تؤكد مصادر سياسية تتابع ملف المساعدات العسكرية الاميركية للبنان للوكالة “المركزية”، انّ وفداً من كبار ضباط الجيش برئاسة رئيس الاركان اللواء وليد سلمان توجه الى واشنطن منذ ايام وبدأ سلسلة لقاءات من ضمن اللقاءات السنوية الدورية التي يعقدها مع مسؤولين عسكريين وسياسيين في مواقع القرار في الادارة الاميركية.
وتكشف المصادر انّ الوفد الذي تستغرق زيارته اسبوعاً يجري اتصالات ويعقد اجتماعات في وزارتي الخارجية والدفاع والكونغرس تتناول العلاقات بين البلدين، سيما التعاون العسكري في المجالات كافة في ظل التطورات الدراماتيكية في المنطقة ودول الجوار اللبناني خصوصا في سوريا والعراق حيث التمدد الاوسع للتنظيمات الارهابية وسواها، وتداعياتها المباشرة على لبنان حيث يواجه الجيش على حدوده الشرقية تنظيمات “داعش” و”النصرة” ويمنع تسللهما الى الداخل، بما يفترض نسبة لمحورية دوره في هذا المجال استمرار مده بالعتاد الضروري عن طريق المساعدات التي تشكل الولايات المتحدة الاميركية راهنا عمودها الفقري من خلال برنامج المساعدات المتواصل الذي يشمل مختلف انواع الاسلحة (ذخائر، آليات مصفّحة، قطع غيار، مدافع، أسلحة خفيفة، هيليكوبتر، أجهزة اتّصال، اليات عادية، مدولبة ومسلسلة، زوارق)، إضافةً الى برنامج التدريب والدعم اللوجستي عبر بناء منشآت تدريبيّة لوجستيّة وبرنامج نزع الألغام والقنابل العنقوديّة.
وتشدّد المصادر على ان واشنطن لا تتوانى عن تلبية معظم طلبات المؤسسة العسكرية من ضمن اللوائح التي ترفعها قيادة الجيش وسائر الاجهزة الامنية بغية تطوير إمكاناتها للدفاع عن لبنان وحفظ أمن حدوده، والحفاظ على الأمن الداخلي والاستقرار من خلال دعم قوى الأمن الداخلي في مهماتها، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، ودعم المهمات الإنسانية وعمليات الإغاثة عند الضرورة.
وفي ما يتصل بالمروحيات العسكرية المزودة بصواريخ والبالغة الاهمية بالنسبة الى مواجهة الارهابيين في المناطق الجردية، تؤكد المصادر انّ الولايات المتحدة تصنّع راهناً عدداً من مروحيات “توكانو” يفترض ان يتسلمها لبنان في منتصف عام 2017.
ولا تخفي المصادر انّ مدّ واشنطن المؤسسة العسكرية بالسلاح المتطور، بعدما كان محظوراً لسنين طوال، ناتج عن ارتياحها وثقتها بالجيش وقيادته واستمرار التواصل الايجابي بين الطرفين من خلال الزيارات الدورية المتبادلة التي تقوم بها وفود عسكرية بين العاصمتين حيث تعقد اجتماعات يتم خلالها تقويم المراحل المنفّذة من برنامج المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، خصوصاً في مجالي التدريب واللوجستية.
والى عنصر الثقة تضيف المصادر، انّ القيادة العسكرية الاميركية لا تنفك تؤكد اطمئنانها الى آداء المؤسّسة العسكرية وكيفية تصديها للتنظيمات الارهابية على الحدود وكل تداعيات الداخل السوري، وهي من خلال قيادتها الحكيمة منعت انزلاق لبنان الى اتون الحرب والمواجهات وتمكنت من ابقاء الوضع مستقرا على رغم وجود اكثر من نصف مليون نازح سوري في لبنان بوضعهم تحت المراقبة لمنع تحولهم الى قنابل موقوته قد تنفجر في اي لحظة. وتختم بالاشارة الى انّ الوفد القيادي العسكري سيعود الى بيروت نهاية الاسبوع، في ختام برنامج لقاءاته في العاصمة الاميركية.