Site icon IMLebanon

زمكحل عن زيارة المكسيك: لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين

zamakhel-mex
نظم تجمع رجال الأعمال اللبنانيين برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، في مطعم “لومايون”- الاشرفية، لقاء مع الاعلاميين وأعضاء الوفد الذي زار المكسيك برئاسته، في حضور السفير المكسيكي خيمي غارسيا امارال، نقيبي الصحافة عوني الكعكي والمحررين الياس عون، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان، رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين في فرنسا أنطوان منسى، ورؤساء تحرير صحف ومجلات، وصحافيين اقتصاديين.

وتحدث زمكحل فقال: “لقد عدنا للتو من عاصمة المكسيك، مكسيكو سيتي، بعد رحلة استكشاف اقتصادي واستثماري دامت 8 أيام. ضم وفدنا الاقتصادي عددا من رجال الأعمال من كل القطاعات: القطاع التجاري والصناعي والسياحي، والاتصالات، والتكنولوجيا، والتأمين، والتدريب، والاستشارات، والتوزيع، والتمويل، والعقارات، والقطاع الطبي وشبه الطبي والمواد الغذائية، بهدف التقاط نظرة شاملة عامة ومن خلال زوايا متعددة على هذه السوق المتنامية ذات الامكانيات القوية”.

أضاف: “منذ الدقائق الأولى لوصولنا الى المكسيك، ولغاية رحيلنا، سررنا بالترحيب الحار والاهتمام الخاص الذي أعطي لنا وللاستعداد بالتعاون معنا الذي أظهره جميع الاشخاص الذين التقينا بهم ان على المستوى الخاص او على المستوى العام.
منذ اليوم الأول لزيارتنا لهذا البلد أعجبنا بالبنية التحتية المتطورة لديه، وتنظيم ورؤية القطاع العام، واعجبنا خصوصا بدينامية واستراتيجيات القطاع الخاص المكسيكي وبالوجود الضخم للمغتربين اللبنانيين في المكسيك وبقوتهم الاقتصادية”.

وتابع: “خصصنا الأيام الأولى لإقامتنا الاستكشافية لزيارة المؤسسات الحكومية والعامة لنفهم بشكل جيد القوانين والهيكليات وشروط العمل، من أجل الاستثمار والتعاون التجاري مع المكسيك. وقد التقينا مع وزارة الاقتصاد ووزارتي الشؤون الخارجية والصحة، وكذلك مع وكالة الاستثمار PROMEXICO ومجلس التجارية الاستثمار الخارجي COMCE، ووكالة السياحة والعقارت FONATUR ووكالة التعاون الدولي AMEXCID.

أما الأيام التالية فقد كانت مخصصة لعقد اجتماعات مع القطاع الخاص مثل غرفة التجارة العربية -المكسيكية وغرفة التجارة والصناعة CONACITRA، وغرفة التجارة اللبنانية-المكسيكية، كما واجتمعنا مع عدد من رؤساء مجموعات كبيرة من الشركات القابضة من القطاع الخاص المكسيكي: السيد كارلوس سليم ضومط الرئيس التنفيذي لشركةCarsoGrupo، والسيد كارلوس بيرالتا الرئيس التنفيذي لشركة Grupo IUSA، السيد خوليو لاريا الرئيس التنفيذي لشركة Grupo Mexico.

وقام أعضاء الوفد بزيارة المطران الماروني المونسنيور أبو يونس وأسقف الأرثوذكس المطران شدراوي.
في موازاة ذلك نظم كل عضو من أعضاء الوفد لقاءات خاصة ثنائية مع عدة أشخاص يتنمون الى القطاع المعني به.

