أكد الوزير أشرف ريفي أن “حزب الله” غير قادر على إشعال الحرب الأهلية في لبنان، فهناك على الجانب الآخر في مواجهة الحزب سياسيون لبنانيون قادرون على السيطرة على الأمور، وحريصون على عدم جر البلاد إلى الانفجار.
ريفي، وفي حديث الى صحيفة “روز اليوسف” المصرية، قال: “إذا كانت المحكمة الدولية قد تستدعي الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في اغتيال رفيق الحريري، فإن استدعاء المرشح لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، في نفس القضية وراد، إذ إن العوامل المهيّئة لاغتيال الحريري، كان فرنجية مسؤولا عنها بوصفه وزير الداخلية وقتها، حيث سبقت عملية الاغتيال خطوتان رئيسيتان، أولا اقصاء كافة الضباط المقربين من الحريري عن المواقع الأمنية المهمة، وثانيا تخفيض عدد عناصر الحراسة الشخصية للحريري.
وأضاف: “ليس بالضرورة أن فرنجية كان يعلم بخطة اغتيال الحريري، إنما كان ينفذ أوامر النظام السوري الذي اتخذ قرار الاغتيال، بينما قام “حزب الله” بالتنفيذ. الأجهزة الأمنية التي كانت تدور بالفلك السوري وقت الاغتيال مسؤولة عما حدث، وهناك مسؤولية على وزير الداخلية”.
وعن تهديد “حزب الله” بإشعال الوضع والزج بلبنان في حرب أهلية في حال تم استدعاء نصرالله الى المحكمة الدولية، اكد ريفي ان العدالة وحدها هي التي سوف تحمي لبنان، وقال: “نتحدى “حزب الله” وسنقيم العدالة مهما كلفنا الأمر، “حزب الله” لا يستطيع ايقاد حرب أهلية، فنحن مكوّن أساسي لبناني”، مؤكدا “الاصرار على جلب المتهمين للمحكمة، إذا بقوا أحياء، احتراما لوطننا، وللعيش المشترك”.
واشار ريفي الى “اننا نعيش حالة عجائبية، ففي بعض الأماكن الدويلات أكبر من الدولة، ومعركة نضالنا الأساسية إزالة تلك الدويلات، وتحطيم المشروع الإيراني، الذي يمس هويتنا العربية، وكياننا كلبنانيين”، مضيفا: “سيطرة إيران تتداعى”.
وردا على سؤال، اوضح ريفي انه لا يمكن لوم السعودية على إجراءاتها الشديدة ضد لبنان اخيرا، بعد الازمة التي تسبب بها وزير الخارجية جبران باسيل حليف “حزب الله”، واضاف: “نضم صوتنا لصوت المملكة العربية السعودية، في ان نقول لـ”حزب الله” كفى لم نعد نستطيع ان نتحمل الإساءات الى لبنان، ولا الى علاقاته مع الدول العربية، فبقدر ما كانت قوة حزب الله العسكرية، عليه ان يلزم حدوده وان يكون “حزبا لبنانيا”، ويكف عن التعامل كإيراني، لافتا الى ان الأزمة المالية التى ستضرب لبنان بعد رفع السعودية يدها عن تمويل مؤسسات الدولة يتحمل مسؤوليتها حزب الله.
ولفت الى ان هناك رؤية لتحرير بيروت من سيطرة وهيمنة “حزب الله” من خلال تقوية أجهزة الدولة الرسمية، التي هي رهاننا، بدءا من الجيش، والأمن الداخلي، وباقي المؤسسات في مقابل استنهاض المجتمع المدني، ليقوم بواجباته سلميا، لمحاصرة حزب الله.
وعن المبادرة التركية التي سمّت أمين الجميل رئيسا، قال ريفي: “أرى أن المروحة مفتوحة حاليا على بدائل كثيرة، وعلى كافة الشخصيات. المسألة تحتاج إلى أن تأخذ وقتها، اللعبة الاقليمية ايضا تحتاج إلى وقت، واذا كنا متجهين لغلبة المنطق العسكري، فهناك مرشحون عسكريون، وإذا كانت الأولية للاقتصاد، فلدينا مرشحون اقتصاديون، واذا كان سياسيون فلدينا سياسيون”.
وعما اذا كانت الأمور سوف تزداد تعقيدا، فيما يتعلق بأزمة الشغور الرئاسي، إلى الحد الذي لن تجد فيه التيارات المضادة لحزب الله إلا الخضوع لاختيارات الحزب، اكد ريفي “اننا لن نخضع لحزب الله، ومن يعتقد انه من الممكن ان نخضع للمشروع الإيراني فهو واهم”.
كما اشار ريفي الى انه لا يرى على المدى القريب امكانية اجراء انتخابات رئاسية في لبنان، اذ ان لبنان مرتبط بالتطورات الحاصلة في دول الجوار، فإيران تعمل على ان تكون الانتخابات الرئاسية ورقة في يدها، بالاعتماد على قوة حزب الله، وهي حتى الان ناجحة في هذا.
وبشأن ما قيل عن مبادرة قدمها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مسألة الفراغ خلال زيارته اخيرا الى بيروت، اكد ريفي ان زيارة هولاند كانت مجرّد دعما معنويا للبنان.
هذا ولفت ريفي الى ان دور موسكو في سوريا، اوزن من دورها في لبنان، فلبنان لديه خصوصية، ولعبته اعقد مما يحدث في دول أخرى. روسيا ليست لديها دور حاسم في لبنان.
وعن تدخّل “حزب الله” في الحرب السورية، رأى ريفي “ان هناك من يتخوف من ان يحاول حزب الله تعويض فشله في سوريا، بالحصول على امتيازات في لبنان، لكننا نقول انه لا امتيازات لاحد. فإما أن نكون مواطنين متساوين، وإلا لن يشهد البلد استقرارا. سلاح حزب الله غير الشرعي لن يعطيه حق الهيمنة على أحد”.
وبشأن التلاسن الذي حصل بين وزير الداخلية نهاد المشنوق وبين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، قال ريفي: “لا أعلق على هذا، كل ما استطيع ان اقوله، إنه كان لدينا حليف استراتيجي اسمه سمير جعجع، وانا ضد التخلي عنه لمصلحة سليمان فرنجية، فلا يوجد منطق يقول بالتخلي عن جعجع لمصلحة فرنجية، كذلك، لا يجب ان اخسر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. أي عقل، يجب ان يصر على حلفائه الاستراتيجيين، الاساسيين، ويتمسك بهم”.
واذ رأى “أن طرح ترشيح فرنجية للرئاسة خطأ استراتيجي سنتحمل سلبياته، ولن نجد منه أي ايجابيات والغرض منه استبعاد جعجع”، اعرب ريفي عن اصراره على التحالف مع جعجع.