Site icon IMLebanon

تخبُّط في طرابلس و”الجماعة” تتّجه لتأليف لائحة

 

 

كتب أنطوان عامرية في “الجمهورية”:

يتخبّط الشارع الطرابلسي في عمليات المدّ والجزر بالنسبة إلى الاستحقاق البلدي، وكلّما ظهرَت بوادر اتفاق سياسي على لائحة وفاقية تعود الأمور إلى نقطة الصفر، حتى إنّ أنصار الرئيس نجيب ميقاتي بدأوا بمطالبته بخوض المعركة الانتخابية والمواجهة، خصوصاً أنّهم يعتبرون أنّه الممثّل الأكثر شعبية في المدينة، نظراً لخدماته المتواصلة ووقوفه إلى جانب أبنائها.كشفَت إحدى الرسائل الموجّهة إلى ميقاتي من أحد أنصاره أنّه “بعد انقضاء ستّ سنوات، وإذا أردنا أن نرتقي في مدينة طرابلس الى مستوى يليق بها وبأبنائها وتاريخها وثقافتها، علينا أن نسلّم زمام الأمور الى فريق سياسي من لون واحد فقط. أي الى من يؤهل الأسواق والمساجد والمدارس ليضعَ طرابلس على الخريطة السياحية اللبنانية”.

ويضيف: “مِن هذا المنطلق نطالب ميقاتي بتحمّل مسؤولياته بالاستحقاق البلدي لنرى المجلس البلدي الذي سيقدِم على العمل بكلّ ما أوتيَ من قوّة وإيمان لتحقيق حلم طرابلس إنمائياً واجتماعياً وخدماتياً، هذا الحلم الذي تمّ اغتياله في السنوات الماضية”.

لكنّ ميقاتي ووفق بعض القريبين منه، يرفض خوض المعركة الانتخابية في وجه أيّ قطب سنّي، ويؤكّد ضرورة التوافق السياسي حتى اللحظة الأخيرة، على رغم بعض الشروط التعجيزية التي يضَعها تيار “المستقبل”، وإنّه لو كان تيار “المستقبل” يملك شعبية الرئيس ميقاتي اليوم لَما كان يرضى بالتوافق، وكان خاض معركته في وجه كلّ الأقطاب السياسية”.

ولكن في المشهد العام، يبقى التوافق على الأسماء الثلاثة التي وضَعها ميقاتي لرئاسة البلدية عبد الرحمن ثمين، عمر الحلاب والدكتور عزام عويضة، مؤجّلاً إلى حين عودته من سَفره.

إلى ذلك، ترفض بعض الجمعيات المدنيّة عودةَ المحاصصة السياسية، وبدأت تعلن تصميمها على خوض المعركة الانتخابية في وجه أيّ لائحة توافقية سياسياً. وكان أوّل إعلان صَدر عن منتدى المعوقين بترشيح رشا السنكري ونبيل عبد، كما أعلنَت الناشطة الاجتماعية هدى صباغ ترشّحَها لعضوية بلدية الميناء.

من جهتها، بدأت “الجماعة الإسلامية” العملَ على تشكيل لائحة كما قال مسؤولها السياسي في طرابلس إيهاب نافع لـ”الجمهورية”، موضحاً أنّ “تجربة المحاصصة والتوافق في بلدية طرابلس كانت تجربة مريرة ولم تجرّ على طرابلس إلّا الويلات والتعطيل، وقد دفعَ أهل طرابلس الثمن”.

ولفتَ إلى أنّ “الجماعة الإسلامية تتابع ما يجري من محاولات محاصصة وستتّجه نحو تشكيل نواة لائحة من الهيئات الإسلامية بالإضافة لبعض القوى الأخرى التي تعنيها مصلحة المدينة من كلّ الطوائف والتوجّهات، ولديها رؤية لإنماء طرابلس”. لكنّ نافع رفض الإفصاح عن الأسماء التي تضمّها لائحة الجماعة في انتظار التوافق مع القوى والهيئات الأخرى.

على صعيد متّصل، دعَت جمعية إنماء طرابلس والميناء بعد الاجتماع برئاسة روبير ألفرد حبيب إلى أوسع مشاركة في الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً، معتبرةً أنّ هذا الاستحقاق يفترض أن يشكّل مدخلاً لتدعيم أسُس الممارسة الديموقراطية والمؤسساتية، كما دعَت إلى أن تكون هذه المناسبة مدخلاً لتدعيم الوفاق والتوافق في القرى والبلدات اللبنانية على قاعدة اعتبار تلك الانتخابات خياراً إنمائياً بعيداً عن التسييس الضيّق والعبث الطائفي والمذهبي، لأنّه في حال تسييس هذا الاستحقاق، فإنّ الأمور قد تتّجه إلى الفوضى الأهلية، وبالتالي فإنّ الإنماء يجب أن يكون العنوان الأوّل في خوض تلك الانتخابات على قاعدة توافقات الحد الأدنى خدمةً للوطن والمواطن.

وتمنَّت الجمعية أن يأخذ تشكيل اللوائح البلدية في الاعتبار دورَ المرأة ومشاركتَها في هذا الاستحقاق لجهة أن تكون ممثّلة بنسَب معينة.