من جهة أخرى نظمت غرفة التجارة اللبنانية – المكسيكية غداء – نقاشا مع رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل للتحدث عن فرص الاستثمار في لبنان والشرق الأوسط في حضور عدد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين- المكسيكيين ومحافظ مدينة مكسيكو سيتي الذي هو من أصل لبناني. بعد هذا الحدث تم التوقيع على اتفاق شراكة وتعاون بين تجمع رجال الأعمال اللبنانيين وغرفة التجارةاللبنانية- المكسيكية.
بالإضافة إلى ذلك نظم “المركز اللبناني” CENTRO LEBANESE مأدبة غداء تكريما للرئيس الدكتور زمكحل والوفد اللبناني، في حضور عدد كبير من أعضاء الجالية اللبنانية في المكسيك في المركز الجديد المثير للإعجاب والممتد على مساحة تتعدى 12 ألف كم2، ويتضمن مطاعم وملاعب للرياض وأحواض سباحة ومركزا للمسنين. نرى على باب هذا النادي الضخم بفخر تمثالا للمغترب اللبناني يحمل حقيبة على ظهره وعلامة كتبت عليها العبارة الشهيرة التي قالها الرئيس السابق للجمهورية المكسيكي أدولفو لوبيز ماتيوس في تشرين الثاني 1962 “الذي لا يملك صديقا لبنانيا … فليذهب وليبحث عنه”.

وقال زمكحل: “نحن نشيد بصوت عال نجاح وإنجازات مثيرة للإعجاب لرجال الأعمال وللشركات من أصل لبناني في المكسيك. ننظر بكل فخر واعجاب الى مواطنينا وإخوتنا اللبنانيين الذين نجحوا في جميع المجالات، والذين يساهمون بنشاط في النمو الاقتصادي للبلدان المضيفة لهم ويشاركون أيضا في الحياة السياسية والاجتماعية ويحتلون مناصب وزارية وعامة رفيعة المستوى في المكسيك.
لم يشعر المغتربون اللبنانيون قط بأنهم في بلد غريب أو بأنهم اقتلعوا من بلدهم لأنهم قاموا بكل فخر ببناء لبنان ثان في كل من البلدان المضيفة لهم، في حين قام البعض من المسؤولين السياسيين لدينا بتدمير ما تبقى من بلدنا الفقير”.

وأضاف: “خلال لقاءاتنا الكثيرة قال لنا إخواننا المغتربون إنهم يحبون لبنان بقدر ما يحبه اللبنانيون، وقلنا لهم إنهم بنظرنا يحبون لبنان أكثر بكثير من بعض اللبنانيين. واختتموا مداخلاتهم بالقول إن لكل واحد منا الآن عائلة في المكسيك، ولكن أيضا في جميع دول العالم لأننا سنبقى متحدين عبر القارات والمحيطات. فأجبناهم بأننا سننجح حيث فشل السياسيون دائما، إذ إننا سنظل دائما متحدين ومجتمعين من أجل مصلحة لبنان وسمعته”.

واردف: “أما في ما يتعلق بالسوق والاقتصاد المكسيكي، فأستطيع أن أقول لكم إننا كنا جميعا معجبين بهذه السوق الضخمة المؤلفة من 120 مليون نسمة، وبإمكاناتها من حيث الطلب والتطور والنمو في جميع المجالات. من الواضح أن السلطات والقطاع العام المكسيكي قد أجروا إصلاحات اقتصادية لتعزيز تنمية القطاع الخاص، ولجذب المستثمرين وبناء نمو منتظم وثابت. إنهم يسعون لاستقبال وتشجيع كبار رجال الأعمال واصحاب المشاريع والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، وخصوصا اللبنانيين بهدف خلق شراكات مع نظرائهم المكسيكيين. إن أهداف السلطات ليست فقط مركزة على الموارد الطبيعية (النفط والغاز والمعادن) ولكن في الغالب على الانفتاح نحو القطاع الخاص، في مجال الخصخصة وبناء اقتصاد مختلط مع تطوير مؤسسات القطاع الخاص على المستوى المحلي والدولي. من جهة أخرى، يتم إيلاء اهتمام خاص للموقع الجغرافي للمكسيك الذي ينبغي أن ينظر إليه على أنه بوابة مميزة لقارة أميركا اللاتينية، وخصوصا نحو الولايات المتحدة، وأهميته للتجارة والتبادل التجاري مع المنطقة المحيطة بها، للعب دور منصة اقتصادية كبيرة، ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة للسوق المشتركة لاتفاق المحيط الهادي الذي يقدم العديد من الميزات الضرائبية وغيرها من الفوائد للبلدان الأعضاء”.

