نظمت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST معرض فرص العمل الخامس عشر Job fair 2016، برعاية وزير العمل سجعان قزي، في حضور نائب رئيسة الجامعة رياض صقر والهيئتين الإدارية والتعليمية والعمداء والطلاب.
وشارك في المعرض 120 مؤسسة من معظم القطاعات في لبنان مثلت كبرى المؤسسات السياحية والفندقية والصناعية والمصرفية والصحية وقطاعات الإعلام والاتصالات والمعلوماتية والطباعة والتصميم والتأمين والتسويق والإعلان وغيرها.
بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيب من مديرة الدائرة الإعلامية والعلاقات العامة في الجامعة ماجدة داغر، تحدث صقر عن المؤسسات المشاركة “التفاعلي مع الجامعات من أجل إتاحة الفرص التوظيفية للطلاب، زيادة في فرص العمل، ومن اجل فتح آفاق المستقبل وبعث الامل امام الخريجين”.
وقال: “لقد دأبت جامعة AUST على تطوير ادائها الاكاديمي وبرامجها العلمية في اختصاصات ادارة الاعمال والاقتصاد والعلوم والفنون، في التكنولوجيا وهندسة المعلومات والاتصالات والهندسة الطبية وأنشأت في كلية العلوم الصحية اختصاصات نوعية في تكنولوجيا البصريات وقياس النظر والتكنولوجيا الصحية والتحاليل المخبرية وفي العلوم المرتبطة بكشف الجريمة”.
أضاف: “في هذه الظروف الحرجة، عليكم يقع العبء الاكبر في استيعاب الخريجين، وهم يقدرون لهذه السنة بأكثر من 25 ألف خريج من جامعات لبنان. انتم تشكلون المجال الاوسع في التوظيف والمبادرة والاستثمار في الطاقات الذهنية. ان المسؤولية الإجتماعية للشركات Corporate Social Responsibility (CSR) بمختلف أبعادها الانمائية والاقتصادية والبيئية، تهدف الى خدمة المجتمع وعلى وجه الخصوص طاقاته الشابة. في اطار هذه المسؤولية، نتطلع الى مساهمة مؤسساتكم الإقتصادية في اطلاق مشروع تعاوني لتوجيه الخريجين ممن لديهم الابداع والأفكار في انشاء مؤسسات منتجة (Start Up)، ووضع خبراتكم من اجل خلق الظروف المساعدة لتحقيق طموحاتهم وهذا يكون له مردود ايجابي في خلق فرص عمل وفي النمو الإقتصادي”.
قزي
واستهل قزي كلامه بتحية ممثلي الجيش اللبناني، وقال: “ان الانتخابات البلدية امس لم تكن امتحانا للديمقراطية الذي كان ناجحا جزئيا بحكم كثافة الامتناع، انما كان امتحانا للمؤسسات العسكرية والامنية وفي طليعتها الجيش اللبناني وكان الامتحان ناجحا جدا بدرجة مشرف”.
ونوه بتنظيم المعرض، وقال: “إنه من انجح المعارض التي رعيتها، وهذا يعني أمرين اساسيين: الاول ان جامعة ال AUST لا تعلم طلابها فقط انما ترعى ايضا خروجهم الى الحياة والمجتمع والعمل وهذا هو معيار مسؤولية الجامعة. وثانيا ان المؤسسات المشاركة ما كانت لتبحث عن شباب وشابات للتوظيف هنا لو لم تكن على علم بوجود نبع مياه مختلف عن المياه الاخرى، بفعل ان هذه الجامعة تخرج طلابا متفوقين واصحاب كفاءات”.
أضاف: “لبنان يعيش ازمة بطالة لم يعرفها طوال تاريخه الحديث، وهذه البطالة لديها اسبابها المتعلقة بوضع لبنان نتيجة الحرب ومحاولة ضرب البنى التحتية للدولة اللبنانية، وهدر امواله واغراقه بمديونية بلغت 72 مليار دولار يضاف اليها تداعيات الحرب السورية واستمرار وجود اللاجئين الفلسطينيين على ارضنا. فالشعب اللبناني المؤلف من اقل من اربعة ملايين انسان يوجد على ارضه مليون وسبعماية الف سوري، ونصف مليون فلسطيني بالإضافة الى الجنسيات الاخرى، وعندما يكون بلد فيه 53% من ساكنيه من غير ابنائه ستحصل فيه ازمة على صعيد فرص العمل والبطالة”.
وتابع: “عادة في الدول المتقدمة تكون مواجهة البطالة بإيجاد فرص عمل جديدة، وعلى هذا الاساس تبقى حكومات وتسقط اخرى. اما في لبنان ففي ظل وضع اقتصادي مترد ونسبة نمو لم تتعد الصفر من الصعب ان تفرز القطاعات الانتاجية فرص عمل كثيرة”.
وأردف: “يتخرج سنويا نحو 35 الف شاب وشابة الى سوق العمل فيما لا تفرز سوق العمل اكثر من أربعة الاف فرصة عمل ويكون عندنا بذلك نحو 30 الف شاب وشابة من دون عمل، لذلك لا بد من البدء بإيجاد عمل للشباب”.
وكشف ان “الهجرة لم تعد بالضرورة حلا لايجاد فرص عمل بفعل الوضع الاقتصادي المتردي في العالم”، وقال: “ان بعض اللبنانيين الذين يعودون من الخليج يعودون ليس بسبب طرد هذه الدول اياهم، كما يقال، بل لأن المؤسسات في هذه الدول لم يعد لديها مشاريع جديدة لكي توظف لبنانيين لديها”.
وأكد ان “الحل للبطالة في لبنان يكون من خلال المؤسسات اللبنانية والمعارض التي تنظمها الجامعات والتي لا يجوز ان تبقى شكلية فقط انما يجب ان تفرز اجازات عمل للشباب والشابات”، متمنيا على “الشباب ان يكون لهم أمل في المستقبل وبجامعاتهم اكثر من الامل الذي اظهره الشعب اللبناني امس بالطبقة السياسية في الانتخابات البلدية حيث كانت مقاطعة هذه الانتخابات في محلها بسبب فقدان الشعب اللبناني ثقته بطبقته السياسية وبنوابه الذين يمتنعون عن انتخاب رئيس للجمهورية”.
وقال: “ان من ربح الانتخابات البلدية امس هي لائحة واحدة من بيروت الى البقاع وهي لائحة القرف وعدم الثقة، واللامبالاة، وعدم احترام الطبقة السياسية والاعتراف بأنها قادرة على انقاذهم”.
وخاطب الطلاب قائلا: “أنتم الحل وعليكم دور نيل ثقة الوطن والمواطن، فإذا كنتم تكرهون السياسيين لا تكرهوا السياسة، فالسياسة هي من اجمل الرسالات شرط ان تمارس من قبل اشخاص نزيهين ومخلصين ووطنيين ولديهم قضية. فلتكن قضيتكم الوصول الى حكم لبناني فلبنان بحاجة اليكم وانتم قادرون على ان تكونوا مسؤولين تتحلون بالنزاهة والوطنية لأنكم لم تدخلوا بعد في لعبة المصالح”.
وبعد الافتتاح جال قزي برفقة صقر والعمداء، على المؤسسات المشاركة في المعرض.