إلتقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي، في حضور المستشار أغوب قيومجيان، وكان اللقاء مناسبة، تم خلالها تبادل الآراء حول “كيفية التعاون والشراكة في تقاسم الأفكار والرؤى بين الأمم المتحدة وغرفة طرابلس ولبنان الشمالي، تجاه المشاريع الإنمائية التي من شأنها تفعيل المرافق الحيوية في طرابلس، والدور الذي ستلعبه المدينة ومناطق الجوار في إعادة إعمار سوريا والعراق في المستقبل الذي نود أن نراه قريبا”.
دبوسي
زود دبوسي كاغ ب-“كافة المعطيات الواقعية التي تشكل نقاط قوة لإطلاق ورشة إنماء طرابلس وتأهيل مختلف بناها التحتية ومشاريعها لتقوم بالدور الذي ستلعبه حكما على المستويين اللبناني والعربي، وتأتي في الدرجة الأولى المنطقة الإقتصادية الخاصة، كمشروع إستثماري واعد، ويشهد ورشة ردميات لمساحات واسعة للمنطقة البحرية القريبة من مرفأ طرابلس، وتبقى الخدمات التحتية، وهي المرتكزات المساعدة على إنجاز المرحلة الأولى الأساسية في المشروع، والتي لم يتم تلزيمها لغاية الآن تحتاج الى مبلغ إستثماري يقارب 25 مليون دولارا أميركيا”.
وقال: “هناك ملفات أخرى تساهم في توفير فرص عمل مختلفة، وغرفة طرابلس تدعم بشكل متواصل تطلعات الإنماء وتقف الى جانب الدولة بكل وزاراتها وإداراتها ومؤسساتها، وتلعب دور محوري في تدعيم ركائز إقتصادنا الوطني، ونحن ندير الأمور بعقلية القطاع الخاص، الذي يتمتع بحركة أوسع بكثير من القطاع العام الذي نعلم جميعنا الظروف العامة التي يمر بها لبنان، ولقد وضعنا كما بات معلوما كل قدراتنا بتصرف مشروع المنطقة الإقتصادية الخاصة لإنجاحه، وكذلك نلتفت للتعاون مع مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي رئيسا وأعضاء لوضع خطط لمعارض متخصصة بمواد البناء وخلافها من المتطلبات الإعمارية الأخرى التي تحتاجها سوريا في المرحلة اللاحقة”.
اضاف: “نسعى الى إقامة محطة مركزية لتوليد الطاقة المتجددة ونضعها على سطح إحدى أبنية معرض رشيد كرامي لمداه الواسع والرحب، بالتعاون مع الوزارات المختصة وبإمكان سعادتك أن تتلمسي خطواتنا كقطاع خاص، لأننا مؤمنين تماما أن لا إزدهار دون دور فعلي وحقيقي وحيوي للقطاع الخاص في طرابلس وكل لبنان، وبالرغم من هذه القناعة، فإننا نقف دائما الى جانب الدولة لأننا نريدها قوية وحاضرة في كل شيء ولأننا لا يمكننا الإستغناء عنها وعن مؤسساتها وعن تشريعاتها الناظمة بالرغم من أن الروتين في القطاع العام هو المعوق الأساسي لتطلعات القطاع الخاص، وأي مشروع يبادر الى طرحه القطاع الخاص يلاقي الكثير من التسويف والمماطلة بفعل الروتين البطىء الذي يتسم به عمل القطاع العام”.
وتابع: “نحن في الحقيقة سعادة المنسقة، نريد أن نفكر معا ونحن نتطلع الى الشراكة ونحن نتمتع بجهوزية كاملة كممثلين للمصالح العليا للقطاع الخاص للتعاون مع المظلة المعنوية الكبرى التي توفرها لنا هيئة الأمم المتحدة والتي تمثلون، ونحن لا بد لنا من توجيه أسمى آيات شكرنا لإهتمام المجتمع الدولي بلبنان وبكل مناطقه ومرافقه، وأعود وأشدد على التفكير معا والتعاون في شتى المجالات، لإحداث نقلة نوعية في عملية تأهيل طاقات مواردنا البشرية والأيدي الماهرة من خلال التعليم والتدريب وتشكل بمجموعها أدوات إستثمارية فعلية نضعها لدعم مشاريع التنمية المستدامة”.
وخلص دبوسي الى “إظهار دور غرفة طرابلس في الحياة الإقتصادية من خلال سلة مشاريعها ومساهماتها في تطوير حركة الإقتصاد اللبناني، سواء أكانت حاضنة الأعمال ممثلة بمديرها العام السيد فواز حامدي، والدائرة التجارية والعلاقات العامة في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي ممثلة برئيستها الأستاذة ليندا سلطان والمنطقة الإقتصادية الخاصة ممثلة بمستشارها المهندس حسان ضناوي”.
كاغ
من جهتها، أكدت كاغ “رغبة الأمم المتحدة في أن ترى حركة واسعة في تفعيل المرافق الحيوية في طرابلس، بغية توفير فرص عمل للشباب”، معتبرة أن “المدينة لها أهمية تاريخية كبيرة، وتمتلك فرص متعددة بإتجاه التنمية الإقتصادية، بالرغم من أننا ننظر الى المناطق اللبنانية نظرة واحدة متساوية، ونتطلع الى خطة للتنمية خلال الأربع أو الخمس سنوات المقبلة، والأمم المتحدة موجودة في لبنان منذ سنين عدة، للعمل فيه بالتعاون مع الحكومة والمساهمة في تنفيذ مشاريع انمائية يستفيد منها كل الشعب اللبناني، ولكن المشكلة القائمة في لبنان هو التأخر في إنتخاب رئيس للجمهورية طالما طالبت الامم المتحدة بانتخابه بشكل عاجل، ليتكمن المسؤولون فيه من اتخاذ القرارات المفيدة لشعبهم”. وختمت: “نؤيد كل الجهود والحوارات التي تجري للوصول الى حل سريع لمسألة الرئاسة”.
ومن ثم زارت كاغ مختلف مشاريع الغرفة، حيث إستمعت الى شروحات تناولت المهام التي تقوم بها حاضنة الأعمال/البيات، ومختبرات مراقبة الجودة ومركز التعليم المستمر لأطباء الاسنان، مثنية على “الدور المميز الذي تقوم به غرفة طرابلس تجاه المجتمع الإقتصادي اللبناني”.