أشار الوكالة “المركزية” إلى أنّ المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ تجول منذ مطلع العام بين العواصم المؤثرة في الوضع اللبناني، حاملة ملف لبنان وأزمته السياسية الآخذة في التوسّع متغذية من الشغور الرئاسي، حيث زارت السعودية وبعدها ايران قبل ان تحط في فرنسا منذ أسابيع، على ان تنتقل قريبا الى موسكو، ساعية وراء مخرج ما يحلحل العقدة الرئاسية بما يتيح انجاز الاستحقاق وبالتالي تحصين لبنان وتحييد ساحته عن الصراعات المحتدمة في المنطقة، غير انّ مصادر دبلوماسية تؤكد انّ جهود كاغ تعترض طريقها عوائق ايرانية ترفض التنازل عن الورقة اللبنانية، ولربما كانت زيارتها المرتقبة الى روسيا لجس نبضها حيال امكانية تدخلها لدى طهران لتليين موقفها.
على أيّ حال، تلفت المصادر الى انّ حركة كاغ نابعة من مخاوف على الوضع الامني اللبناني، حيث تخشى، على رغم كل الحرص الذي يبديه الروس والاميركيون على الاستقرار اللبناني، دخول جهات متضررة مما ينسج من تسويات للمنطقة، الى الملعب اللبناني لتوتيره أو حتى تفجيره، خدمة لمصالحها. وعليه، تشدّد الدبلوماسية الاممية على ضرورة التنبه الى هذه السيناريوهات. أما قطع الطريق عليها فيكون باكتمال عناصر الجسم اللبناني واعادة الرأس اليه، بما يعزّز قوته ومناعته لمواجهة اي مخططات خبيثة قد ترسم له.. لكنّ كاغ تحاول ايضاً خلال زياراتها العابرة للقارات، اقناع من تلتقيهم بضرورة فصل الملف اللبناني عن مسار الازمة السورية، لا سيما بعدما باتت الاخيرة متشعبة وأُدخلت على خط المفاوضات الجارية حولها، جملة ملفات معقدة، تحاول الجهات الدولية النافذة سوريًّا حلّها لتسهيل الحل السوري. وتشرح المصادر في السياق، ان موسكو وبعد امساكها بناصية اللعبة السورية نديا مع واشنطن، تحاول اليوم استخدام هذه الورقة للضغط على الدول الاوروبية التي تستعجل الحل السوري لوضع حد لموجات النزوح الى شواطئها، وانتزاع مكاسب منها في الملف الاوكراني، حتى ان بعض المراقبين يذهبون الى حد وضع معادلة تقول ان الحل في سوريا ولبنان بات مربوطا بالحل في اوكرانيا. واستنادا الى ذلك لا تبدو المصادر متفائلة بامكانية تدخل روسيا لدى طهران للافراج عن الرئاسة اللبنانية قبل حلحلة الملف الاوكراني. وفي موازاة المصالح الروسية التي اخترقت بقوة سوق المفاوضات السورية، لا تبدو الولايات المتحدة حسب الاوساط، مستعجلة الحل بل تتعاطى مع الملف بتأنّ ورويّة، ذلك انها ليست في وارد التدخل لصالح موسكو في اوكرانيا، كما انّها ليست في وارد الاعتراف بدور لايران في التسوية الكبرى المنتظرة في المنطقة ولذا لن تطلب منها تسهيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية. ودائماً في اطار تشعب الملف السوري، تشير المصادر الى موقف تركيا التي تسعى الى استخدام قنبلة النزوح غير الشرعي لتهديد القارة العجوز، علّها تدخل عبرها الى الاتحاد الاوروبي.
أمام هذا المشهد، تقول المصادر انّ حل الازمة السورية لا يبدو قريب المنال وسط تشابك المصالح الدولية وتضاربها. من هنا، تحاول كاغ كما فرنسا، الحريصة دوماً على الوضع اللبناني، فصل ملفّه عن مسار التطورات في سوريا والمنطقة وتأمين انتخابات رئاسية في أسرع وقت تفتح الباب امام انتظام عمل المؤسسات وتعزيز الاستقرار.