كشفت مصادر إيرانية أن “جناحا إصلاحيا” في وزارة الخارجية الإيرانية يضغط على قادة الحرس الثوري باتجاه الانسحاب من سوريا، وسط أنباء عن عملية انتقامية مرتقبة يشرف عليها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، لاستعادة بلدة خان طومان والقرى المحيطة بها، والتي سقطت بيد فصائل “جيش الفتح” الجمعة الماضي.
وقال موقع “بارس نيوز” المقرب من المحافظين، إن “الجناح الإصلاحي متفق مع الخطة الدولية حول الهدنة حيث لم يتدخل الطيران الروسي لإنقاذ المحاصرين من الحرس الثوري والميليشيات في خان طومان كي يضعوا قادة الحرس الثوري الداعمين للتدخل في سوريا في موقف ضعيف”، متحدثا عن وجود “مؤامرة” تهدف إلى إضعاف التواجد الإيراني العسكري في سوريا.
وقال الموقع في تقرير خاص إن “الدبلوماسيين الإصلاحيين يدفعون باتجاه إقناع قادة الحرس الثوري بعدم جدوى استمرار التدخل العسكري في سوريا في ظل وجود توافق دولي يقضي برحيل الأسد في بداية شهر آب”.
وأضاف التقرير أن وسائل إعلام التيار الإصلاحي تعمل على “تغطية شاملة لحجم الخسائر الإيرانية الكبيرة في سوريا كي تقنع الرأي العام بضرورة الانسحاب من سوريا والموافقة على رحيل بشار الأسد”.
ويقول مراقبون إن نبأ مقتل حوالي 80 من الحرس الثوري والميليشيات الشيعة وحزب الله اللبناني، في معارك خان طومان، أثار جدلا واسعا في إيران، حيث مكّن الإصلاحيين من عمل ضغط أكبر على العسكر والتيار المتشدد من أجل الانسحاب من سوريا.
من جهة أخرى، أفادت مصادر إيرانية بإرسال الحرس الثوري تعزيزات عسكرية إلى قرية “الحميرة” الواقعة في جنوب مدينة حلب السورية، من أجل بدء معركة لاستعادة بلدة خان طومان. ونشرت وسائل إعلام إيرانية صورا لقائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، وسط حشد من الحرس الثوري والميليشيات، وقالت إنه في ريف حلب من أجل التحضير للمعركة المقبلة.
من جهتها، أفادت وكالة “فارس” عن مصدر في غرفة العمليات بمدينة حلب قوله إن “قوات من الحرس الثوري والمقاتلين العراقيين والأفغان وصلوا مساء السبت إلى قرية كفر حمرة الواقعة جنوب شرق بلدة خان طومان”.
وأوضح المصدر الإيراني الذي لم تكشف عنه الوكالة أنه “كان من المقرر أن تنطلق عمليات تحرير بلدة خان طومان فجر اليوم الأحد، لكنه بسبب سوء الأحوال الجوية تم تأجيل انطلاق العمليات”.
وأضاف المصدر أن قوات قتالية من جيش النظام والحرس والمقاتلين العراقيين والأفغان يحتشدون ومستعدون لبدء المعركة، وأن الطيران الروسي والسوري كثّف غاراته مساء السبت على مناطق عدة في حلب من بينها معراتة الواقعة جنوب خان طومان، وكذلك منطقتي أبو رويل وتل المسطاوي في ريف حلب الجنوبي.
وكان مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، والمحسوب على التيار المتشدد في وزارة الخارجية الإيرانية، تحدث عن إقدام المعارضة المسلحة على السيطرة خان طومان في سوريا، واصفاً ذلك بأنه “عملية احتلال”.
وذكر بيان للخارجية الإيرانية عن عبداللهيان قوله إن “طهران لا تزال تؤمن وتتمسك بأن طريق الحل في سوريا سياسي فقط ويجب إدانة وقمع الإرهابيين والجماعات المسلحة المرتبطة بها من قبل المجتمع العالمي لتتوفر الفرصة للتقدم في طريق الحل السياسي”، على حد وصفه.