أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ إحدى الجهات الرسمية في لبنان تلقت تقريراً دبلوماسياً يُفيد بأنّ السلطات الاوروبية تحمل حزب الله مسؤولية عرقلة اجراء الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وانّ الحزب هو من اجهض المساعي الفرنسية المبذولة على هذا النطاق والرامية الى ملء الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس المسيحي الاوحد في المنطقة العربية والشرق.
وتشير المعلومات الواردة في التقرير الى انّ العلاقة المتوترة بين قيادة حزب الله والسلطات الفرنسية زاد منسوبها اخيراً نتيجة عدم التجاوب مع المساعي الفرنسية التي يقودها الرئيس فرانسوا هولاند شخصياً من اجل اجراء الانتخابات الرئاسية واخراج لبنان من ازمته الدستورية التي تطاول مجلسي النواب والوزراء وتشل عمل المؤسسات وتؤدي الى هذه الفوضى في الوزارات والادارات الرسمية في البلاد.
ويضيف التقرير انّ فرنسا كانت تأمل قبيل زيارة الرئيس هولاند للبنان في ان يقدم الحزب على اقناع احد المرشحين للرئاسة العماد ميشال عون او النائب سليمان فرنجية بتنازل احدهما للاخر خصوصاً وانّ الحزب يرى في الرجلين ما يجسد تطلعاته للمواصفات التي يمكن ان يتمتع بها اي متقدم لشغل الموقع الرئاسي في لبنان، وهي اسرّت بهذا الموقف لقادة الحزب من خلال دبلوماسييها في بيروت وعبر وسطاء سعوا في الاونة الاخيرة الى اقناع اوروبا وفرنسا تحديدا بعدم اللحاق بالمركب الاميركي القاضي بالتضييق على الحزب ماليا تمهيدا لحصاره سياسياً.
وفي التقرير انّ عدم تجاوب الحزب مع الرغبة الفرنسية هو الذي حال دون لقاء الرئيس هولاند مع ايّ من قياداته خلال زيارته لبيروت مع ان اتصالات كانت قد اجريت عبر قنوات الجانبين ليستقبل هولاند رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من ضمن اللقاءات التي عقدها في قصر الصنوبر مع قيادات سياسية وروحية.
ويذكر التقرير في هذا السياق بالموقف الذي صدر عن فرنجية اخيراً والذي نفى فيه ان يكون الامين العام لحزب الله طلب منه الاستمرار او الانسحاب من الاستحقاق الرئاسي.
ويكشف التقرير انّ الحزب اسرّ الى فرنجية بعدم سحب ترشحه وذلك رغبة منه في استمرار الوضعية الراهنة في البلاد لانّ ملء الشغور الرئاسي سوف يتطلب منه اتخاذ مواقف مغايرة لتلك التي يتخذها اليوم سواء بالنسبة الى الداخل اللبناني وانتظام عمل مؤسساته او في الساحات السورية والعراقية واليمنية وحتى الخليجية.
ويُضيف التقرير انّ الحزب اليوم ليس في وضعية مريحة على كل الجبهات وخصوصاً على الجبهة السورية حيث تلقى اكثر من ضربة اسرائيلية استهدفت مواقع انخراطه في تلك الجبهة وقتلت اكثر من قيادي له هناك وان اسرائيل التي كشفت عبر اقمارها الاصطناعية وطائراتها من دون طيار اقامة الحزب مراكز لاطلاق صواريخ بعيدة المدى يصل مداها الى (100 كيلومتر) في المناطق السورية وربطتها بأنفاق عبر القصير يمكن من خلالها الوصول من الاراضي اللبنانية المحاذية للحدود السورية وابلغت الحزب عزمها تدمير لبنان بالكامل في حال تعرضها لايّ من هذه الصواريخ وانّ جدية هذه التهديدات هي ما تشغله راهنا خصوصا وانها تترافق مع حملة اجراءات اميركية وعربية تستهدفه ماليا واعلاميا وحتى بشرياً ومع اجراءات وتدريبات عسكرية اسرائيلية تعكس مدى الجدية الاسرائيلية.