IMLebanon

عون مرشح الحزب حتى لحظة التسوية (بقلم بسام أبو زيد)

michel-aoun-new

 

كتب بسام أبو زيد:

يتمسك “حزب الله” بالعماد ميشال عون كمرشح رئاسي، ولكنه لا يتمسك به رئيسا عند حلول زمن التسويات.

لا يتبنى “حزب الله” ترشيح العماد لأنه الأكثر تمثيلا عند المسيحيين، فماذا لو في لحظة من اللحظات أصبح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الأكثر تمثيلا، فهل سيتبنى “حزب الله” ترشيحه؟ وهل سيقاطع جلسات الإنتخاب التي يرى أنها لن توصله إلى سدة الرئاسة؟

في حديثه عن ترشيح العماد عون يتحدث “حزب الله” عن المشروع، وكأن مؤسس “التيار الوطني الحر” يتبنى مشروع “حزب الله” من ألفه إلى يائه. ولو كان الأمر كذلك لسارع الحزب بكل ما أوتي من قوة وأوراق ضغط محلية وإقليمية من أجل فرض هذا المرشح رئيسا للجمهورية، ولكن هذه المسألة لم تحصل ويبدو أنها لن تحصل أيضا.

يدرك “حزب الله” أن العماد ميشال عون كان طوال سنوات نفيه في فرنسا وعند بداية عودته إلى لبنان في العام 2005 من أبرز المنظرين للدور السلبي للحزب تجاه لبنان وشعبه، وتبدلت الحال معه ليصبح من أبرز المنظرين لسلاح الحزب ودوره في حماية لبنان من الإسرائيليين والمتطرفين. ولا شيء يمنع أن يبدل العماد عون موقفه مجددا ليذهب إما باتجاه المزيد من الإرتماء في أحضان “حزب الله” وإما في اتجاه الرماية السياسية عليه.

وكي لا تحصل هذه الرماية في هذا الظرف الذي يحتاج فيه “حزب الله” إلى المزيد من الحصانة على الساحة الداخلية، يواصل الحزب التمسك بالعماد عون كمرشح للرئاسة، راميا مسؤولية عدم انتخابه بوجه كتل لم تقاطع أبدا الجلسات الإنتخابية.

إن “حزب الله” بتمسكه وإصراره على ترشيح العماد ميشال عون، جعل من هذا الترشيح ورقة سياسية قابلة للتفاوض في اي تسوية مقبلة. ومن المعروف أن أي تفاوض في هذا الشأن سيكون متعدد الأوراق، وبالتالي متعدد الأسماء لرئاسة الجمهورية، أسماء قد تخرج التسويات من إطارها اسم العماد العون، لا سيما وأن “حزب الله” على استعداد للتضحية بمن يقول أنه يحمل مشروعه في مقابل أن يحافظ على مشروعه أو بعضا منه، وهو مشروع لم يحمله يوما أي رئيس لبناني وحتى الرئيس أميل لحود، باعتبار أن مشروع الحزب الراهن أكبر بكثير من أن يحمله رئيس للجمهورية اللبنانية، جمهورية تنتهي حدودها عند الحدود الجغرافية للبلد، ولا تمتد بحسب مشروع “حزب الله” إلى حدود ومساحات أخرى يشكل فيها اسم رئيس الجمهورية تفصيلا صغيرا لن يقدم ولن يؤخر إن كان العماد عون أو من يوازيه.