إلهام شمّا
قد تشمل الأعياد والمناسبات العامة جميع المواطنين من كافة الشرائح والمناطق لكنها لا تشمل أعمالهم بالضرورة، الأمر الذي يجعل من «العيد» عند كثيرين منهم مجرد يوم كباقي أيام السنة يعملون فيه لساعات طويلة دون أي بدل مالي إضافي أو تعويض عن حرمانهم حقهم «بيوم عطلة» تفرضه الدولة في أيام الأعياد. فماذا عن الأعياد الأخيرة؟ وأين حقوق العامل في أيام الأعطال؟
مهن لا تنام
في عيدي العمال والفصح، أي الأيام الأولى من الشهر الجاري، أغلقت المؤسسات العامة والخاصة أبوابها، ونال العاملون بها حقهم بالراحة والإحتفال، بعد أن أُعلن يوم عطلة رسمية في لبنان والعالم، ومع ذلك بقيت هناك مهن مشرعة أبوابها لجميع الزبائن، عاملة، ساهرة، ومتعبة من عملها من أجل تأمين لقمة العيش أولاً وراحة الزبائن وتأمين كامل طلباتهم ثانياً.
ومن تلك المهن، مهنة الحلاقين ومصففي الشعر، الصيادلة، الممرضين والممرضات، محلات الثياب والأحذية، محلات الهاتف وتشريج الخطوط، المطاعم والمقاهي ومحلات «السناك»، وغيرهم وغيرهم…
العمال المهدور حقهم
يقول العامل في محل لبيع الثياب، بلال: «بمناسبة عيد العمال، طلب مني صاحب العمل بأن أداوم بعملي مثل الأيام العادية، ولكنني رفضت لأنه هو يوم عطلة رسمية كما هو معترف به، فأمرني بأن أقوم بفتح المحل صباحاً وإنهاء الأمور المهمة في المحل كالتنظيف وترتيب البضاعة ومن ثم سيأتي صاحب العمل ويستلم العمل عني، وأذهب أنا لأرتاح بقية اليوم».
ويتابع: «هكذا حصل، عملت لمدة ساعة واحدة فقط، وبعدها أتى ليعمل مكاني بقية اليوم».
ويختم: «ففي وقت كان فيه أغلب العاملين غارقين في نوم عميق، استيقظت باكرا وذهبت للعمل، هي ساعة واحدة نعم، ولكن كان من حقي أن أرتاح فيها كغيري من العمال الآخذين عطلة».
من جهته، اعتبر العامل محمد في مهنة الحلاقة، أن هذا اليوم هو كباقي الأيام العادية التي يعمل بها الحلاقون، وأن الأوامر تأتي من صاحب العمل فليس باستطاعته إغلاق المحل والتعطيل.
ويقول: «بين أن آخذ يوم عطلة على حسابي أو أن أداوم في عملي، اخترت طبعا الدوام، فنحن بحاجة ماسة الى كل قرش نأخذه من أجل تأمين لقمة العيش ومستلزمات المنزل والأولاد».
ويضيف: «كما أن في مهنتنا، أحيانا يأتي الزبائن ذوو الأحوال المادية الجيدة، ويعطوننا بالإضافة الى أجرة يدنا، «البخشيش»، فلا يمكننا في يوم يكثر فيه توافد الناس من أجل الحلاقة، أن نقفل المحل ونحرم أنفسنا من فرصة الحصول على «البخشيش».
أحمد يعمل في محل لبيع الهواتف وتشريج الخطوط، يتحدث عن سبب تواجده في العمل في يوم العطلة الرسمية ويقول: «الناس تريد تشريج خطوطها، تريد تشريج دولارات، لا يمكننا إغلاق المحل، من أجل عيد للعمال المهدور حقهم في كثير من الأمور ومنها تدني الأجور».
أما محمود صاحب معمل لصباغة الجلود، يقول: «المحل باب رزق لنا، فإن أغلقت المحل أنا والعمال معي، سنخسر الكثير من الزبائن».
ويتابع: «الكثير من الزبائن تؤجل أعمالها لأيام العطلة، كشراء الثياب، أو تصليح عطل في المنزل أو في السيارة، وكذلك كصباغة كراسي السيارة الجلدية ورتيها، ففي مثل هذا اليوم يعتبر الكثير أنه يوم مناسب لقضاء الحاجات المؤجلة».
يوم عطلة أو يوم عمل، يبقى القرار في أيدي أصحاب العمل، فإما أن يختارونه يوماً للاسترزاق، أو أن يختارونه يوم راحة لهم ولعمالهم أو على الأقل يوم راحة لعمالهم الذين يعملون بجهد كبير طيلة ايام السنة.