أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، أنّ تصاعد العنف في مدينة حلب السورية يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفير كارثة إنسانية.
وأوضحت أنّ المعارك الشرسة التي تندلع في حلب بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري أدّت إلى تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان المدينة التي وصفتها اللجنة بأنّها واحدة من أكثر المناطق تضرّراً من القتال في الصراع المندلع منذ خمسة أعوام.
ميدانياً، قتل 38 مدنياً على الاقل، بينهم خمسة اطفال، الخميس، في تبادل قصف بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة في مدينة حلب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: “قتل 20 مدنياً على الاقل، بينهم ثلاثة اطفال، واصيب العشرات بجروح في غارات جوية استهدفت حيي الكلاسة وبستان القصر”، في الجزء الشرقي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب.
كما قتل “18 مدنياً، بينهم طفلان، واصيب 40 آخرون بجروح جراء قصف الفصائل المقاتلة بالقذائف لخمسة احياء” في الجهة الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام.
وأفاد ناشطون في الاحياء الشرقية أنّ “هناك الكثير من الاشخاص تحت الانقاض، وفرق الدفاع المدني تعبت كثيراً خلال الايام الماضية”، مشدّدين على أنّ “الوضع سيء جداً”.
واكد عبد الرحمن انّ “تبادل القصف لا يزال مستمراً بين الطرفين”.
كما أعلن المرصد، الخميس، أنّ ضربات جوية على مستشفى القدس في الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب أسفر عن سقوط 27 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال وآخر طبيب أطفال بالمدينة.
وكان المستشفى يتمتع بدعم من منظمة “أطباء بلا حدود” التي قالت إنّ المستشفى دُمر بعدما أصابته ضربة جوية مباشرة أسفرت عن مقتل ثلاثة أطباء على الأقل. وأوضحت المنظمة أنّ “المستشفى المدمر الذي كانت تدعمه كان معروفاً على المستوى المحلي”.
وذكر رئيس خدمة إنقاذ أنّ عدد القتلى 50 على الأقل، قائلاً إنّ معظم القتلى كانوا في مبنى مجاور.
وتعدّ مدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة بوقف الاعمال القتالية الساري منذ 27 شباط الماضي، والذي تمّ التوصل اليه بناءً على اتفاق اميركي ـ روسي حظي بدعم مجلس الامن.
لكنّها تشهد تصعيداً عسكرياً متزايداً منذ اكثر من اسبوع وتبادل قصف شبه يومي اوقع 186 قتيلاً مدنياً، بحسب المرصد. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، فتردّ الاخيرة بقصف الاحياء الغربية بالقذائف.
من جهته، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الخميس، روسيا والولايات المتحدة إلى إنقاذ وقف الاعمال القتالية في سوريا الذي مضى عليه شهران وتنشيط عملية السلام المتعثرة.
وأعرب دي ميستورا عن قلقه العميق حيال هشاشة إتفاق وقف الاعمال القتالية في حلب وفي ثلاث بؤر ساخنة أخرى على الاقل، رغم انّه رأى تقارباً في المواقف بين رؤيتي الحكومة والمعارضة للانتقال السياسي.
وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف: “أدعو إلى مبادرة أميركية ـ روسية عاجلة على أعلى المستويات، لأنّ ميراث الرئيس باراك أوباما والرئيس فلاديمير بوتين كليهما مرتبط بنجاح مبادرة فريدة بدأت بصورة جيدة للغاية، وهي بحاجة لأن تنتهي بصورة جيدة للغاية”.
وأكد أنّ على الولايات المتحدة وروسيا أن تعقدا اجتماعاً وزارياً للقوى الكبرى والاقليمية التي تشكل المجموعة الدولية لدعم سوريا.
دانت الولايات المتحدة غارة نفذتها على الارجح طائرات تابعة للنظام السوري قرب مدينة حلب الاثنين واستهدفت عناصر من الدفاع المدني.
وأبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر صدمته إزاء “الغارات الجوية المتكررة” على مسعفي الدفاع المدني.
واشار الى ان الغارة اسفرت عن “مقتل خمسة عناصر من الدفاع المدني على الاقل وأصابة أبرياء آخرين بجروح”.
وصفت الأمم المتحدة الوضع في حلب بالـ”كارثي” بعد غارات دامية شنت الليلة الماضية على مستشفى، محذرة من خطر توقف شريان المساعدات الذي يوصلها لملايين السوريين.
وقال رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيغلاند بعد اجتماع أسبوعي للقوى الكبرى والإقليمية الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا “لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة”.
وأضاف “تم إبلاغ أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا مباشرة اليوم بالتدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الأخيرين.. وكذلك في أجزاء من منطقة حمص”.
وطالب مسؤول الأمم المتحدة أيضا بالسماح بوصول المساعدات إلى 35 منطقة محاصرة ويصعب الوصول إليها خلال أيار المقبل.
وأعلن التلفزيون الرسمي ان الجيش السوري نفى تقارير عن استهداف القوات الجوية لمستشفى في حلب.