IMLebanon

الوقت يمر أسرع كلما تقدم بنا العمر!

elder

 

 تقرير “إيلاف”:

من يعتقد أن الوقت يمرّ أسرع كلّما تقدم به العمر فانه محق في اعتقاده بعد ان كشفت دراسة اننا نشعر بأن فترة محددة من الزمن تمر بسرعة أكبر من الفترة نفسها عندما كنا أصغر سنا.

واعترف العلماء بأنهم لا يعرفون السبب على وجه التحديد ولكن التفسيرات الجائزة تمتد من التغيرات التي تحدث في كيمياء الدماغ بالارتباط مع العمر الى شعور المرء حين يتقدم به العمر بأنه عاش ورأى كل شيء أو حتى الاحساس بأن ما تبقى له من الوقت أقل مما كان أيام الشباب.

واياً يكن السبب فان الاكتشاف الذي توصل اليه علماء برازيليون يساعد في فهم شعور تلاميذ المدارس بطول العطلة الصيفية متلهّفين على العودة الى الأصدقاء واللعب في باحة المدرسة لكن الإجازة الصيفية تنتهي بلمح البصر حين يصبح الأطفال أنفسهم في متوسط العمر.

وطلب العلماء من 233 رجلا وامرأة اعمارهم بين 15 و89 سنة ان يغمضوا عيونهم ويحسبوا ذهنياً مرور 120 ثانية. وأخطأ الجميع بصرف النظر عن أعمارهم في الحساب متصورين ان الثواني مرت اسرع من الوقت الحقيقي ولكن خطأ كبار السن كان أكبر بكثير.  إذ كانت الـ120 ثانية بحساب الرجال والنساء في سن 15 الى 29 سنة ، ما متوسطه 115 ثانية.  وبلغ المتوسط 96 ثانية بين الفئة العمرية 30 الى 49 سنة.  ويعني هذا ان الوقت بين افراد الفئة الأكبر عمرا مر بسرعة تزيد 25 في المئة على سرعته بين افراد الفئة الأصغر عمرا.

وقال الباحثون “ان دراستنا كانت تهدف الى تقدير مرور الوقت في الفئات العمرية المختلفة لاختبار القول بأن الزمن يمر أسرع عند كبار السن.  وتشير نتائج الدراسة الى ان إدراك مرور الزمن يكون أسرع مع تقدم العمر”.

وأوضح الباحثون من كلية الطب في ساو باولو في البرازيل ان من الجائز ان تكون الظاهرة ناجمة عن تغيرات ترتبط بالعمر في مستوى المواد الكيمياوية ذات العلاقة بالتركيز والذاكرة في الدماغ، وكلاهما يقومان بدور في تقدير مرور الزمن. والمعروف ايضا ان هذه التغيرات تؤثر في مستوى هرمون الدوبامين الذي يتسم بأهمية بالغة للتركيز مؤثرا في ادراك الزمن ذهنيا.  ومن الجائز ايضا ان المعرفة والخبرة اللتين نكتسبهما في مجرى حياتنا تغيران قدرتنا على تقدير مرور الوقت.  فعندما نكون شبابا ونجرب شيئا للمرة الأولى نتمتع بكل لحظة منه. ولكن مع تقدم العمر بنا تكون خبراتنا أقل وبذلك يبدو الوقت وكأنه يهرب منا.

يضاف الى ذلك اننا مع تقدمنا في العمر نريد استثمار ما تبقى من الوقت الى اقصى الحدود وتقودنا الحاجة لعمل أكثر ما يمكن عمله خلال ما تبقى لنا من الوقت الى استعجال الأمور ، بما في ذلك استعجال مهمات مثل حساب الثواني.

ونقلت صحيفة الديلي ميل عن البروفيسور كاري كوبر استاذ علم النفس الصحي في جامعة مانشستر البريطانية “حين يتقدم بنا العمر يكون ما تبقى لنا من الوقت محدودا ولهذا لا نريد التلكؤ وراءه”.

وقال البروفيسور كوبر “أنا في الخامسة والسبعين وما زلتُ أعمل ساعات كاملة وأنا لا أستطيع الانتظار ، وإذا طلبتم مني ان أحسب الى 120 سأحسبها بسرعة فائقة”.