وأشار الى أن “اجتماعاتنا مع القطاع الخاص أظهرت اهتماما كبيرا في خلق شراكات تآزر، ومشاريع مشتركة مع رجال الأعمال اللبنانيين ليس فقط في المكسيك ولكن خصوصا للتنمية الدولية. تم تحديد علاقة رابح/رابح WIN / WIN بوضوح: ان رجال الأعمال اللبنانيين بحاجة الى رجال الأعمال المكسيكيين للنمو والاستثمار والاستقرار في هذه السوق العظيمة لأميركا اللاتينية ذات النمو المتزايد. في حين يحتاج رجال الأعمال المكسيكيين الى نظرائهم اللبنانيين للتطور في منطقة الشرق الأوسط وحتى على الصعيد الدولي بمساعدة الجالية اللبنانية الكبيرة الموزعة في جميع أنحاء العالم وذات التأثير الكبير”.

أضاف: “كررنا بوضوح طوال اجتماعاتنا انه سيكون من الصعب جدا او حتى من المستحيل البدء بمشاريع جديدة جنينية في المكسيك (Start up) نظرا الى المسافات الطويلة التي تفصل قارتينا ومعرفتنا وخبرتنا المحدودة في هذا السوق ولكن نحن مهتمين بشدة في الاستثمار في رأس المال الشركات المحلية ذات الامكانات القوية، للعمل بالفعل في هذه السوق، ولخلق التآزر الإنتاجي ولدمج معرفتنا وخبرتنا مع هذه الشركات المربحة. وقد تم تشكيل لجنة ملاحقة وسيتم إرسال بشكل منتظم جميع العروض والفرص الاستثمارية في الشركات المكسيكية من جميع المناطق لدراستها بعمق.

من ناحية أخرى دعونا الشركات المكسيكية للاستثمار في رؤوس أموال الشركات اللبنانية ذات الإمكانات العالية والنمو المنتظم والتي يمكن أن تكون أيضا بمثابة منصة مثالية وبوابة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.

ولقد أكدنا ايضا أن اقتصاداتنا ومعرفتنا ليست تنافسية لأن الاقتصاد اللبناني هو اقتصاد متخصص مقارنة مع الاقتصاد المكسيكي الذي هو اقتصاد جماهري.
بعبارة أخرى، حددنا بشكل واضح علاقة تكامل لا علاقة تنافسية، في حين يجب تنفيذ التعاون المثمر والتآزر المنتج للنمو معا. علينا أن نعمل معا من أجل التطوير بشكل مستقل، مترابط أو مشترك. وخلال كل لقاءاتنا ذكرنا بأننا من أنصار الاقتصاد والأعمال الحرة، والإبداع، والتنمية الاقتصادية والتجارة بعيدا أي انتماء آخر.
وأكدنا في اجتماعاتنا أن لبنان مؤلف من 4 ملايين نسمة وهو بالتأكيد من أصغر الدول في المنطقة وحتى في العالم، لكننا بلد صغير ذي إمكانات كبيرة وضخمة، نحن بلد صغير لديه رجال أعمال من الأنجح في العالم، بلد يتعامل مع أكبر الدول وأكبر القارات. إن أعظم ثروة لدينا لا تكمن في الأرقام أو في الكميات انما في الجودة والكفاءة والربحية، والإبداع، والدراية، والأفكار، وإدارة الأزمات، والتكيف السريع، وفي العديد من المزايا الأخرى المعروفة والمعترف بها في جميع أنحاء العالم”.

وختم: “إن هذه الرحلة كانت ناجحة جدا على جميع المستويات، وسيتبعها العديد من الوفود الأخرى أو زيارات مختلفة. ينبغي لكل رجل أعمال متابعة العلاقات الثابتة عن كثب والاستفادة منها والبناء مرتكزا على البذور التي تم زرعها”.

ثم قدم درعا تقديرية للسفير، الذي ألقى كلمة شكر فيها زمكحل على ما قام به الوفد، وأشار الى انه منذ وصوله الى لبنان عمل على توثيق العلاقات الاقتصادية بين لبنان والمكسيك، “وكان الوفد قام بجولة في المكسيك مطلعا على القطاعات الاقتصادية الاساسية فيها ودور اللبنانيين في هذه القطاعات، وحققت الزيارة اهدافا كبيرة نظرا الى دور القطاع الخاص اللبناني”.