قال مسؤول أمريكي بارز في قطاع الطاقة أمس الأول ان إخفاق منتجين للنفط، من منظمة «أوبك» وخارجها، هذا الاسبوع في الاتفاق على تجميد الإنتاج لم يكن مفاجئا، بالنظر إلى تقلبات السوق، وإن مثل هذه المفاوضات في المستقبل من غير المرجح أن تدعم أسعار الخام.
وقال عاموس هوخشتاين، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة الدولية، في مقابلة جرت في الدوحة، انه في ظل تخمة المعروض العالمي من النفط وقيام إيران بزيادة إنتاجها بعد رفع العقوبات عنها فإن تجميدا للإنتاج -وهو الهدف الأساسي من اجتماع الدوحة الذي فشل يوم الأحد- من المستبعد أن يؤدي إلى إنحسار فائض المعروض في السوق.
وأضاف قائلا «تشهد أسواق النفط تقلبات حادة. يشكل التدخل المصطنع في السوق مخاطر، ولذا فمن الأفضل ترك الأسواق لتستعيد التوازن بنفسها. لا أعتقد أن هذا (الاجتماع بين منتجين من أوبك وخارجها) سيقدم الحل.»
وهبطت أسعار النفط بنحو 70 في المئة منذ منتصف 2014، مع قيام المنتجين بضخ مليون إلى مليوني برميل يوميا من الخام فائضة عن الطلب، وهو ما جعل صهاريج التخزين في أرجاء العالم تمتلئ بالنفط غير المباع.
وكان من المتوقع أن يتمخض اجتماع الأحد الماضي في العاصمة القطرية الدوحة عن إتفاق لتجميد الإنتاج عند مستويات يناير/كانون الثاني، لكنه مني بالفشل بعدما طالبت السعودية في اللحظة الأخيرة بأن تتقيد إيران أيضا بالاتفاق.
ولم تحضر إيران محادثات الدوحة، وقالت انها لن تجمد إنتاجها، لأنها تسعى إلى إستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات.
وقال هوخشتاين «لا أرى ذلك مفاجئا حينما أعلنت إيران أنها لن تجمد إنتاجها عند مستوى العقوبات. رزحت إيران تحت طائلة العقوبات في الاعوام الماضية، وهم الآن أحرار في الدخول مجددا إلى السوق.»
وأضاف أن إيران لديها مهندسون مهرة وإمكانات فنية أعدتها خلال سنوات العقوبات، لكن العودة إلى السوق لن تكون سهلة.
وتابع قائلا «إيران عليها أن تعرض شروطا جذابة للغاية لإغراء المستثمرين.»
وتأتي زيارة هوخشتاين إلى قطر -أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم- في وقت حساس مع بزوغ الولايات المتحدة كمصدر عالمي للغاز المسال وسعيها لتهدئة مخاوف دول الخليج من النفوذ الإيراني.
وقال هوخشتاين إن الولايات المتحدة زادت إنتاجها من النفط الصخري في السنوات العشر الماضية من نصف مليون برميل يوميا إلى أكثر من 9.5 مليون برميل يوميا وبحلول 2020 ستصدر كميات من الغاز مماثلة لصادرات قطر.