Site icon IMLebanon

كيف تجعلون عاداتكم الصحية الجديدة ثابتة؟

 

 

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

إذا كنتم تخطّطون لتحويل عاداتكم البدنية، فإنكم على الأرجح تعلمون أنّ بلوغ الإتساق قد يكون عملاً صعباً، ويبقى دائماً من السهل إيجاد أيّ عذر للبقاء في السرير أو على الأريكة. لكن كيف تنجحون في التأقلم مع الخطوات الصحّية الجديدة والتزامها مدى الحياة؟

سنعرض لكم اليوم أبرز نصائح الخبراء لجعل أي أسلوب جديد جزءاً ثابتاً ودائماً في حياتكم:

وضع خطة شخصيّة

من المهمّ تصميم خطة مضمونة في وقت سابق بدلاً من بدء أي مسعى جديد غير محضّر له. فلقد أظهرت الأبحاث أنّ هذه الخطوة فعّالة جداً، أبرزها تلك التي أجراها البروفسور ريتشارد وايزمن من «University of Hertfordshire» في المملكة المتحدة الذي تعقّب 5000 شخص يحاولون تنفيذ قراراتهم للسنة الجديدة. وقد توصّل إلى أنّ الذين لم يضعوا أي خطة وجدوا صعوبة أكبر في بلوغ أهدافهم.

إذا أردتم ممارسة الرياضة بثبات، ضعوا جدولاً لذلك أو انضمّوا إلى أي صفّ أسبوعي يستهويكم. أما إذا رغبتم بتعزيز استهلاك وجبات صحّية محضّرة في المنزل بدلاً من تناول الغداء في المطعم، فجهّزوا أطباقكم في الليلة التي تسبق الذهاب إلى العمل. مهما كانت أهدافكم، إحرصوا على وضع خطة لها تكون منطقيّة ومتلائمة مع نمط حياتكم.

التركيز على هدف واحد

من المرجّح أن تكون لديكم لائحة طويلة من العادات التي تريدون تعديلها، مثل خفض استهلاك الوجبات السريعة، وممارسة الرياضة يومياً، والنوم باكراً… إلّا أنّ العمل عليها كلّها في آن قد يعرّضكم للفشل.

إذا حاولتم تغيير كل شيء يزعجكم في وقت واحد، فإنّ ذلك يميل حتماً إلى زعزعة الإستقرار. وبدلاً من ذلك يُنصح بالتركيز على عادة واحدة في الشهر. قد يبدو الأمر شاقّاً لتغيير مجموعة عادات خلال عدة أشهر، لكن إذا كان التعديل مهمّاً لكم فإنه سيؤثّر بشكل كبير في حياتكم.

التذكير بالهدف

إنّ وجود دافع هو عامل أساسي عند محاولة تغيير أي سلوك بطريقة فعّالة. لمزيد من التشجيع والدافع، إسألوا أنفسكم لمَ تريدون إجراء هذا التعديل في المقام الأول؟ التفكير في الأهداف والنتائج البعيدة المدى التي ستحققونها يوماً يساعدكم على منحكم القوّة لإجراء حصّة الرياضة، خصوصاً عندما تشعرون بأنكم على وشك الاستسلام.

تأكّدوا من أنّ ما تحاولون تغييره هو أمر ترغبون فعلاً بلوغه، وليس شيء تشعرون أنّ من واجبكم القيام به. أنتم أقلّ احتمالاً لتحقيق أي تغيير إذا كنتم لا تريدونه أو لا يتوافق مع اهتماماتكم.

قوّة الإرادة لا تكفي

أظهرت الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يملكون أكبر قوّة إرادة هم الأكثر عرضة لأن يستسلموا للإغراء لأنهم يفشلون في تنبؤ متى وأين ولماذا سيَستسلمون. بدلاً من الاعتماد فقط على قوّة الإرادة، خذوا في الحسبان كل العقبات التي قد تواجهكم وتعرّفوا إلى سُبل الوقاية منها. في النهاية الإنسان معرّض للنكسات والأخطاء.

خلال العطلة

إذا أردتم التمسّك بعادة جديدة أو حتى التخلّص من نظيرتها القديمة، إبدأوا ذلك عندما تكونون خارج روتينكم الطبيعي. وجد العلماء أنّ تشكيل عادة جديدة أثناء العطلة يُعتبر من أهمّ الطرق الناجحة والمُثبتة لتحقيق ذلك، والسبب يعود إلى التواجد في بيئة مختلفة كلّياً عن تلك المُعتاد عليها في المنزل. ما يعني أنّ كل المنبّهات والمكافآت القديمة لم تعد هناك بعد الآن. من خلال ذلك تملكون القدرة على تشكيل نمط جديد والأمل في التمسّك به مدى الحياة.

الضغط المناسب

إذا أردتم التمسّك بعادة معيّنة، إحرصوا على إيجاد أشخاص يدعمونكم، أو مشاركة أهدافكم مع أصدقائكم لمساعدتكم على البقاء في المسار الصحيح. واحدة من أفضل الوسائل لبناء العادات الجيّدة والسعادة بشكل فعّال ومُسلّ، هي الإنضمام إلى مجموعة ليس بالضرورة أن يعمل أفرادها على الأهداف ذاتها، إنما يكفي أن يحاسبوا بعضهم البعض ويتحمّلوا المسؤوليات.

ضمان السعادة

توصّلت الدراسات إلى أنّ الدماغ يكون أكثر إنتاجية بنسبة 31 في المئة عندما يكون في حالة إيجابية، وهذا يعني أنه يعمل بشكل سيئ عندما يكون مُحايداً أو متوتراً. يعمل الناقل العصبي “الدوبامين”، الذي يفيض في الجسم عندما تغمره المشاعر الجيّدة، بطريقتين: فهو لا يمنح الإنسان سعادة أكبر فحسب، إنما أيضاً يشغّل كل مراكز التعلّم في الدماغ ويسمح بالتكيّف مع العالم بطريقة مختلفة.

عندما تأخذون أي تحدّ جديد، مثل الإتساق أكثر مع عادة بدنية جديدة، تميلون أكثر إلى إنجاح ذلك إذا تحلّيتم بعقليّة إيجابية. إنّ زرع السعادة أثناء تواجدكم في خضمّ الصراعات، والعمل، والمدرسة، والوحدة، والبطالة، تزيد فرَص بلوغ كل الأهداف التي تسعون إليها.