IMLebanon

السوق الصينية تقترب خطوة من المستثمرين العالميين

Shanghai-Stock-Exchange-China
جنيفر هيوز

عندما فتحت كل من شنغهاي وهونج كونج سوق الأسهم فيها على الأخرى لأول مرة في وقت متأخر من عام 2014، تم إطلاق أحد صناديق التحوط فقط للمراجحة بين التقييمات المختلفة التي تعرضها كل سوق بخصوص الشركات نفسها.

18 شهرا مرت، وقد أغلق هذا الصندوق واتسعت فجوة التقييم. لكن حتى مع تنامي القلق بشأن الكيفية التي ستوازن فيها الصين النمو مع حاجتها إلى العمل على كومة دينها التي لا تزال في ازدياد، يعتقد المستثمرون وشركات تزويد المؤشرات أن الاهتمام بتداول الأسهم الصينية في هونج كونج وفى البر الرئيسي الآن أكبر من أي وقت مضى – لدرجة أنه تم للتو إطلاق أول صندوق يتم التداول به في البورصة، وهو يقدم مراجحة مماثلة لمراجحة الصندوق الذي انهار.

تطوران يلوحان في الأفق يمكن أن يجلبا قدرا من الواقعية أكثر من ذلك بقليل إلى ما لا يزال إلى حد كبير فرصة نظرية، على اعتبار أن الأجانب بحسب معظم التقديرات يمتلكون فقط 2 في المائة من أسواق الأسهم الضخمة في الصين.

في الشهر الماضي كشف مؤشر مورجان ستانلي المركب عن خريطة طريق لإدراج شركات البر الرئيسي المدرجة فى مؤشراته القياسية في الأسواق الناشئة. وأشار استطلاع غير رسمي في أوساط المحللين إلى أنهم يعتقدون أن الاحتمالات تزداد في أن مزود المؤشرات بالتأكيد سيمضي في برنامجه قدما عندما يختتم مشاوراته في حزيران (يونيو).

أيضا في الأسابيع المقبلة، من المتوقع أن تؤكد السلطات تدشين رابط مباشر بين بورصتي هونج كونج وشينزن، ما يعمل على توسيع الشركات المتاحة عبر برنامج “تواصل الأسهم” الذي ضم شنغهاي والمستعمرة البريطانية السابقة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، وقدم للمستثمرين الدوليين أول وصول مباشر لهم إلى أسهم البر الرئيسي.

تسهيل عملية خروج ودخول المستثمرين إلى أسواق البر الرئيسي هو المفتاح لإدراج الصين في المؤشرات القياسية التي تتم متابعتها عالميا. ويقول مارك ميكبيس، رئيس مؤشر فاينانشيال تايمز راسل “إنها لم تعد مسألة إذا، لكن متى وكيف”.

وعرضت شركة تزويد المؤشرات في العام الماضي سلسلة من المؤشرات “الانتقالية” التي تتضمن ترجيحا متزايدا تدريجيا باتجاه أسهم البر الرئيسي، للسماح للمستثمرين من متتبعي المؤشر بضبط تعاملاتهم مع الصين بالوتيرة التي تناسبهم. وفي الوقت الحالي تمثل الأسهم الصينية “الفئة أ”، “التي تسعيرها بالرنمينبي” 5.9 في المائة من تلك المؤشرات.

وتتأكد فرصة – أو مخاطرة – الصين، إذا كانت أسهم البر الرئيسي المدرجة مشمولة بالكامل في مؤشرات الشركة، ما يجعل الصين تشكل 27.6 في المائة من مؤشر فاينانشيال تايمز للأسواق الناشئة على أساس الحصص الاستثمارية الممنوحة للأجانب.

إذا افترضنا أن تلك القيود أزيلت، عندها تقفز النسبة إلى 36 في المائة. وبالنسبة إلى مؤشر مورجان ستانلي المركب، إذا أدرجت الصين تماما، فإن شركات البر الرئيسى، جنبا إلى جنب مع المجموعات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، مثل علي بابا، ستمثل 40 في المائة من المؤشر الرئيسي للسوق الناشئة – الذي يتم تعقبه بصناديق تصل قيمتها إلى 1.5 تريليون دولار.

وتتمتع كل من “شنغهاي” و”شينزن” معا بقيمة سوقية تبلغ نحو سبعة تريليونات دولار، أي المرتبة الثانية بعد نيويورك. وعلى الرغم من انهيار الأسهم في العام الماضي، لا تزالان متقدمتين بشكل مريح على سوق طوكيو، التي تبلغ قيمتها خمسة تريليونات دولار. وانفتاح سوق الأسهم الصينية لا يمكن وصفه إلا بأنه فرصة – أو مخاطرة – لا تحدث سوى مرة واحدة في العمر.

يقول ماركو مونتاناري، رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في وحدة إدارة الأصول السلبية في “دويتشه بانك”، التي تعمل على إنشاء سلسلة من الصناديق التي تركز على الصين، بما في ذلك صندوق المراجحة آنف الذكر “الصين لا تزال تعتبر إلى حد كبير السوق التي تشتري منها أو تبيع فيها على أساس وضع الاقتصاد الكلي. لكننا نعتقد أن ذلك سيتغير مع مرور الوقت”. والاسم الكامل للصندوق هو DB x-trackers Harvest FTSE China AH 50 Index ETF. وهو يتتبع أداء أكبر 50 شركة في الصين، لكنه يسمح باختيار الأسهم من “الفئة أ” أو “الفئة هـ”.

وعندما فتحت شنغهاي وهونج كونج بورصتيهما على بعضهما بعض، كانت أسهم البر الرئيسي من “الفئة أ” وأسهم هونج كونج المدرجة من “الفئة هـ” تتداول تقريبا بالأسعار نفسها. الآن، وفقا لمؤشر بريميوم، من A-H ، التابع لمؤشر هانج سنج، أسهم “الفئة أ” أغلى سعرا بنسبة 30 في المائة. وإذا أدخلنا التقييمات، فإن الفجوة تتسع أكثر من قبل: مؤشر CSI 300 الصيني يتداول بمعدل 13 مرة ضعف الأرباح المتوقعة، ومؤشر الشركات الصينية في مؤشر هانج سنج، الذي يتألف من أسهم “الفئة هـ”، يتداول عند سبعة.

يقول مونتاناري “يحتاج المستثمرون إلى أن يدخلوا في تعاملات مع الصين ببعض المبالغ باعتبارها حركة تكتيكية، ثم تصبح حركة استراتيجية”.

وهو محق في أن الصين تتحول إلى استثمار استراتيجي، حتى لو أشارت فجوة التقييم إلى أنه لن يكون هناك تدافع عند فتح رابط شينزن، أو إذا غير مؤشر مورجان ستانلي نظامه. ولكن كل هذه التحركات، وكل إطلاق لصندوق جديد، يجلب الصين خطوة أقرب إلى المستثمرين العالميين. الآن نتمنى لو كان بإمكان كل مفكر تكتيكي معرفة أي من الاستراتيجيات سيطبق.