يؤكد الخبير الاقتصادي اللبناني د.لويس حبيقة أن لبنان يلتزم بكل المعايير والاجراءات التي اتخذتها واشنطن منذ سنوات على التحويلات المالية منه وإليه وكان آخرها قانون «فتكا» وما تبعه من إجراءات لمنع التمويل عن حزب الله والمنظمات الارهابية وتبييض الاموال وترويج المخدرات.
ويقول حبيقة لصحيفة «الأنباء» الكويتية إن الاقتصاد اللبناني مدولر وان المسؤولين اللبنانيين من رسميين ومصرفيين واقتصاديين ومن خبراء ورجال أعمال يلتزمون بكل هذه الاجراءات والتدابير الى أبعد الحدود وهم يتأقلمون معها بشكل كامل أسوة بسائر الدول التي تلتزم بما تصدره الولايات المتحدة من هذا القبيل بعد تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك عام 2001 حتى اليوم.
ولفت الى أن واشنطن تضيق أكثر فأكثر على النظام المصرفي اللبناني من خلال التحويلات المصرفية من لبنان وإليه فهي تشك بأن بعضها يحصل لصالح حزب الله من دون أن يكون ذلك باسمه، مضيفا: وضعت إجراءات قاسية جدا في عملية فتح الحسابات وفي التحويلات المصرفية، وهي قد اعتمدت تدريجيا طيلة سنوات، حيث كانت الادارة الاميركية تتشدد أكثر فأكثر.
وبموجب هذا كله يتابع حبيقة: سيكون التدقيق كبيرا جدا على النظام المصرفي اللبناني كذلك على الانظمة المصرفية في العالم، مؤكدا أنه وبواسطة هذه التدابير ستقلى النملة وهو ما يحصل مثلا عند فتح حساب مصرفي أو حتى عند تحويل 200 أو 300 دولار من لبنان وإليه.
ويشير حبيقة الى أن الاجهزة الامنية طلبت من بعض رجال الأعمال اللبنانيين عند وصولهم الى المطارات الاميركية والأوروبية ان تستمع اليهم في مكاتبها فراحت تسألهم عن أعمالهم وأوضاعهم كذلك عن شركات وأشخاص آخرين، موضحا أنه لم يحصل ذلك بخلفية الشك بهم وقد تم الاستماع إليهم بكل لطافة ومحبة وخلال بضع ساعات.
وهو يرى أن هذه الاجراءات ستضيق بدرجة أول على الذين يلتزمون بالقوانين والانظمة المرعية الاجراء سواء في لبنان أم في سائر الدول فالعمليات المالية المطلوب مكافحتها تتم نقدا ومن خارج الانظمة المصرفية في العالم مما يرجح أن يكون ضبطها من خلال هذه الاجراءات فعالا الى حد ما وبشكل نسبي ومن دون أن يقضي الى خواتيمه وهو ما يحصل داخل الولايات المتحدة وفي سواها من الدول.
بموجب هذه الاجراءات لا يستبعد حبيقة وقوع إباك في التحويلات المصرفية وتراجع معدل الأعمال متسائلا ما إذا كانت السرية المصرفية لاتزال مثلما كانت عليه سابقا بما أن الادارة الأميركية قادرة أن تحصل على المعلومات كافة عن أي شخص تستفسر عنه.