محمد صالح
مع البدء بالعد العكسي للانتهاء من ورشة إعادة تاهيل وترميم البنية التحتية للأسواق التجارية في وسط صيدا، ورصف الطرق جميعها بحجر البازلت الملون، وإزالة الأرصفة من الوسط التجاري للمدينة، باشرت البلدية اتخاذ إجراءات تقضي بمنع وقوف السيارات في الأسواق التجارية، على أن يقتصر عبورها بعض الطرق الداخلية القليلة، مع التوقف في المواقف المخصصة والخاصة.. إضافة إلى محاولة إقامة حاجز عند مدخل شارع الشهداء في الوسط التجاري، لمنع الشاحنات الصغيرة والمتوسطة من عبور الشارع المذكور، باستثناء محال «مال القبان» المعروفة في صيدا (تجارة الحبوب على أنواعها والمواد العذائية). حتى أن القوى الأمنية نظمت محاضر بحق السيارات المخالفة… مع العلم أن خطة إعادة ترميم وتأهيل وسط صيدا التجاري تقضي بتحويل الطرق الداخلية في هذا الوسط للمشاة فقط.
هذه الإجرءات دفعت عدداً كبيراً من التجار في السوق لمطالبة البلدية بفتح الطريق أمام السيارات لدخول السوق التجاري، مع وضع عدادات وقوف لتسهيل الحركة داخل السوق، مؤكدين أن سياسة المحاضر بحق السيارات تضر بالزبائن وأصحاب المحال التجارية.
وقد علق التجار مطالبهم على واجهات المحلات، ومن بينها «نطالب بلدية صيدا بتركيب عدادات للوقوف لتسهيل أمور الزبائن، مع المطالبة بتسهيل أمور أصحاب المحال عند تنزيل البضائع. مشددين على أن «سياسة المحاضر من عناصر بلدية صيدا وعناصر مفرزة السير تضر بأصحاب المحال وتمنع الأهالي والزبائن من ارتياد الأسواق التجارية». ودعا «أصحاب المحال التجارية» البلدية الى التجاوب مع مطالبهم.
من جهته أبدى رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري استغرابه وتحفظه على محاولة وضع حاجز يمنع دخول «البيك آبات» الى شارع الشهداء، وهي منطقة معروفة بتجارة مال القبان والمواد الغذائية، وقال «إن في ذلك تعطيلاً لمصالح المواطنين، ومحاولة للقضاء على تجارةٍ اشتهرت بها مدينة صيدا على مدى العقود والسنين». وطالب البزري البلدية وجمعية تجار صيدا بضرورة التعامل الواعي والمسؤول مع ملف تأهيل الأسواق التجارية، واتخاذ القرارات التي تحمي وتحفظ مصالح شاغلي المحال التجارية في الأسواق.
ودعا البزري الى تمييز الملف الإنمائي في التعامل مع الاستحقاق البلدي في صيدا. معتبراً أن المشاريع الإنمائية ومكانة صيدا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية تحتاج نقاشاً حقيقياً وشفافاً بين مختلف القوى السياسية، وإشراك كل شرائح المدينة فيها. مؤكداً أن المجلس البلدي الحالي تمكن من إتمام مشاريع كانت قيد الدراسة والتنفيذ، كما قام بإعداد عددٍ من المشاريع والتخطيط لها، وهذا يحتاج لمتابعة حقيقية من قبل جميع المعنيين، كما يحتاج الى التقييم والمناقشة.