم أمس اعدام نحو 35 ألف طير، على أن تستكمل اليوم عملية اعدام الدفعة الثانية والنهائية من الدواجن الموجودة في محيط المكان الذي عثر فيه على الفيروس.