IMLebanon

“المستقبل” ينتظر نتائج بيروت ليُقرّر في طرابلس؟

tripoli

 

كتب أنطوان عامرية في صحيفة “الجمهورية”:

تترقّب القوى الطرابلسية المفاوضات بين القوى السياسية الأساسية في المدينة، والتي تتأرجح ما بين التوافق أو الذهاب الى معركة “تحديد أحجام” كما يصفها البعض.

وتلفت مصادر مواكبة للقاءات الطرابلسية إلى أنّ “الفيتوات المتبادلة تعطّل التوافق على سلة أسماء لرئاسة المجلس البلدي، والتي انحصرت بثلاث شخصيات، هي: عبد الرحمن الثمين، عزام عويضة ورجل الأعمال عمر الحلاب. ما يؤشّر الى احتمال وصول هذه المفاوضات الى طريق مسدود، وبالتالي تشكيل لوائح متنافسة قد تصل الى أربعة”.

وتتحدّث مصادر قريبة من الرئيس نجيب ميقاتي عن “استعدادات لدخول السباق الإنتخابي بلائحة مدعومة من تيار “العزم” والوزير السابق فيصل كرامي برئاسة المهندس عزام عويضة يفترض بها أن تنافس اللائحة المدعومة من وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي والتي يقال إنّها ستكون برئاسة عضو المجلس البلدي الحالي أحمد قمر الدين وعضوية مجموعة من نشطاء المجتمع المدني، إضافةً الى ممثلين عن مختلف عائلات أحياء طرابلس”. من جهتها، تؤكّد مصادر قريبة من ريفي رفض المحاصصة الحالية ودعمه لائحة المجتمع المدني.

أمّا في المقلب الآخر من الصورة، فتبرز حركة هيئة الطوارئ لمدينة طرابلس التي أعلنت باكراً عن تشكيل نواة لائحة “إنقاذ طرابلس” تاركةً المجال لاستكمالها من مختلف أطياف المجتمع المدني وفاعليات المدينة. كما برزت خلال هذا الأسبوع لائحة “خلاص طرابلس” التي تضمّ مهندسين ومحامين.

بدورها، لا تستبعد “الجماعة الإسلامية” والقوى السلفية تشكيل لائحة خاصة بها في حال تمّ استبعادها من التوافق السياسي على الإستحقاقين البلدي والاختياري، وقد ألمحَ غير مرّة الى هذا الخيار مسؤول “الجماعة” في طرابلس إيهاب نافع.

“المستقبل”

إكتمال المشهد الإنتخابي في طرابلس والميناء لا يتم إلّا بتظهير الموقف النهائي لتيار “المستقبل” الذي ما زال حتى الساعة غير واضح، وهذا ما يفسره المراقبون إمّا باتجاه الغموض التام بهدف مفاجأة الخصوم والمنافسين أو ترقّب نتائج انتخابات بيروت والبناء عليها.

فإذا ما نالت “لائحة البيارتة” أكثرية مريحة سيكون التيار الأزرق في موقع القوة بفرض شروطه على التوافق الطرابلسي، أمّا إذا جاءت النتائج مخيبة للآمال فستعود الأمور بحسب تقديرات المراقبين الى كنف ميقاتي حيث سيخلي “المستقبل” الساحة لصدام انتخابي بين ميقاتي وريفي ولوائحهما، تاركًا حرية الاقتراع لقاعدته الإنتخابية مع تحفّظ في أوساطه على التحالف مع ميقاتي في مواجهة ريفي الذي يعتمد في قاعدته الجماهرية على أجواء الحريري في طرابلس، ما يضع “المستقبل” وميقاتي في الزاوية، ويعطي لريفي هامشًا واسعًا للمناورة وفرصة لإثبات الحضور وتحديد الأحجام ليس في وجه ميقاتي بقدر ما هو في وجه تيار “المستقبل”.

وتوازيًا، مع هذا الحراك والغموض، تنشط اللقاءات المسيحية الموسّعة التي بدأت من دارة النائب روبير فاضل بمشاركة الفاعليات السياسية والروحية الأساسية المسيحية بالتأكيد على التمثيل الصحيح للمسيحيين في المجالس البلدية لطرابلس والميناء والاتفاق على الشخصيات التي ستقترح لهذا التمثيل. علمًا بأنّ موقع نائب الرئيس في المجلسين هما من حصة المسيحيين ضمن العرف السائد والتوافق بين مرجعيات المدينتين.

أمّا إختياريًا، فقد سجّلت حركة ناشطة للترشيحات كان البارز فيها الترشيحات النسائية للمخترة وهي ظاهرة مستجدة في مدينة طرابلس والميناء، وأوّل اللوائح الإختيارية التي باتت واضحة في الميناء تضمّ ميشال روحانا، هدى كردي، سمير الدباغ، محمود حلبي، بلال يوسف، غسان الجمك، رامي دبس، ياغي سارابونيان، وطلال حداد، في وجه لائحة يتمّ تشكيلها عُرف منها المختاران ميلاد حلبوتي، وعبد الله البقة، وقد بدأت صور المرشحات والمرشحين بلدياً واختيارياً تنتشر في الأماكن العامة وعلى زجاج السيارات كما نشطت الحملات الترويجية على وسائل التواصل الاجتماعي وضمن برامج الإذاعات والصحف المحلية.

أمّا الناخبون في طرابلس الذين يفوق عددهم الـ199 ألفاً فسيتوزعون على 295 قلم اقتراع بلدي و295 قلماً اختيارياً موزعين على 38 مركز اقتراع، فيما الناخبون في مدينة الميناء الذين يفوق عددهم الـ38 ألفاً سيتوزعون على 67 قلم اقتراع بلدي و69 قلماً إختيارياً.