Site icon IMLebanon

العبور إلى المكسيك

mexico
«نبحث عن شراكات في مشاريع قائمة في المكسيك، ونروّج للشراكة المكسيكية مع شركات قائمة في لبنان». هذه خلاصة الزيارة التي قام بها وفد من تجمّع رجال الأعمال إلى المكسيك أخيراً، كما عرضها رئيس التجمّع فؤاد زمكحل امام الصحافيين. وهي تعبّر عن رغبة رجال الأعمال في التوسّع بعيداً من السوق اللبنانية الضيّقة

على مدى ثمانية أيام، قام وفد من تجمّع رجال الأعمال برحلة استكشاف اقتصادي واستثماري في المكسيك. ضم الوفد عاملين في مجالات التجارة والصناعة والسياحة والاتصالات والتكنولوجيا والعقارات والمواد الغذائية وغيرها… أما الهدف فهو البحث عن مشاريع واستثمارات جاهزة.

السبب يعود إلى كون الاستثمارات الجديدة غير مجدية في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية. «لهذا كان واضحاً لدينا أن رجال الأعمال المكسيكيين لا يبحثون عن مشاريع جديدة، فيما لا يبحث رجال الأعمال اللبنانيون عن مشاريع جديدة أيضاً».
صعوبة أو استحالة البدء بمشاريع جديدة في المكسيك (Start up) يعود إلى المسافات الطويلة التي تفصل القارتين، ونقص المعلومات عن هذه السوق، «لكننا مهتمون بشدة بالاستثمار في رأس مال الشركات المحليّة ذات الامكانات القوية، للعمل بالفعل في هذه السوق، ولخلق التآزر الإنتاجي ولدمج معرفتنا وخبرتنا مع هذه الشركات المربحة. وتم تشكيل لجنة ملاحقة سترسل بشكل منتظم جميع العروض والفرص الاستثمارية في الشركات المكسيكية من جميع المناطق لدراستها بعمق».
استناداً إلى ذلك، كان الهدف واضحاً أمام تجمّع رجال الأعمال: البحث عن علاقة ربح لطرفي هذه المعادلة؛ «رجال الأعمال اللبنانيون بحاجة الى رجال الأعمال المكسيكيين للتوسّع والاستقرار في هذه السوق العظيمة لأميركا اللاتينية، فيما يحتاج رجال الأعمال المكسيكيون إلى نظرائهم اللبنانيين للتطور في منطقة الشرق الأوسط».
وضوح الرؤية والتخطيط للزيارة بالتعاون مع وكالة الاستثمار في المكسيك، أديا إلى نتائج إيجابية. فبحسب المعطيات المتداولة، سيوقّع عدد من رجال الأعمال اللبنانيين، قريباً، عقود شراكة للتوسّع في المكسيك في مجالات الألبسة الرياضية والصناعات الغذائية، وفي مجال العقارات أيضاً.

لكن لماذا المكسيك؟ الإجابة تبدأ في الرحلات التي قام بها تجمّع رجال الأعمال إلى دول الخليج ثم إلى دول أفريقيا وغيرها بحثاً عن فرص استثمارية… اليوم أصبح الخليج يعاني من أزمة اقتصادية سببها انخفاض أسعار النفط فضلاً عن الأزمات الأمنية والسياسية، فيما أفريقيا تعيش هواجس مختلفة نسبياً… «الجالية اللبنانية موجودة أيضاً في المكسيك وهي قويّة وكبيرة ويمكننا التعاون مع أفرادها. اما اقتصاد المكسيك فهو اقتصاد جماهيري ينطوي على الكثير من الفرص والنموّ مع قاعدة سكانية تبلغ 120 مليون نسمة. لماذا لا؟». ويضاف إلى ذلك الإصلاحات التي قامت بها السلطات المكسيكية لتعزيز تنمية القطاع الخاص، وجذب المستثمرين: «إنهم يسعون لاستقبال وتشجيع كبار رجال الأعمال وأصحاب المشاريع والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم. هناك انفتاح على القطاع الخاص، علماً بأن المكسيك بوابة مميّزة لقارة أميركا اللاتينية نحو الولايات المتحدة الأميركية». ويشير زمكحل إلى البنية التحتية المتطورة في المكسيك، فضلاً عن «تنظيم ورؤية القطاع العام، ودينامية واستراتيجيات القطاع الخاص».
وإضافة إلى اللقاءات الجماعية، نظّم كل عضو من اعضاء الوفد لقاءات خاصة ثنائية مع اشخاص ينتمون الى القطاع المعني به. ولم يغفل الوفد عن زيارة «المركز اللبناني» CENTRO LEBANESE الضخم. «لم يشعر المغتربون اللبنانيون أنهم في بلد غريب أو أنهم اقتُلعوا من بلدهم لأنهم قاموا بكل فخر ببناء لبنان ثان في كل من البلدان المضيفة لهم، في حين قام البعض من المسؤولين السياسيين لدينا بتدمير كل ما تبقى من بلدنا الفقير».