مارتن زويلينغ
إن لكل رائد أعمال تعرض للفشل سابقاً عذر معين، كتراجع المستثمر، أو كساد الاقتصاد، أو الوقوع ضحية احتيال أحد الموردين أو غير ذلك. وهي أسباب خارجة عن السيطرة غالباً ويمكن أن تحدث في أي وقت. لكن من ناحية ثانية، هناك أسباب أخرى تعود إلى قرار رائد الأعمال نفسه.
ولأن البدء بعمل تجاري أمر محفوف بالمخاطر، ويكاد لا ينجو أحد من الوقوع في بعض الأخطاء في هذه المرحلة، إلا أن التعلم من الأخطاء هو ما يشكل العنصر الأهم لتحويلها إلى منجزات حقيقية. فضلاً عن إمكانية التعلم من أخطاء الآخرين، من دون دفع أثمان باهظة على صعيد الوقت والكلفة والجهد. وبناء على ما سبق، فإن هناك 10 مصادر شائعة لفشل الشركات الناشئة، نادراً ما يعترف بها رائد الأعمال:
1. تجاهل خطة الأعمال المكتوبة: من المعروف بأنك لا تستطيع التعلم إلا إذا حفظت ما تتعلمه. إن خطة العمل هي لك أولاً وليست للمستثمرين، وقدرتك على التنظيم هي أفضل طريقة للتأكد من أنك على دراية بكيفية تحويل فكرتك الخاصة إلى عمل تجاري، وتطوير هذا العمل وتحسينه.
2. تقديم الحلول المجانية لجذب العملاء: لا تصدق الخرافة التي تنص على عدم الاهتمام بتحقيق الدخل، إلا بعد أن يصبح لديك عدد كبير من الزبائن. إن التسويق الواسع الانتشار يكلّف نقوداً كثيرة، كما أن أنظمة موظفي الدعم ستكلف نقوداً أكثر. وحتى المؤسسات غير الربحية تحتاج إلى نموذج أعمال تجارية مربحة، لتعويض تكاليف الموظفين وتكاليف التشغيل.
3. افتراض أن مستوى الشغف يحدد فرصة العمل: لا بديل عن البحث في سوق العمل للتأكد من أن اهتمامك يتوافق مع الحاجة الحقيقية في السوق. فليست كل فكرة رائعة عملاً ناجحاً. وإن الأسباب والقضايا الاجتماعية هي أمر رائع لتأسيس عمل تجاري، لكن قدرتك في الحفاظ على المساهمة القيمة الخاصة بك، هي أمر مرتبط بقدرتك على إيجاد الزبائن بشكل أساسي.
4. الحلم اكثر من الفعل: إن الأشخاص الحالمين يتوصلون إلى الأفكار، والأشخاص الفاعلين يحققون الأعمال. كذلك بناء الأعمال الناجحة يتمحور حول التنفيذ. فلا تحاول أن تؤدي بناء عمل ناجح إلا إذا كنت مستعداً للمخاطرة، والخوض في غمار المجهول، وتحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصعبة. ويمكن للأحلام أن تعمل على تحفيز فريقك، لكنها غير مجدية مع الزبائن، فهم يتوقعون الحلول الحقيقية.
5. القناعة بأن وجود عدد كبير من الأطراف الحاليين يعني أن لك مكاناً ” أنت أيضاً”: إن القفز في فضاء مزدحم هو طريقة سهلة للضياع بشكل سريع. وإن فرصك للنجاح أكبر بكثير إذا قمت باستهداف مجال غير مستغل بشكل كافٍ. أو جلب نقلة نوعية جديدة من حيث القيمة فضلاً عن المنافسين الحاليين. إن العبارات المبهمة مثل: “الأسهل للاستخدام” وغيرها لن تجذب أي انتباه.
6. تجاهل موضوع الملكية الفكرية فهو لا يستحق كل هذا العناء: إن “الأول في السوق” ليست ميزة تنافسية مستدامة للشركات الناشئة، بما أن عمالقة السوق يمكن أن يستفيقوا عندما يروا مقدار النمو الذي تحققه، ويحضروا أنفسهم للنيل من إحداها سريعاً. كما أن براءات الاختراع والعلامات التجارية أمر قيّم جداً في جذب المستثمرين للنمو والتوسع، كما هو الحال أيضاً بالنسبة لشراء أسهم الشركة المميزة.
7. الاعتقاد بأن الطاقة التي بلا حدود مساوية للخبرة: إن الأسرار الحقيقية لأي مجال عمل تجاري ليست واضحة تماماً، وغير متوافرة في الكتب أيضاً. وهناك العديد من رواد الأعمال الذين يعملون في مجالات أعمال تجارية مجهولة تماماً، لكنهم ينوون العمل بجد. وعادة ما يتطلب منك الأمر أن تعمل في إحدى الصناعات لمدة معينة قبل محاولة إصلاحها.
8. البدء في تنفيذ العمل ثم البحث عن التمويل: إن السيولة النقدية دائماً ما تكون أمراً صعب الإيجاد، وفي حالات كثيرة يكون من الصعب أكثر التمكن من الوصول إلى قنوات التوزيع اللازمة، أو الحصول على الخبرة الفنية أو المهارات الخاصة بالشكل المطلوب. إن رواد الأعمال بحاجة إلى قضاء الوقت في التفكير بكيفية تطوير الأعمال التجارية، وفي كيفية القيام بها أيضاً.
9. الانتهاء من المنتج قبل بدء التسويق: يجب البدء بالتسويق قبيل البدء بالتصنيع. وبما أن الأمر يتطلب في العادة وقتاً من أجل بناء الزخم التسويقي فهو أيضاً يحتاج وقتاً مماثلاً لصناعة منتج معين. فيما لا تستطيع الشركة الناشئة أن تتحمل تنفيذ هذين الأمرين بالتزامن. لكن في ظل عصر المعلومات الحالي، فإن التسويق يجب أن يبدأ قبل عملية تطوير المنتج.
10. الاستسلام والتخلي عن الأمر عند الشعور بالتعب والإحباط: إن معظم قصص نجاح الشركات الناشئة تتضمن رائد أعمال لم يستسلم ببساطة، على الرغم من أن الصعاب التي قد تبدو مستحيلة أمامه. كما أن معظم رواد الأعمال، بما فيهم ستيف جوبز، تغلبوا على عقبات عديدة قبل أن يكونوا قادرين على بناء إرث النجاح الخاص بهم.
وأخيراً، فإن أي واحدة من هذه القضايا لا تتطلب مهارة عالية جداً في ممارسة إدارة الأعمال. وإن أفضل رواد الأعمال يقومون بصقل شغفهم بما يتناسب مع أرض الواقع عبر تفكيرهم السليم والمستمد من مستشاريهم، أو من التعلم من أقرانهم. إنه لمن الجيد تجنب الوقوع في الخطأ نفسه مرتين، كذلك من الضروري أكثر تجنب الوقوع في الخطأ الذين وقع فيه الآخرون من قبلك، وتوقع نتيجة أفضل.