أعلنت مجموعة “اتش اس بي سي” المصرفية العملاقة تراجع أرباحها بواقع 14 في المئة خلال الربع الأول بعد “مستويات شديدة من الاضطراب” في الأسواق المالية في بداية العام الحالي.
وسجلت أرباح “اتش اس بي سي” قبل الضريبة 6.1 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة حتى مارس / آذار مقابل 7.1 مليار دولار العام الماضي.
لكن المحللين توقعوا انخفاضا حادا بصورة أكبر في أرباح البنك.
وقال ستيوارت غاليفار المدير التنفيذي لاتش اس بي سي إن البنك تمتع “بالمرونة في ظل أوضاع صعبة في الأسواق”.
وتراجعت الأرباح المعدلة قبل الضريبة من بينها تأثيرات العملة والنفقات غير المتكررة بواقع 18 في المئة لتسجل 5.4 مليار دولار.
خفض الوظائف
وألغى “اتش اس بي سي” نحو ألف وظيفة حول العالم خلال هذه الأشهر الثلاثة، ليصل إجمالي عدد موظفيه إلى 254 ألفا و212 موظفا عبر 71 دولة وإقليما يعمل فيها البنك.
وقال غاليفار إن البنك واثق من تحقيق هدفه بخفض التكلفة بقيمة خمسة مليارات دولار بحلول نهاية عام 2017.
وقال المحلل المصرفي المستقل فرانسيس كوبولا إن “مصرف اتش اس بي سي على الأرجح سيشهد مزيدا من خفض الوظائف” عقب تراجع الأرباح.
لكنه أشار إلى أن هذه النتائج “ربما كانت ستصبح أسوأ” في ظل الاضطرابات التي ضربت أسواق المال بشدة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من هذا العام.
أوضاع صعبة
وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2015، مني “اتش اس بي سي” بخسائر قيمتها 858 مليون دولار، لكن تراجع مستويات الامتثال وتكاليف الضرائب المصرفية في بريطانيا ساعدت البنك في العودة لتحقيق الأرباح في الربع الأخير.
وبلغت الإيرادات المعدلة للبنك خلال الربع الأول 13.9 مليار دولار، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة أربعة في المئة مقابل نفس الفترة من العام الماضي.
وقال البنك إن توسع نشاطه في آسيا اكتسب زخما “بالرغم من البيئة الصعبة في ظل زيادات في حصة السوق من أسواق رأس المال المدين، وأنشطة الدمج والاستحواذ في الصين والإقراض المشترك”.
ويوجد مقر “اتش اس بي سي” في بريطانيا منذ عام 1993، لكنه يحقق معظم إيراداته في الخارج، وتمثل آسيا الجانب الأكبر من أرباحه.
وأسهم البنك مدرجة في لندن وباريس ونيويورك وهونغ كونغ، وارتفعت أسهمه في لندن واحد في المئة في التعاملات المبكرة.
أرباح الأسهم
وقبيل الإعلان عن نتائج أنشطة البنك، كان محللون حذروا من أن “اتش اس بي سي” ربما يشهد نهاية لارتفاع قيمة أرباح أسهمه المتصاعدة.
لكن البنك أبقى على هدفه لقيمة أرباح الأسهم المتصاعدة، وظلت قيمة أرباح الأسهم ثابتة عند معدلاتها من نفس الفترة العام الماضي والتي بلغت 0.10 دولار.
وأعلن البنك أيضا أن صفقة بيع وحدته في البرازيل لمجموعة بانكو براديسكو المصرفية العملاقة مقابل 5.2 مليار دولار حصلت على موافقة أولية من جهات تنظيم المنافسة.
اضطراب في الأسواق
وأعلن بنك “يو بي اس” السويسري تراجعا حادا في إيراداته خلال الربع الأول من العام، إذ تراجعت أرباحه قبل الضريبة 64 في المئة على أساس سنوي إلى 978 فرنك سويسري.
وأشار يو بي اس إلى “الاضطرابات الكبيرة” في الأسواق كأحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التراجع بالإضافة إلى حالة عدم اليقين الأوسع على المستوى الاقتصادي والجيوسياسي.
لكن بنك “بي ان باريبا” الفرنسي أعلن ارتفاع إيراداته بواقع 3.4 في المئة في الربع الأول قبل الضريبة لتسجل 2.6 مليار يورو.