كتب راجح الخوري في صحيفة “النهار”:
عندما يقول باراك أوباما إنه يستطيع ان يمارس ضغطاً دولياً على كل الأطراف، بما في ذلك روسيا وإيران، للمساعدة في إنجاح عملية إنتقال سياسي في سوريا، فإن السؤال البديهي الذي يطرح: وماذا تنتظر وخصوصاً بعدما تجاوز عدد القتلى ٣٠٠ الف ودُمّرت سوريا على رؤوس أهلها؟
تصريح أوباما لشبكة “BBC” لن يغيّر شيئاً في وتيرة المأساة المتصاعدة، ولا معنى لقوله تكراراً انه سيكون من الخطأ إستخدام اميركا وبريطانيا والدول الغربية قوات برية لإطاحة الأسد، فليس هناك من يرسل قواته الى الميدان السوري سوى ايران وروسيا، وليس هناك من يتوهم للحظة ان في وسع أوباما ان يمارس ضغوطاً دولية عليهما لإنجاح عملية الإنتقال السياسي، التي أفشل الخلاف عليها كل المفاوضات منذ مؤتمر جنيف الأول!
يذهب أوباما في إجتهاداته الى درجة التسليم بدور محوري لإيران في المنطقة العربية، وذلك من خلال رسالتين سريتين بعث بهما الى المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، وهو يطلب لقاء خامنئي “لتوفير أجواء تساعد على حلّ الصراع في سوريا واليمن”!
موقع”سحام نيوز” الإيراني كشف ان أوباما أوضح في رسالتيه أنه يرغب في حل القضايا العالقة في سوريا واليمن والعراق على أساس من التشاور والمشاركة، وأنه مستعد اذا وافق الإيرانيون على طلبه ان يعقد مؤتمراً دولياً يشارك فيه شخصياً ويلتقي حسن روحاني، بما يعني تالياً ان مؤتمراً من هذا النوع سيشكّل إقراراً دولياً بمحورية الدور الإيراني في المنطقة العربية، في وقت تتهم الدول العربية وخصوصاً السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ايران بإذكاء المشاكل والأنغماس في القتال إما بالواسطة وإما مباشرة في سوريا والعراق واليمن
والبحرين.
من الطبيعي ان يكون روحاني قال لخامنئي، كما أشار الموقع المذكور “إن مطالبة أوباما بعقد اللقاء تبدو إيجابية لأن من شأن هذا أن يحلّ أزمات المنطقة بحضور ايران، كما أنه سيزيد تأثير ايران في حل أزمات الأقليم”، ولكن ما ليس طبيعياً او منطقياً، ان يكون أوباما قد بعث برسالتيه أواخر آذار الماضي أي عشية وصوله الى الرياض، حيث عقد إجتماعاً طويلاً مع الملك سلمان قيل أنه إستمر ساعتين، ثم إجتماعاً مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي!
ذلك ان العلاقات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين يشوبها العتب والتوتر والإحساس بالخيبة، بسبب تهافت أوباما على ايران، والغريب ان يكون البيت الأبيض إستبق وصول أوباما الى الرياض بالإعلان “ان ايران تتصدر قائمة داعمي الإرهاب ولها تاريخها الطويل في دعم النشاطات الإرهابية في العالم”، ثم تبيّن انه يسعى الى لقاء خامنئي وعقد مؤتمر دولي يرسّخ حتماً تدخلات الإيرانيين في الإقليم… فعلاً غريب مستر أوباما!