رعى رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، إطلاق مشروع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لزرع 5400 غرسة محلية المنشأ في موقع تحريج في قرية سردا الحدودية التابع لوقف رعية مار جرجس – القليعة.
حضر الحفل كاهن رعية القليعة المونسينيور منصور الحكيم، قائمقام مرجعيون وسام الحايك، قائد اللواء التاسع في الجيش العميد الركن جوزف عون، قائد القطاع الشرقي في اليونيفيل الجنرال خوان خيسوس مارتين كابريرو، قائد الكتيبة الاسبانية المقدم انطونيو فيريرا، الياس الحداد ممثلا الوكالة وفاعليات .
وشكر الحايك كل من أسهم بإنجاز هذا المشروع البيئي المهم، بخاصة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي قدمت مشاريع تنموية في مناطق عديدة في الجنوب، وقال: “لو بذل كل منا الجهود اللازمة لما كنا بحاجة للتوقيع على مواثيق دولية في ريو دي جينيرو عام 1992 الى قمة المناخ الحالية. هذا الكوكب ليس لنا، ورثناه عن الاجداد فلنسلمه للأحفاد صحيا ومعافى”.
أضاف: “طالت إقامتي في الولايات المتحدة الاميركية أربع سنوات، وقد بهرني الاخضرار الشائع الذي لا تشبع منه العين. في السياسة نطالب بالعدالة فقط، وبعد الكيل بمكيالين من بلد الاخضرار وحقوق الانسان. على بعد أمتار من هنا، كان يعتبر نفسه فوق القانون الدولي. لا نطالب القوة العظمى الا بالنظر بعين واحدة وعدم مساواة الظالم بالمظلوم”.
وأثنى الحاج على أهمية هذا المشروع المهم والحيوي الذي من شأنه تحريج مساحات شاسعة من الاراضي، منوها بالجيش ، وقال: “نشكر الجيش صاحب المبادرة الاولى في عملية التشجير واستقدام الجمعية الى لبنان. جيشنا يهتم بالجمال كما الدفاع عن الوطن، فهو سياجه كما الاشجار”، شاكرا لليونيفيل واسبانيا “زرع الأمن والسلام والمحبة”.
أضاف: “التحدي الكبير الذي يعيشه لبنان حاليا هو التغيير المناخي، وأنا ألاحقه لأني من بيئة فلاحة، والمطرانية تعتاش من الزراعة. أحمل هذا الهم منذ نحو عشرين عاما وأخشى سيطرة المناخ الصحراوي على كل المناطق اللبنانية. للأسف أن الدولة لم تعر هذا الموضوع أهمية حتى الساعة، ما يهدد ثروتنا، حتى إن أرز الرب لن يسلم وقد ييبس”.
ودعا الحاج الجمعية الى “مزيد من التعاون والمساعدة والارشاد”، مشيرا الى ان “الوقف يملك مساحات شاسعة تصلح للتشجير”، شاكرا للكتيبة الاسبانية “مساهمتها في شق طرقات تصل الى مكان وضع خزانات المياه للري”.
وتحدث الحداد باسم مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية كارولين براين، وقال:”نحن سعيدون اليوم بإنجاز هذا المشروع البيئي الذي سيزيد المساحة الخضراء في سردا، كما وسيؤمن مدخولا ويخلق فرص عمل على المدى الطويل. إن نشاط التحريج هذا الذي نفذته مديرية الإحراج الأميركية من خلال مشروع التحريج في لبنان هو شهادة على امكانية نجاح التعاون بين الهيئات الدينية والبلديات والمجتمع المحلي للوصول إلى زيادة المساحات الخضراء، والتوصل لتحقيق مشروع ال40 مليون شجرة الذي أطلقته وزارة الزراعة اللبنانية عام 2012. من خلال هذا التعاون، يمكن لكل من البلديات والأوقاف الدينية والمجتمعات المحلية تخطي التحديات وتعزيز التنمية المحلية المستدامة وزيادة الوعي البيئي”.
أضاف: “تؤمن الوكالة الاميركية للتنمية الدولية بأهمية المجتمعات المحلية والدور المحوري الذي تلعبه في تحسين أوضاع مواطنيها. ومع ذلك، فنحن جميعا نعلم أن المجتمعات لا تستطيع أن تفعل ذلك لوحدها، فهي بحاجة إلى دعم كل من القطاعين العام والخاص، ولا سيما في إعادة التحريج .لقد أطلقت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عام 2010، مشروع التحريج في لبنان الذي يهدف إلى تقديم المساعدة الفنية والدعم المؤسساتي من أجل تحسين الممارسات المستدامة للتحريج وإدارة حرائق الغابات في المناطق التي تعاني من أوضاع إقتصادية وبيئية متدهورة. وقد عمل المشروع بنجاح على تمكين البلديات والمجتمعات المحلية لادارة وتنفيذ مشاريع التحريج، مما أدى إلى زرع أكثر من 580,000 غرسة من الاشجار المحلية حتى الآن”.
وختم: “إن مبادرة اليوم هي مبادرة التحريج الرابعة على وقف ديني، ونحن نتطلع إلى رؤية هذه المبادرة تتكرر في مجتمعات أخرى في جميع أنحاء البلاد حتى نتمكن من تمهيد الطريق للبنان أكثر خضارا وازدهارا”.
ثم شارك الجميع في زرع عدد من النصوب في مكان التحريج.