Site icon IMLebanon

مستشار خامنئي العسكري: استراتيجيتنا تمكين “حزب الله” والأسد

 

كشفت معلومات تناقلتها وسائل إعلام إيرانية عن مسؤولين كبار اتجاه طهران لتعزيز دعمها لما يسمى “حزب الله” ضمن استراتيجية جديدة وضعتها للحفاظ على “ثقلها السياسي” تشمل لبنان وسوريا والعراق.

وطالب مستشار خامنئي في الشؤون العسكرية وقائد الحرس الثوري السابق٬ الجنرال يحيا رحيم صفوي تعزيز دعم ما يسمى “حزب الله” في لبنان لبلوغه “الاكتفاء الذاتي” ماليا وعسكريا٬ ليصبح القوة الكبرى في لبنان٬ مؤكدا ضرورة تمكينه من الحفاظ على إمكانياته “تحت أي ظرف” في المشهد السياسي اللبناني.

وتعمل إيران منذ سنوات على دعم ما يسمى “حزب الله” ضمن استراتيجيتها للتدخل في شؤون الدول العربية. وكانت طهران انتقدت بشدة قرار الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي؛ بسبب اعتبار ما يسمى “حزب الله” منظمة إرهابية. وتدافع إيران عما يسمى “حزب الله” منذ سنوات من خلال دعمه بالأسلحة والمال وتدريب قواته. كما أنها ترى أن الوقوف مع “حزب الله” يعد من مصاديق تصدير الثورة وولاية الفقيه في الدول العربية.

وعد صفوي منع سقوط نظام بشار الأسد ومنع تقسيم سوريا من الخيارات الاستراتيجية لإيران. وجاءت تصريحات صفوي٬ أثناء شرحه آفاق الاستراتيجية الإيرانية على مدى عشرين سنة مقبلة في المؤتمر الوطني الجيوسياسي بطهران. وشدد صفوي على ضرورة أخذ الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الشاملة إلى جانب الاستراتيجية العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. كما عد صفوي التحالف الدولي ضد الإرهاب مؤامرة ضد إيران٬ مطالبا العمل على “مشروع متكامل” والاستعداد لـ”السيناريوهات المختلفة من ضمنها أسوأ السيناريوهات”. وأكد صفوي ضرورة “تعزيز الثقل الجيوسياسي”٬ لافتا إلى أن تحقق ذلك يتطلب “ثمنا واستثمارا” من طهران.

في غضون ذلك٬ اتهم صفوي أميركا بالوقوف وراء زعزعة الاستقرار السياسي في: “البحرين٬ والعراق٬ وسوريا٬ واليمن٬ وأفغانستان٬ ولبنان”؛ بسبب دعمها للدول العربية وإقامة قواعد عسكرية في المنطقة. كما دعا صفوي إلى إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع تركيا واصفا إياها بـ”زميلة أميركا وإسرائيل والدول العربية”. وتشهد العلاقات بين إيران وتركيا توترا؛ بسبب مواقفهما المتباينة من القضايا الإقليمية٬ مثل الأزمة السورية واليمن٬ وتفاقمت الخلافات بين طهران وأنقرة قبل أسبوعين بعد إدانة إيران في قمة مجلس التعاون الإسلامي في إسطنبول٬ كما أن إيران تعد التقارب السعودي التركي خطرا على مصالحها في المنطقة. وتعد طهران مستقبل بشار الأسد وتغيير النظام في دمشق خطا أحمرا لها على خلاف تركيا التي تدعو إلى رحيل الأسد.

وبشأن ما يجري في العراق٬ ذكر صفوي أن على بلاده توجيه رسالة واضحة لزعماء إقليم كردستان والتصدي لمنع تقسيم العراق. وتعليقا على سياسة إيران في المنطقة٬ أعرب صفوي عن تأييده نقل “استراتيجية إيران” إلى الدول المنطقة٬ مشددا على الأهمية “الجيوسياسية” لمنطقة غرب آسيا لبلاده٬ كما أكد ضرورة الاهتمام بمثلث آذربيجان وأرمينيا وجورجيا.

وفي سياق متصل٬ قال صفوي: إن “على بلاده الحرص على الحضور الدائم في منظمة شانغهاي للتعاون التي تعتبر تحالفا صاعدا على غرار الناتو٬ وتضم المنظمة كلا من: الصين٬ وروسيا٬ وكازاخستان٬ وقيرغيزيا٬ وأوزباكستان٬ وطاجيكستان٬ ومنغوليا٬ وباكستان وأفغانستان.

من جانب آخر٬ وجه قائد الحرس الثوري السابق وأمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام٬ محسن رضايي انتقادات ضمنية إلى حكومة روحاني؛ بسبب ما عد محاولة إقامة العلاقات مع أميركا٬ مهددا بأن الحرس الثوري لن يسمح بإقامة العلاقات مع أميركا.

وتأتي تصريحات رضايي بعد أسبوع من مفاوضات أجراها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري حول سبل تنفيذ الاتفاق النووي٬ وما تواجه إيران من مشكلات في العودة إلى التعاملات المصرفية.

ولفت رضايي إلى أن “أعداء” بلاده بعد “التشاؤم” من الحرب والعقوبات والانتخابات تركز الآن على “استهداف ولاية الفقيه والأجهزة الثورية٬ مثل الحرس الثوري ومجلس صيانة الدستور”.

وفي سياق منفصل٬ جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني هجومه الحكم الصادر من المحكمة الأميركية العليا٬ أربعاء الأسبوع الماضي٬ بشأن تغريم إيران أكثر من ملياري دولار تعويضا لضحايا هجمات إرهابية دعمتها طهران.