رأى راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، أن محاولات البعض زج بكركي في موضوع “رئيس انتقالي للجمهورية” هي محاولات غير بريئة وترسم في طياتها العديد من علامات الاستفهام حول الهدف منها، خصوصا أن بكركي أبعد ما تكون عن مثل تلك الطروحات المرفوضة من قبلها بالشكل والمضمون، نافيا بالتالي، وهو الذي حضر وحيدا اللقاء بين البطريرك الراعي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن يكون الأول (أي الراعي) قد اتى في خلاله على ذكر انتخاب العماد عون لسنتين أو أن يكون قد ضمن مذكرته للرئاسة الفرنسية اي معنى في هذا الإطار.
ولفت مطر في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية إلى أن البطريرك الراعي تحدث مع الرئيس هولاند في موضوع أزمة الرئاسة وفي مساعدة فرنسا على تذليل ما يعيق انتخاب رئيس للبنان من خلال صداقاتها مع الدول الإقليمية، معتبرا بالتالي ان تقليص ولاية الرئيس لسنتين ولو بشكل انتقالي، هو انتقاص من كرامة الرئاسة اللبنانية ومن مقامها على رأس الدولة، الأمر الذي لا يمكن لبكركي ان تقبل به او حتى ان تناقش به من قريب او بعيد، مذكرا أن الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني هو من اقترح خلال مؤتمره الصحافي الاخير انتخاب رئيس لسنة واحدة كمخرج للأزمة وليس بكركي كما يشيع البعض.
وردا على سؤال، اشار المطران مطر الى ان الرئيس الحسيني رجل صادق وسليم النوايا، لكنه يعتبر ان انتخاب رئيس لسنة واحدة قد يساهم في التحضير لولاية رئاسية كاملة، مستدركا بالقول انه كان باستطاعة الرئيس الحسينيي مع احترامنا الكلي لشخصه ودوره على الساحة السياسية، اتخاذ موقف آخر اكثر مواجهة لأزمة الشغور الرئاسي، خصوصا ان الأسباب الحائلة دون انتخاب رئيس هي نتاج صراعات داخلية اكثر منها صراعات اقليمية، مؤكدا ان بكركي تريد انتخاب رئيس للبلاد اليوم قبل الغد وبولاية كاملة لا ينتقص منها يوما واحدا، معتبرا ان انتظار الحل في سورية هو “سمك في البحر”، لأنه لا احد يضمن حصوله خلال سنوات، فهل يجوز تعليق انتخاب رئيس للبنان بانتظار الحل السوري، في حين ان سورية نفسها انتخبت رئيسا ومجلسا نيابيا جديدا.