كشف مصدر مطلع لصحيفة “الشرق الأوسط” ان ملف المختطفين القطريين في العراق منذ نهاية العام الماضي بات الآن بيد “حزب الله” بالكامل لعلاقته بالخاطفين، حيث يقوم بإدارة المفاوضات، بمشاركة أطراف كويتية لها صلة جيدة بالقطريين. وأكد المصدر أن الملف تحول بالكامل إلى خارج العراق وتحديدا في لبنان والكويت.
وكانت مجموعة من ميليشيا أبو الفضل العباس العراقية، اختطفت في (تشرين الثاني) الماضي مجموعة من القطريين، من صحراء السماوة بعد أن كانوا يقومون برحلة صيد عادية، حصلوا خلالها على موافقات رسمية من قبل السلطات العراقية. ثم قام الفصيل بتسليم المختطفين لاحقا إلى كتائب ما يسمى “حزب الله” العراقي، وهو أحد الروافد العسكرية لما يسمى “حزب الله” اللبناني،وقد سلم الملف بكامله إلى ما يسمى “حزب الله” اللبناني.
وقال المصدر الاستخباراتي الرفيع، إن “إطلاق سراح أحد المختطفين القطريين قبل فترة وجيزة، من قبل الخاطفين كان بمثابة بادرة حسن نية من أجل إعادة الروح إلى المفاوضات التي تعثرت خلال فترة ما بعد الاختطاف لأسباب مختلفة”. وأوضح أن “الهدف من إطلاق سراح أحد المختطفين إنما هو إشارة واضحة الدلالة إلى الجهات الرسمية القطرية عبر رسالة تحمل أكثر من مضمون، الأهم ما فيها أن هناك نية للتعاون في التعامل مع هذا الملف.. وأن عملية إطلاق سراح أحدهم إنما تهدف إلى تبيان حقيقة أنهم في صحة جيدة، وأن معاملتهم حسنة، وهو ما يرمي الكرة في ملعب القطريين”.
وردا على سؤال فيما إذا كان الخلاف الذي يؤخر إطلاق سراحهم يتعلق بالفدية المالية فقط، وهل هي مرتفعة إلى الحد الذي يجعل من الحكومة القطرية تتردد في دفعها أو لعدم وجود ضمانات لإطلاق سراحهم؟ قال المصدر إن “أصل الخلاف سياسي وليس ماليا رغم أن المفاوضات تستند إلى عنصري المال والسياسة، ولذلك فإنها انتقلت من داخل العراق إلى خارجه، وبالذات إلى أطراف في الكويت ولبنان”، مشيرا إلى أنه “لا علاقة للجهات الرسمية العراقية بالأمر لا من قريب ولا من بعيد، رغم معرفة الأميركيين بالأمر بما في ذلك المكان الذي يحتجز فيه الرهائن، لكنهم لا يضمنون سلامتهم في حال اقتحموا المكان، ولذلك يفضل الأميركيون والجهات الرسمية العراقية الصمت حيال هذا الأمر بعد انتقال المفاوضات بين وسطاء مع الخاطفين بين بيروت والكويت، حيث توجد علاقة وثيقة لما يسمى (حزب الله) اللبناني مع فرعه في العراق الذي كان مصير المختطفين آل إليه بعد أن كان فصيل أبو الفضل العباس هو من قام بعملية اختطافهم من صحراء السماوة في تشرين الثاني عام 2015”.
وحول ما كان أشيع سابقا أن المفاوضات كانت تهدف إلى إطلاق سراح 9 من عناصر ما يسمى “حزب الله” لدى تنظيم داعش، جرى إعدام ثلاثة منهم، حيث أصدر التنظيم المتطرف فيلما يصور عملية إعدامهم، قال المصدر إن “عملية إطلاق سراح أحد المختطفين يعد بمثابة عربون ثقة من قبل الخاطفين من أجل حصولهم بالمقابل على ما يطالبون به، وهو عناصر (حزب الله)، بالإضافة إلى الفدية المالية، وهو ما يعني أن المفاوضات جارية لكن بصعوبة، وقد ازداد الخاطفون تعنتا الآن بعد أن برهنوا على صدق نيتهم في إطلاق سراح الباقين فضلا عن أنهم لم يتعرضوا لمعاملة سيئة”.
وحول ما نقل مؤخرا في الصحافة الغربية، لا سيما البريطانية عن لجوء قطر إلى وساطات عشائرية جنوب العراق لإطلاق سراح القطريين، استبعد المصدر ذلك، قائلا إن “هذا الأمر كان قد تم في البداية بالفعل لكن حين عرفت الجهة الخاطفة أن العشائر هناك لا صلة لها بهذه المجاميع المسلحة ولم يعد لها دور مؤثر في قضية من هذا النوع تطبخ تفاصيلها على نار هادئة بين عاصمتين عربيتين واحدة لها صلة جيدة بالقطريين (الكويت) والثانية لها صلة جيدة بـ(حزب الله) (بيروت) وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انفراج الأزمة خلال الفترة المقبلة”.