Site icon IMLebanon

لهذا السبب قتل زياد القاصوف!

سيناريو إجرامي بإمتياز، كتب ونفذ بإتقان، قطعت الكهرباء عن شقة زياد القاصوف لإستدارجه الى مدخل المبنى، وما إن وصل حتى أطلق ملثم رصاصة على رأسه عن قرب، أرداه أرضًا ليتبعها بست رصاصات على ثلاث مراحل، لفظ على اثرها المغدور أنفاسه الأخيرة في جريمة مروعة هزت لبنان.

التاسعة والنصف مساء أمس كان الموعد الذي حُدد لالتقاط المشهد الدموي، مشهد أثار الرعب في أهالي منطقة ضهور زحلة، صراخ ايليانا بعقلين زوجة زياد عمّ المكان، اتصلت بجارها الطبيب الجراح باسم ابو شقرا لتخبره أن زوجها في كاراج المبنى حيث الرصاص، لكن كما شرح الطبيب لـ”النهار” فإنه “في تلك اللحظات لم يكن بإستطاعة أحد أن ينزل من شقته، كان القاتل يطلق النار على زياد وشريك له يطلق الرصاص في الهواء لكي يخوف السكان ويمنعهم من التفكير بالاقتراب، اتصلت بالقوى الأمنية والصليب الأحمر، و ما إن توقف الأزيز حتى أسرعت لاطمئن على صديقي وجاري، لكن للاسف ما شاهدته كان صادماً، زياد ممد على الارض غارق بدمه، رأسه محترق من قرب اطلاق الرصاصة عليه “.

تهديدات عابرة للحدود

لا كاميرات مراقبة في المبنى وقال الطبيب: “نظرت من الانتفرون فلم أرَ أحداً، لكن كما علمت فإن ايليانا عند اطلاق الرصاص رأت ملثماً”. أسرار بسيطة أطلع زياد صديقه عليها، منها أنه “أمضى ست سنوات في أفريقيا حيث عمل محاسباً في إحدى الشركات التي تعود ملكيتها للبنانيين، سرقات عدة كشفها، تلقى على اثرها تهديدات بالقتل اذا استمرَ بفضح أمرهم، لكنه لم يأخذها على محمل الجد، ومع ذلك استمرَ في عمله الى أن خشيَ على عائلته من الايبولا، عادَ وزوجته الحامل الى لبنان، قبل أن يعاودَ السفر الى غانا، حيثُ تابع عمله فترة في الشركة، لكن شعوره أنها تعمل في تبيض الأموال دفعه الى تقديم استقالته قبل عامين والعودة نهائياً الى وطنه”.

عمل زياد (40 عاماً) الحاصل على شهادة في المحاسبة مدققاً مالياً في مستشفى تل شيحا قبل أن يعيّنه المطران مديراً مالياً، وذلك “بسبب نزاهته واستقامته فهو انسان شريف لا يقبل أن يمر اي خطأ في الحسابات”. وأضاف الطبيب في شهادته “لم يكن يخشى أن تلاحقه تهديدات أفريقيا الى لبنان، كان يعيش حياة طبيعية مع عائلته المؤلفة من زوجته وولديه كلويه (3 سنوات) وكيفين (سنة)”.

قاموس بلا عداوة

ابن حارة الراسية “هرب من افريقيا بسبب الايبولا من دون أن يتوقع أن ما ينتظره أخطر من الامراض، وحوش بشرية  تربصت به”، بحسب ما قاله ابن عمه المختار وهبي القاصوف لـ”النهار” والذي أضاف “لاعلاقة لزياد بالسياسة والأحزاب، لا يوجد في قاموس حياته اي اشكال أو عداوة مع احد، دائماً مبتسم فهو رجل يحب الحياة والفرح الى ابعد الحدود” واستطرد” والده المرحوم ايوب مالك مطحنة القاصوف في ضهور زحلة، لديه ثلاث اشقاء وشقيقة، رجل محبوب من جميع من عرفه”.

وأضاف القاصوف “جمعية التجار والمطران عصام درويش استنكرا جريمة الاغتيال، وتم دعوة القوى الامنية التي حضرت الى المكان ورفعت البصمات الى الكشف السريع عن ملابسات الكارثة “لكن الى الآن لم يتم الكشف عن الفاعلين والتحقيق لا يزال مستمراً”، بحسب ما أكده مصدر أمني لـ”النهار”.

لا شك في أن وراء مقتل زياد “محترفين” بالاجرام، ارتكبوا “مهمتهم” بدم بارد وانسحبوا من المكان من دون أن يتمكن أحد من رؤيتهم وتوقيفهم، وكأننا في مزرعة تحكمها مافيات تصفي حسابتها مع اي انسان يخرج عن قانونها برصاصة “اعدام”!