Site icon IMLebanon

المتاح في الرابية انتخاب عون لإنقاذ الجمهورية

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

اقتراح تولي العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية سنتين يحاكي اقتراح الرئيس حسين الحسيني الذي طرحه سابقاً ويقضي بالاتفاق على رئيس لمدة انتقالية يوضع خلالها قانون انتخاب جديد ينتخب على اساسه مجلس نيابي جديد ينتخب بدوره رئيساً للجمهورية لولاية كاملة.

بعدما تيقن الجميع ان أزمة الانتخابات الرئاسية بلغت حائطاً مسدوداً، تضاف اليها مشكلة التشريع وما يتفرع منها، الى شلل الحكومة، بدأ البحث عن مخارج حقيقية. فكثر الحديث، من دون ان يكون طرحاً جدياً بعد، عن مرحلة انتقالية تكون هي التمهيد الحقيقي لإعادة صوغ النظام السياسي وتكوين السلطة، والمدخل الجدي الحقيقي هو تأمين الشراكة للوصول الى تفاهمات منعاً لسقوط البلد. وإذ توجد استحالة اليوم بتأمين توافق داخلي في ظل الاشتباك الاقليمي والدولي، فلا بديل من تسوية آنية تحصّن لبنان وتسمح بإيجاد مساحات للتفاهم.

مؤيدو فكرة الفترة الانتقالية يرون انها تكون بإعادة الاعتبار للمكوّن المسيحي وفرصة جدية وحقيقية للوصول الى قانون انتخاب عادل في الحد الأدنى ويراعي صدقية التعددية. وبعد الانتخابات النيابية يعاد الاعتبار الى انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام العمل العام.

ميشال عون قرأ في الصحف اقتراح الرئيس الحسيني وإعادته الى الواجهة من بوابة ربما تكون خارجية. لكن الى الآن لم يفاتحه أحد رسمياً أو قارب هذا الطرح معه، علماً أن موقفه معروف: رئاسة بولاية كاملة، وهو المنادي بتطبيق الدستور والميثاقية وبعدم الانتقاص من دور رئيس الجمهورية وصلاحياته ومدة ولايته، وإلا تكون بدعة. وتسأل مصادر مؤيدة لانتخاب عون رئيساً: هل تعني الولاية لسنتين أن يؤمّن العماد عون عملية الانتقال بالبلد من الهاوية الى مرحلة اعادة تكوين السلطة، ويذهب أمر قيادة البلاد إلى سواه؟

كل من زار العماد عون أخيراً، سمع منه كلاماً واضحاً ان هدفه الجمهورية، وبالنسبة اليه رئاسة الجمهورية ليست مطية لأهواء سلطوية كي يرضى بتعويض من هذا النوع. كما انه لا يبحث في الرئاسة من زاوية كونها جائزة ترضية، بل هي مشروع انقاذي متكامل للدولة المتهاوية. لذا تعتبر الرابية أن حجة “مسؤولية التعطيل” ساقطة ولم تعد مقنعة حتى لمطلقيها، أما “حرب” الميثاقية فهي مستمرة. لذلك أصبح الجميع أمام حائط مسدود في الانتخاب والتشريع، والبحث جار عن مخارج.

في هذا الجو، تتوقف المصادر عند 3 مقاربات توحي أن ثمة وعياً شاملاً لحقيقة أن الأزمة بلغت الجدار المسدود، وأولى هذه المقاربات حديث النائب سليمان فرنجية الى “النهار”، وفي اعتقادها أنه أعطى شارات توحي احتمال بلوغه مرحلة متقدمة من الوعي ان ظروف البلاد حالياً تشبه العماد عون وتحتاج الى خامة عون. أما المقاربة الثانية فهي ما قاله النائب وليد جنبلاط في مقابلته أول من أمس لبرنامج “كلام الناس” عن قبوله العماد عون رئيساً إذا ما جرى اتفاق بينه وبين فرنجية أو حصلت تسوية ما بينهما، والثالثة طرح الولاية الرئاسية الاستثنائية في بلد يقف على حافة الهاوية والانهيار من النواحي كلها. ناهيك بإعادة التواصل مجدداً بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل”، عبر رئيس “التيار” الوزير جبران باسيل والنائب السابق غطاس خوري والسيد نادر الحريري.

وفق هذه المقاربات، ترى المصادر أن “لغة التعطيل تبدلت لتصبح لغة ايجاد الحلول، مع الإدراك والوعي ان طريق الحلّ يمرّ حتماً في الرابية ويستقرّ. وبمعنى آخر أن الحل المتاح اليوم هو انتخاب العماد عون رئيساً لإنقاذ الجمهورية”.