أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أننا نمرّ في لبنان بامتحان طال كثيرًا، فدولتنا من دون رأس منذ سنتين ما سبّب خللا في المؤسسات، والفوضى مستشرية في كل مكان والبؤس يفتك بالناس والضمير الوطني معطّل، مشيرًا الى أنّنا في بلد يعيّر الصادق بصدقه والمستقيم باستقامته لأنّهم يريدون من يغطّي صفقاتهم وصفقات أزلامهم.
كلام عودة جاء في عظة الفصح المجيد خلال ترؤسه خدمة الهجمة والقداس الإحتفالي في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في وسط بيروت، حيث قال: “عندما كنت صغيرًا قيل لي لا تلتزم بحزب لأنك ستصبح عبدًا له، فالأزلام لا يخدمون أوطانهم”، سائلاً: “أليس مشهدًا سورياليًا أن تملأ النفايات الشوارع؟ وهل الاتجار بالبشر واستباحة الحدود وإدخال البضاعة الفاسدة مسموح؟ بئس المسؤولية إذا كانت بابًا لبيع الضمير وتسخير القيم، وكم من الناس يبيعون ضمائرهم! إذا كنت تطبق القانون فإنك غير مرغوب بك، لأنّهم يريدون الدولة على قياسهم وقياس مصالحهم حتى كاد البلد يصبح بلد النفايات، فالموت آتٍ حتمًا والدينونة لا مفرّ منها”.
وأضاف: “في غياب الرئيس عِوَض جعل مجلس الوزراء خلية عمل لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية نراهم يحوّلونه ساحة سجال وتبادل اتهامات، فنحن بحاجة الى استقرار سياسي من أجل تجاوز الأزمات، وإنتخاب رئيس للجمهورية أولى الخطوات على طريق الإستقرار وحان الوقت ليرجع المسؤولين الى ضمائرهم”.
وتابع: “لا يُمتحن الإيمان إلا بالصعوبات والمحن، أحبوا بعضكم بعضًا وأحبوا وطنكم واعملوا معًا على إنقاذه. وعلى المسؤولين أن يعوا أنّ مصالحهم بخير عندما يكون الوطن بخير، فإن لم يقف اللبنانيون مع لبنان لإنقاذه، فمن سيقف معه ومن سيعمل على إنقاذه”؟