Site icon IMLebanon

الزمن الانتخابي بدأ والسباقات المسيحية ذروته

كتبت صحيفة “النهار”: دخلت البلاد مع عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي مرحلة العد العكسي لانطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية الاحد المقبل في بيروت والبقاع بحيث سيتقدم هذا الاستحقاق المشهد الداخلي طوال اربعة أسابيع ما لم تحصل اي مفاجآت تطرأ في نواح وملفات اخرى .

وعلى اهمية هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي يأتي في تزامن مع تصاعد الغموض الذي يحوط بالواقع السياسي الداخلي وترقب ما يمكن ان يطاول لبنان من انعكاسات اضافية للانهيار الشامل للهدنة في سوريا عليه فان الملاحظ انه قبل اسبوع تماما من بدء المرحلة الانتخابية الاولى لا يبدو ان ثمة صورة واضحة لمآل الصراعات السياسية والتنافسات الحزبية يمكن الركون اليها بعد في رسم سيناريوات مسبقة للتأثيرات السياسية على الانتخابات البلدية الا في مواقع معروفة اما تعتبر مقفلة مسبقا على تغييرات ملحوظة في واقع المناطق واما تجري التحضيرات فيها لسباقات النفوذ ومن دون ان تشكل عمليات تعدد اللوائح فيها إيحاءات مسبقة على النتائج . وهو الامر الذي بدأ يظهر في الصعوبات الكبيرة التي يواجهها معظم القوى السياسية في التوصل الى ائتلافات مع القوى العائلية التقليدية على غرار ما يحصل في جونية مثلا او في زحلة او سن الفيل او القبيات .

ويصادف ان هذه المناطق والبلدات تقع في نطاق التنافسات المسيحية تحديدا بما يشير في شكل واضح الى ان المعارك الانتخابية المرتقبة وهي قليلة قياسا بمجمل المناطق اللبنانية ستكون في المقلب المسيحي اكثر منها في المقالب الشركاء الآخرين ولو ان هذا الامر لا يشكل قاعدة ثابتة حتمية لان بعضا ولو قليل من تلك المناطق تتأهل لانصاف معارك لكنها لا ترقى الى اهمية التنافسات المسيحية – المسيحية . في اي حال لا يزال مبكرا على رغم كل شيء الاعتبار ان الانتخابات اثارت الحماوة اللازمة التي تصاحب استحقاقا كهذا لان ثمة برودة لا تزال تشوب اكثرية المناطق بما يوحي ان الرهان على منحى تغييري واسع تحمله الانتخابات سيبقى نقطة رصد بل وشكوك خصوصا حيث يبدو عامل التوافقات الذي تلجأ اليه الأحزاب مع العائلات الرافعة الاساسية التي تسود المناخ الانتخابي وهو ما ينطبق على مناطق نفوذ الثنائي الشيعي امل وحزب الله او الحزب التقدمي الاشتراكي او مناطق ذات غالبية سنية مثل طرابلس التي يجري التحضير لانجاح توافق فيها بين قوى المدينة وتحديدا تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي ومعظم نواب طرابلس .

اما صيدا فتذهب نحو مواجهة بين المستقبل والتنظيم الشعبي الناصري ، فيما تبقى بيروت موقعا مميزا ستتخذ معركتها سمة خاصة . ذلك ان لائحة ” البيارتة ” ذات الائتلاف الواسع بين تيار المستقبل وقوى وعائلات بيروتية على المقلب السني والأحزاب الثلاثة المسيحية التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب ومطرانية الروم الأرثوذكس والوزير ميشال فرعون من جهة أخرى جعل هذه اللائحة متفوقة تمثيليا وقدرة على تعبئة ماكيناتها الانتخابية بقوة واتساع بما يجعلها مبدئيا وواقعيا في موقع متفوق .

ولكن ذلك لا يسقط واقعا جديدا احتلته لائحة ” بيروت مدينتي ” التي اخترق بشكل ملحوظ الاهتمام العام نظرا الى ما تتضمنه من نخب وبرامج طموحة في التغيير .

اذا قبل اسبوع من موعد الانتخابات في بيروت والبقاع سيتعين على المتابعين ترقب أسبوع حافل بالحملات والتعبئة وشد العصب الى الحدود القصوى لتحفيز الناخبين بالاستعانة بكل عدة الشغل المألوفة والمستجدة مثلما يجري في زحلة حيث تتصادم شعارات المبارزة تبعا لكل زعامة ، او مثلما يرتقب ان تشهد بيروت في الايام المقبلة من اعلان لخطط مفاجئة مثلا في مسألة النفايات وسواها من برامج تتصل بمستقبل الحلول لقضايا العاصمة . انه الزمن الانتخابي إذن بدأ ولا صوت يعلوه . وامس انطلقت في زحلة المعركة على الغارب مع اعلان رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف لائحة ” زحلة الأمانة ” في مواجهة اللائحة المدعومة من احزاب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب وعائلات كما في مواجهة لائحة نقولا فتوش برئاسة شقيقه الذي سيعلنها في اليومين المقبلين .