كتب أسامة القادري في صحيفة “الأخبار”:
تجدّدت إشكالية عرف رئاسة المجلس البلدي في تعلبايا كما في كل انتخابات بلدية، من باب تقلص عدد أصوات المسيحيين في البلدة، وارتفاع عدد أصوات السنّة، بنسبة ثلثين للسنّة وثلث للمسيحيين، ليتحول هذا الشعار الى مادة دسمة لدى طرفي المنافسة.
وتتواجه في البلدة لائحتان مكتملتان، الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي جورج صوان والثانية (الإنماء المشترك) برئاسة درار محيي الدين، للفوز بمجلس بلدي مؤلف من 15 عضوًا. وبحسب العرف، يحصل المسيحيون على 7 أعضاء والمسلمون السنّة على 7، ليبقى عضو شيعي. وبحسب مصادر في البلدة، فإنّ “أطرافاً حزبية مسيحية ضغطت على مرشحين (مسيحيين) للانسحاب من لائحة محيي الدين، ورفضهم المناصفة معه.
من جهته، أكد صوان لــ”الأخبار” أنه تلقّى عرضاً بالمناصفة، “لكنّي لا أقبل أن أكون رئيساً لثلاث سنوات. لم تثبت هذه التجربة نجاحاً في العمل البلدي، فرفضت العرض”. ويضيف صوان “يريدون كسر العرف القائم، باصطفاف مذهبي، لائحتهم من 15 عضواً مسلماً، وهذا ما لا يقبله أهالي البلدة المسلمون قبل المسيحيين”.
مصادر مطّلعة تشير إلى أنّ تأخير إعلان اللوائح سببه الضغوط لسحب مرشحين مسيحيين من لائحة محيي الدين، وتضيف: “تدخّل القوات والعونيون للضغط لسحب مرشحين، بهدف إعطاء اللائحة طابعاً طائفياً، في ظل تشتت العائلات السنية وانقسامها بين اللائحتين، خاصة أن مرشّحَين محسوبين على تيار المستقبل ويعتبران من الصقور، عقدا تحالفاً مع صوان، وهذا ما يرجّح خسارة لائحة صوان الصوت الشيعي، الذي يعتبر أن هذين “الصقرين” خصمان، وكان لهما دور في أحداث تعلبايا في 7 أيار 2008″.
في المقابل، يقول مصدر في تيار “المستقبل” في تعلبايا إن التيار تدخل لضبط إيقاع العملية الانتخابية، ومنع أي إصطفاف طائفي أو مذهبي: “قلناها ونقولها لن نتدخل في الانتخابات البلدية، ونقف على الحياد، نترك الخيار للعائلات، كل ما قيل في تعلبايا لا صحة له، لا وجود للائحة من لون طائفي واحد”.
من جهته، نفى المرشح على لائحة الانماء المشترك درار محيي الدين أن يكون قد مسّ بالعرف: “أنا مرشح عضو مجلس بلدي، لست مرشح رئاسة. انطلقت ومجموعة من الشباب من مبدأ ماذا فعل هذا المجلس البلدي طيلة ربع قرن سوى الوعود؟”. ويتابع مبرراً فشل الوفاق بـ”رفض لائحة صوان أي صيغة طرحت لتغيير شخص الرئيس، وبدأوا بالضغط والتهويل بهدف إعطاء لائحتنا الصبغة المذهبية”.
وتنفي المرشحة على لائحة الإنماء المشترك ريجينا طنقريان أن يكون في لائحتها أيّ متشدّد. وقالت: “أعضاء اللائحة 7 مسيحيين و8 مسلمين”، وتردف أن اتهام لائحتها بالطائفية والمذهبية “كلام يريدون منه تضليل الناس، وتوزيعهم لوائح من 15 مسلماً ينسبونها إلى لائحتنا دليل على إفلاسهم في التنافس الديموقراطي”.