IMLebanon

هل تنجح نظرة باريس للحلّ الرئاسي؟

francois-hollande-new

 

توقعت مصادر فرنسية مطلعة على زيارة الرئيس فرنسوا هولاند لبنان أخيراً، أن تكون زيارة وزير خارجيته جان مارك إرولت لبنان في ٢٧ أيار المقبل متابعة لتحريك ديناميكية فرنسية للمحاولة لإخراج لبنان من التعطيل الرئاسي. وسيتحدث إرولت مع عدد من القوى، ليقرر كيفية العمل على عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان والمساعدة في إخراجه من التعطيل المؤسساتي.

وترى المصادر في باريس في حديث لصحيفة “الحياة” أنه لا يمكن التوصل إلى حل لعقدة الرئاسة في لبنان من دون اتفاق شامل، فانتخاب الرئيس يعني تشكيل حــــكومة وفاق وطني تنظم الانتخـابات الــتشريعية، أي أنه ينبغي الاتفاق على قانون الانتخاب والإعلان الحكومي مع التزامات من رئيـــس الجمهورية المنتخب. هذا ما نجح في وضعه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ومرشحه للرئاسة سليمان فرنجية، لكن “حزب الله” رفض تأييده، لأنّ الحزب قد يعتقد أن بإمكانه الحصول على المزيد من المكاسب لأنه قد يعتبر أن رئيس جمهورية من قوى ٨ آذار لا يكفيه، فهو يريد غالبية برلمانية، أي تعديل القانون الانتخابي لمصلحته.

وترى المصادر أن “حزب الله” الذي يقول إنّ لا مشكلة لديه في أن يكون الحريري رئيساً الحكومة، ربما يفضل أن يكون تمام سلام على رأس الحكومة مع رئيس جمهورية من ٨ آذار وقانون انتخابي لمصلحته، لأنّ الحزب يشعر بأنّه الأقوى. إذن ما هي الخيارات أمام باريس للتحرك للمساعدة في حل هذه العقدة؟

أما أن تطلب من السعودية أن تعزز دعمها لسعد الحريري أو أن تقوم بالمزيد من الضغط على إيران لإقناعها بأنه يمكن التحرك في لبنان لإظهار أن بإمكان الإيرانيين أن يكونوا شركاء في الحل.

شراكة إيران

ولكن، تتابع المصادر أن إيران تمثل مشكلة لأطراف عديدين في محيطها في المنظمة الإسلامية والعرب ودول مجلس التعاون. هي دولة مهمة، لكن حتى لو كان الرئيس الأميركي باراك أوباما مقتنعاً بأن من الأفضل العمل مع إيران، هناك مشكلة مع إيران.

وتبني باريس مراهنتها على إمكان التحرك من منطلق تواجد عوامل عدة على الساحة اللبنانية، منها أن من غير الممكن أن يتم انتخاب (رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النيابي) ميشال عون رئيساً، وفي الوقت ذاته من غير الممكن أن ينفصل “حزب الله” عنه، وأن يكون (رئيس حزب “القوات اللبنانية”) سمير جعجع تحالف مع عون بهدف شخصي، واللعبة المسيحية الآن أصبحت أكثر طائفية، وسعد الحريري في وضع ضعيف، ما يجعله الوحيد المهتم بحل لأنه وحده خارج السلطة. فالمسيحيون ليسوا خارج السلطة بوجود عدد كبير من النواب والوزراء المسيحيين. وفي هذه المعادلة، بالإمكان المراهنة على أن الحريري مستعد لأن يصل إلى حل بأدنى الشروط ما جعله يوافق على أن يكون رئيس الجمهورية من ٨ آذار، وبالإمكان المراهنة على أن “حزب الله” لا يريد المخاطرة بعودة الحريري قوياً ولكنه يريده ضعيفاً، فالحزب يعرف أن الحريري ليس (وزير الداخلية نهاد) المشنوق ولا (وزير العدل المستقيل أشرف) ريفي، بل هو من يمثل الوسطية السنية المعتدلة. وبالإمكان المراهنة على أن “حزب الله” مطمئن إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد باق في دمشق ولو أنه ضعيف.

أما المشاكل الأساسية فستكون في القانون الانتخابي، ولكن إذا أراد “حزب الله” التهدئة في لبنان فبإمكانه أن يتعايش مع القانون الانتخابي كما هو أو معدلاً بعض الشيء، فكل هذه الأمور بإمكانها أن تدخل في رهان إمكان إعادة المبادرة أمام تحرك فرنسي إذا تمكنت باريس من تحريك مواقف إيران والسعودية بالحوار المكثف. وتنبه باريس إلى أهمية ألا تتحول الأزمة اللبنانية إلى ملف يصبح كفصل تابع للصراع السوري بين وزيري خارجية أميركا وروسيا، فباريس ترى أنه ينبغي العمل مع الروس لمنع ذلك.

وبالنسبة إلى الضغط الأميركي على “حزب الله” عبر العقوبات على كل من يعمل مع الحزب، فترى باريس أن المصارف اللبنانية شديدة الالتزام بالقوانين الأميركية، وهي شديدة الحذر ولا تجازف بالتعامل مع أي شخص مرتبط من بعيد أو قريب مع الحزب.

هولاند – “حزب الله”

وتقول مصادر إن هولاند لم يلتق “حزب الله” خلال زيارته بيروت، وإنه دعا إلى قصر الصنوبر رؤساء الأحزاب والوزراء الذين كان لديهم نظراء فرنسيون (الدفاع والثقافة) فقط، لأن الرئيس الفرنسي أراد أن يكون هناك مكان للمجتمع المدني.

ولفتت المصادر إلى أنّ زيارة السفير الفرنسي لدى لبنان إيمانويل بون رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية محمد رعد، قبل زيارة هولاند لبنان، كانت لوضعه في أجواء هدف الزيارة وليس لدعوته إلى عشاء قصر الصنوبر، وصحيح ما أكده “حزب الله” في هذا الخصوص.