كتب رضوان عقيل في صحيفة “النهار”: تلتقي اللجان النيابية المشتركة الاثنين المقبل ويرجح انعقادها برئاسة الرئيس نبيه بري مما سيسلط عليها المزيد من الضوء، وان كان كثيرون لا يتوقعون اتفاق الافرقاء على قانون للانتخابات قبل التوصل الى انتخاب رئيس الجمهورية الذي يبقى باب القصيد السياسي.
ولفتت معاودة العونيين التذكير بمشروع قانون ” الأرثوذكسي” وقولهم انهم لن يتخلوا عنه، لا سيما بعد تنصل “القوات اللبنانية” من الالتزام به. وبقي هذا المشروع في حضن العونيين يلوحون به من جديد في وجه اي مشروع لا يوافقون عليه في اللجان ويطلبون انتقاله الى الهيئة العامة وإدراجه في جدول هيئة مكتب المجلس التي لا ينادي أي عضو فيها بـ”الأرثوذكسي” لا بل ان احد الاعضاء يخاطب العونيين بالقول ” كفوا واستريحوا، فهذا المشروع اصبح في كاراج المجلس ولن يبصر النور”.
ويدافع العونيون عن مشروعهم ولاسيما بعد تجاوزه اللجان واقراره فيها. وعندما لمسوا انه لن يكون من ضمن المشاريع الأربعة من اصل الـ 17 بعد ” التصفية” عمدوا الى رفع بطاقتهم الحمراء من اجل إبقاء “ربط النزاع” حوله. ولا شيء يضمن للمتحمسين لهذا القانون ان يضعه بري بالاتفاق مع هيئة المكتب في الجدول، لكنهم يرون ان مشروعهم أصبح ملك الهيئة العامة التي في امكانها ان تصدق عليه او ترده.
إلا أن دون ذلك حواجز عدة. وقد لاحظ العونيون ان كتلا أبرزها كتلة “القوات” تعمل من أجل مشروع قانون “المختلط” ولا سيما المشروع الذي قدمته و”تيار المستقبل” والحزب التقدمي الإشتراكي الذي لا يبدي الحماسة المطلوبه حياله، ويتهمه خصومه بأنه وافق عليه من اجل سحب “القوات” من “الأرثوذكسي”.
وشعر العونيون بالريبة حيال احتمال إبقاء “المختلط” وحده وحصر النقاش فيه واسقاط كل الاحتمالات والمشاريع الأخرى، ويشاركهم في هذا الرأي – بحسب قولهم – حزب الكتائب و”حزب الله”. وهم توجسوا من قول النائب جورج عدوان انه سيفضح من يعمل على إبقاء قانون الستين.
ولذلك كان الرد العوني لدرء إمكانية وقوعه في فخ ينصب له، انه يضع قانون الانتخاب في مرتبة انتخاب رئيس الجمهورية وان الاتفاق على مشروع في اللجان من دون موافقتهم لن يمر، اذا جرى تجاوزهم، وإن بالتصويت.
وإذا حصل إجماع في اللجان المشتركة فتحل المشكلة، اما اذا كان التوجه نقيض ذلك فيعني أن الامور باقية على حالها، ولذلك طالب العونيون بوضع “الأرثوذكسي” في جدول الاعمال وان يحتل الرقم واحد قبل الانتقال الى المشاريع الاخرى.
وهل من أمل في السير بهذا المشروع المثير للجدل؟ يرد نائب عوني هنا بالحرف الواحد: “نريد ان ندفع “القوات” وكل العالم ثمن المشروع بالسياسة، ولن نقبل بإمرار قانون غصبا عنا، علما اننا لم نقفل من جهتنا باب النقاش على “المختلط” بشرط ان يكون ذلك في اطار التفاهم “.
ويدعو “التيار” حزب “القوات” الذي يرفض العودة الى “الأرثوذكسي” للاتفاق مع العونيين على “المختلط” ولكن “ليس على اساس المشروع الذي قدمته و”المستقبل”. وهو يعتقد ايضا ان “مختلط الرئيس بري ” اكثر عدالة في مساواته بين الجميع بتوزيع النسبي والاكثري وينسجم في المعايير”.
كما أن أي نتيجة خارج الإجماع” لن تمر عندنا”. ويرد التهمة على الآخرين بأن “التيار لا يتمسك بالستين”.
في اختصار يرفض العونيون تشليحهم ورقة “الأرثوذكسي” والتخلي عنه ويتحدثون باطمئنان هنا عن وقوف “حزب الله” بجانبهم في هذا المشروع”اذا استمررنا فيه”. ويقولون ردا على “القوات”: “إذا كانوا يريدون عدم مشاركتنا في الإجماع وتجاوزنا وعدم الوقوف على رأينا في اللجان فلا مانع لدينا في أن نحشرهم. وليتحمل معارضو “الأرثوذكسي” تبعة إحراقه وإسقاطه بالتصويت”. ويلخصون الموقف بالقول إن “المطلوب التوصل الى اتفاق في اللجان، واذا لم نكن جزءا من هذا الإتفاق فاننا نتمسك بالقانون الأرثوذكسي، وهو لا يزال حيا يرزق، ولن يدفن ويموت إلا إذا سحبناه بإرادتنا”.
وفي ضوء هذا الموقف يمكن استنتاج أن إعادة طرح “الارثوذكسي” تشكل أول “فيتو” في اللجان المشتركة التي ستشهد “فيتوات” متبادلة ولن تتمكن من التوصل الى قانون. ليس في القريب العاجل على الأقل.