باتت مدينة سانتاندير الإسبانية مثالاً يحتذى به على صعيد “المدن الذكية” في العالم، إذ أصبحت مركزاً لمشاريع مبتكرة عدة منها ما يتعلق بتسهيل مهمة ركن السيارات أو بالتوزيع الرشيد للمياه المستخدمة في ري العشب في المتنزهات بفضل أجهزة الاستشعار المنتشرة في المدينة.
فسرعان ما يفرغ موقف لركن السيارة ليمتلئ مجدداً بفضل التحديث الآني لعدد المواقف الشاغرة على الشاشات بفضل مجسات موضوعة تحت الأرض.
يبلغ عدد سكانها 175 ألف نسمة وهي مدينة واقعة على ساحل إسبانيا الشمالي، وتعتبر أكثر المدن اتصالاً بشبكة الإنترنت في أوروبا بيد أن واجهات متاجرها تحتوي على شيفرات تعريفية تتيح للسكان عبر هواتفهم الذكية الاطلاع على المواقع الإلكترونية.
ويقول أنخيل بينيتو، مالك متجر أحذية: “حتى عندما يكون المتجر مغلقاً، يمكن معرفة مواعيد العمل والتعرف على منتجاتنا وفروعنا الأخرى وأحدث عروضنا”.
وتم تجهيز المدينة بحوالي 20 ألف جهاز استشعار من خلال مشروع قدمته جامعة “كانتابريا” للبلدية عام 2009 لتتحول بعدها سانتاندر مختبراً للابتكار بفضل تمويل أوروبي أو من جامعات أخرى في الخارج كجامعة “ملبورن” الأسترالية، ما جعل المدينة ترتبط حالياً بـ12 مشروعاً دولياً.
من جهته قال لويس مونيوث الباحث في جامعة “كانتابريا”: “تطرح أفكار عدة يمكن لأصحابها أن يتولّوا تنفيذها بأنفسهم، ونحن نؤمّن لهم الوسائل العملية لتحقيق ذلك”.
ويتيح تطبيق المدينة الذكي عبر الهاتف تحديد مواقع المتاجر والمكتبات، ومراكز الخدمات الطبية كما لا تجمع النفايات غير العضوية إلا بعد امتلاء الحاويات، ويمكن للمرء أيضاً معرفة مواعيد توقف الحافلة في المحطة إلا أن معظم السكان يجهلون خدمات مدينتهم الذكية.
ترى الطالبة مارينا غارسيا أن “عليهم التعريف أكثر بهذا المشروع، أنا لم أكن على علم به، وكذلك كبار السن الذين يشكلون النسبةَ الأكبر من ركاب الحافلات”.
وفي الوقت الذي يثير فيه هذا المشروع مخاوف من عدم احترام الخصوصية ومن الأثر السلبي للموجات اللاسلكية على الصحة، تستمر سانتادر على منوالها بتجهيز شوارعها بمصابيح إنارة اقتصادية، يقل نورها تلقائياً عند انعدام حركة المرور.