كشف مصدر أمني لبناني لصحيفة “الرؤية” الإماراتية في عددها الصادر الخميس 28 نيسان عن أن “حزب الله” هو من اغتال رئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن.
وأكد المصدر أن التحقيق في الجريمة وصل، بناء على الأدلة والبراهين، إلى نتيجة نهائية مفادها أن منفذ الاغتيال هو مصطفى بدرالدين قائد الجناح العسكري للحزب الذي صنف أخيراً باعتباره منظمة إرهابية عربياً وإسلامياً.
وبدرالدين الذي أدين في 1983 بمحاولة اغتيال أمير الكويت مطلوب للإنتربول مع أربعة آخرين بتهمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
وتساءل المصدر الأمني عن أسباب تأجيل إعلان نتائج التحقيق، خصوصاً أن وزير الداخلية نهاد المشنوق تعهّد منذ نحو سنتين، في ذكرى اغتيال الحسن، بإعلان الحقيقة فور انتهاء التحقيقات “لكنها لم تعلن على الرغم من انتهاء التحقيقات أخيراً”.
ومن المتوقع أن تحدث نتائج التحقيق تفاعلات لبنانية عاصفة، نظراً لأن اغتيال الحسن جاء في ذات السياق الذي اغتيل فيه الرئيس رفيق الحريري وساسة وأمنيون مناهضون للنفوذ السوري ـ الإيراني في لبنان، من شباط 2005 إلى كانون الاول 2013، ومن ضمنها محاولة اغتيال النائب مروان حمادة التي جاء اغتيال الحسن مطابقاً لأسلوبها.
ويؤكد المصدر أن الأجهزة الأمنية سلمت لجنة التحقيق الدولية ملفاً متكاملاً عن محاولة اغتيال حمادة، تضمنت عناصره أن لوحة السيارة التي استخدمت في الاغتيال زُوّرت في كاراج سيارات محدد ومعلوم في الضاحية الجنوبية معقل “حزب الله”، ومن هذا الكاراج نفسه خرجت أيضاً سيارة “الميتسوبيشي” المستخدمة في اغتيال الحريري.
ووفقاً للمصدر “فإن عناصر هذا الكاراج، إضافة إلى متهمين آخرين في قضية اغتيال الحريري وعلى رأسهم بدرالدين، ينعمون بحماية “حزب الله”، ومحرّم على الدولة اللبنانية وغيرها الاقتراب منهم”.
وأشار المصدر، إلى أن الكاميرات المحيطة بموقع اغتيال وسام الحسن والتي حُلّلت صورها بتقنية الاستدراج العكسي، أظهرت أن الجناة أتوا أيضاً من الضاحية الجنوبية إلى بيروت بسيارات عدة كانت تقف في شوارع يحتمل أن تمر عبرها سيارة الحسن.
وعقب الكشف على الكاميرات وتحليلها، تبيّن أن الجناة أحضروا السيارات، ومنها السيارة التي اغتالت الحسن، أربع مرات قبل شهرين من الاغتيال، حتى تمكنوا في المرة الخامسة من اغتياله، وتعرّفت الكاميرات إلى نوع السيارات ولونها، فيما اتضح لاحقاً أن السيارة المفخّخة مسروقة منذ مدة، ومجهزة للاستعمال في الاغتيال.
ولم يستخدم الجناة هواتف محمولة، كما أظهرت التحقيقات، ما يشير إلى تجنّبهم ارتكاب الأخطاء التي كشفت تورط “حزب الله” في اغتيال الحريري، ومع ذلك، وتبعاً لنص المصدر “لم يخلُ تنفيذ الجريمة من ثغرات أوصلت الأجهزة الأمنية إلى الرأس المدبّر للاغتيال، مصطفى بدرالدين، ومنها حدث تفصيلي جرى قبل أيام وجيزة من تنفيذ الاغتيال في محيط الشقة التي كان يقطنها الحسن”.